طلاب جامعيون: نعمل لنكمل دراستنا فارحمونا..
بسبب الحاجة شباب جامعيون لا وقت لديهم لأي نشاط، الحياة فقط دراسة وعمل وعمل…
سناك سوري – يوسف شرقاوي
يضطر الطالب في قسم الإعلام بجامعة “دمشق” “حسن فخور” للعمل تسع ساعات يومياً إلى جانب دراسته لتأمين مصروفه الخاص مايجعله بعيداً عن ممارسة النشاطات الاجتماعية الأخرى التي يقوم بها الشباب في مثل سنه ممن لاحاجة لهم للعمل والدراسة معاً.
لاتقتصر معاناة “فخور” وغيره من الطلاب العاملين على الحرمان من ممارسة نشاطاتهم الشبابية بل تمتد أيضاً لتشمل صعوبة الحصول على الوظيفة، خاصة أن أصحاب العمل يفرضون شروطاً معقدة على الطلاب منها طول ساعات العمل واشتراط الخبرات السابقة التي لاتقل عن بضعة سنوات، وأصعب مافي الأمر حسب حديثه مع سناك سوري أن الطالب قد يرسب أحياناً لعدم قدرته على المواءمة بين العمل والدراسة معاً.
الطالب الذي يعمل لا يمكن أن يُتابع دوامه الجامعي إلا إن عمل ليلاً، خاصة وأن بعض التخصصات تتطلب الحضور العملي، ويمكن أن تتسبب برسوب الطالب إن لم يحضرها، بالتالي يكون يومه بالكامل مُستنزَف بين ضرورة الدوام وضرورة العمل لتأمين مصاريف جامعته التي تكلف مبالغ ليست قليلة في العديد من الاختصاصات.
اقرأ أيضاً:صيادلة ومهندسون عمال مقاهي “قد الدني”!
يحدّثنا “أحمد عطفة” طالب هندسة عن تجربته فيقول:«منذ عام رسبت بسبب العملي، كنت أعمل دوام مسائي من الساعة 4 لـ 12، أذهب من الجامعة للعمل وعندما أعود إلى المنزل أكون غير قادر على الدراسة»، مضيفاً :«هالشي نفّرني من الجامعة لأني بطلت أفهم وصارت حياتي شغل وبيت فقط، نسيت الجامعة»، مطالباً أصحاب العمل بتسهيل عمل الطلبة بشكل خاص ومراعاة وضع دوامهم الجامعي لاسيما في أيام الضغط الدراسي والامتحانات.
كلفة الحصول على المعلومة
على الطرف الآخر، يوجد مكتبات مختصّة بكلّ فرعٍ جامعي، تطبع المحاضرات والملاحق، وفي فرع “الاقتصاد” مثلا تبلغ كلفة الحصول على مواد الفصل الواحد ما يقارب ثلاثين ألفاً، وفي الفروع الأدبيّة أيضاً تباع عدد من المقررات الفصلية بثمنٍ غير قليل، إضافة إلى التكاليف الأخرى التي تحتاجها بعض الاختصاصات مثل الهندسات، ويقول الطالب في كلية الاقتصاد “فادي الحداد”:«المعلومة غالباً ما تكون منقوصة أو ذات جودة سيئة في المحاضرات المباعة، فيتم استنزاف الطالب مجدداً وإجباره على اعتماد (الكورسات) يُجريها من أجل الوصول إلى النجاح»، وهنا يقترح أن يقدّم محاضرو المادة بعض التسهيلات، وتطوير مواقع الكليات لنشر المقررات والمعلومات، إضافة إلى الرأفة من أصحاب المكتبات الذين يتقاضون مبالغ كبيرة لا تتناسب مع الكلفة.
التقصير يقع على عاتق من وما الحل؟
عدد من طلاب الجامعات الذين التقاهم سناك سوري أشادوا بالإجراء الذي اتخذه بعض المحاضرين في عدة تخصصات ممن يقدمون المقرر بصيغة الكترونية يجعله بمتناول الجميع، خاصة أن الأمر المتاح في ظل وجود موقع متخصص للجامعات السورية على الانترنت، مؤكدين أن هذا الإجراء يخفف عن الطالب ثقل شراء المقرر ويمنع احتكاره من قبل المكتبات على أن يتم رفع كل مايتعلق بالتخصص لتكون سهلة الوصول للطالب ولاتشكل عبئاً مادياً عليه، فيما أكد آخرون أن هذا الإجراء لا يحل إلا جزء بسيط من المشكلة وتبقى معاناة الطلاب في ضرورة العمل لتأمين مصاريف الدراسة وصعوباته هي المشكلة الأكبر.
اقرأ أيضاً:من طالب صيدلة إلى قاتل.. لعنة الحرب والعمل تفتك بشباب “سوريا” الجامعي