
«تمنيت أن أسجل ابنتي في مدرسة خاصة، فقط لأطمئن على نظافة الحمامات التي ستستخدمها»، تقول السيدة “سناء” وهي موظفة بإحدى مديريات التربية في مدينة اللاذقية لـ سناك سوري، مضيفة بأن المدرسة تحتاج إلى المزيد من التأهيل للنوافذ والمقاعد وكذلك الحمامات.
سناك سوري _ لينا ديوب
ما قالته تلك الأم يعيدنا إلى سنوات كثيرة قبل الحرب، حين امتنع الكثير من الأهالي بإحدى قرى ريف “الحسكة” من إرسال بناتهن الى المدرسة لأن الحمامات مشتركة للبنات والفتيان.
عندما حددت الأمم المتحدة يوم الحادي عشر من شهر تشرين الأول للاحتفال بذكرى اليوم العالمي للفتاة من كل عام، كان الهدف حماية حقوق الفتيات ولضمان احتياجاتهم الحياتية بشكل أفضل لهم، وفي مقدمة تلك الاحتياجات الرعاية الصحية والطبية وزيادة الوعي عن التفرقة الجنسية التي تواجهها الفتيات حول العالم، ولتحقيق المساواة لهم في جميع المجالات مثل التعليم، والتغذية، والحقوق القانونية كما حمايتهن من العنف الأسري ولضمان حقهن في العمل، وحمايتهن من زواج القاصرات وإعطائهم الحق في قبول الزواج.
لعل جميع الأهداف التي حددتها “الأمم المتحدة” لهذا اليوم للعمل عليها لتحقيق حياة أكثر رفاهاً وعدالة للفتيات، نحتاجها هنا في “سوريا” في مجتمعاتنا المحلية المختلفة سواء بالداخل أو في مخيمات اللجوء.
اقرأ أيضاً:النسوية والكراهية.. الرجال ليسوا أعداء – لينا ديوب
إن تخريب الجزء الأكبر من البنية التحتية لقطاعي الصحة والتعليم، ومن ثم تردي الوضع المعيشي بصورة متسارعة أديا إلى تدني الخدمات الصحية وتراجعها خاصة في الأرياف، وتراجع التعليم وعدم إتمام الدورة التعليمية أي انتقال التلميذات من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية وكذلك من المرحلة الثانوية إلى مرحلة الدراسة الجامعية، على التوازي ارتفعت نسبة زواج الصغيرات، في الكثير من المناطق والبلدات.
إن الكتابة عن هذا اليوم لا يعني أننا نريده احتفالياً فقط، وإنما ليكون مناسبة لتركيز الاهتمام على الحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجه الفتيات وتعزيز احقاق العدالة لهن، وهو إحدى خطوات النضال النسوي، حيث يشير موقع الأمم المتحدة إلى أنه في عام 1995، عقد المؤتمر العالمي المعني بالمرأة في بكين، وفي هذا المؤتمر اعتمدت البلدان المشاركة بالإجماع إعلان ومنهاج عمل “بكين”، الذي يُعد الخطة الأكثر تقدما على الإطلاق للنهوض بحقوق النساء والفتيات، وقد اعتمد
هذا الإعلان أول صك دولي يدافع عن حقوق الفتيات على وجه التحديد، وبعد 6 أعوام على هذا، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها الذي حمل رقم 66/170 لإعلان يوم 11 أكتوبر من كل عام يوما عالميا للفتاة، وبدأ الاحتفال به، في11 تشرين الأول 2012.