طرطوس.. تأجير الكتب للمطالعة في محل تجاري
محل تجاري بخدمات متنوعة.. ثلاث شقيقات في طرطوس يوزعنَ المهام بينهنّ
بدأت الشقيقات “ايفلين، لجين، ونور اسماعيل”، مشروعهنّ الخاص بالمشغولات اليدوية قبل نحو عام ونصف. ليبدأن مبادرة جديدة ضمن محلهنّ التجاري في مدينة طرطوس قبل أسبوع، بتأجير الكتب لرواد المطالعة.
سناك سوري- صفاء صلال
على الرفوف الخشبية في محلهن الذي لا تتجاوز مساحته العشرة أمتار. وضعت “إيفيلن”(33) عاماً تسعون كتاباً متنوعاً بين الأدب والشعر والقصص والتنمية البشرية .
اشترت إيفيلن الكتب من مصروفها الشخصي لا من واردات المحل الذي يعيل العائلة. حضرت الشابة لمبادرتها على مدى عدة شهور لتتمكن من جمع المبلغ المطلوب لشراء الكتب.
تشرح إيفيلن لسناك سوري عن مبادرتها: «أعلنتُ عبر الفيسبوك أنه يمكن لأي شخص يود القراءة رهن مبلغ 10 آلاف ليرة سورية. واستعارة كتاب من الكتب المتواجدة لدينا بمدة أقصاها أسبوع ولمن لا يملك المال يستطيع رهن الهوية الشخصية». أما سعر التأجير بعد الانتهاء من قراءة الكتاب فهو 3000 آلاف ليرة للكتاب الصغير و5000 آلاف ليرة للكتاب الكبير.
إيفلين اسماعيل اشترت الكتب من مصروفها وبدأت تأجيرها بـ3 آلاف للكتاب الصغير و5 آلاف للكتاب الكبير
تشير إيفيلن أن العائد المالي الوارد من التأجير ستسخدمه لشراء كتب جديدة تضيفها للمكتبة الصغيرة. وبذلك فهي توفر التنوع وتساعد القّراء على شراء اختياراتهم .
ألصقت إيفيلن على الكتب التي نسقتها على الرفوف ورقة كتبت عليها: «وراء كل كتاب فكرة ووراء كل فكرة هي خطوة للأمام». بمحاولة للتشجيع على القراءة والاستفادة من كل الأفكار التي تطرحها الكتب بمختلف أنواعها.
بعد ساعات من إعلان إيفلين عن المبادرة تقدم أحد سكان مدينة طرطوس بالتبرع بعدد من الكتب من مكتبته الشخصية. ووضعها لدى إيفيلن ليستفيد منها الشباب.
في اليوم الأول كان الإقبال شبه معدوم باستثناء طفلة استعارت رواية . فيما لا يزال الإقبال من سكان المدينة ضعيفاً لا يتجاوز العشرات، كما تقول الشابة.
«الهدف ليس العدد ولا الربح المادي ابداً من هذه المبادرة. بل الهدف منح جيل الشباب فرصة للنظر للحياة بشكل آخر من الكتب والأفكار التي تطرحها» تقول إيفيلن.
تتقاسم الأخوات إسماعيل أعمال المحل الذي يعرض مشغولات يدوية للفتيات والسيدات. إذ أن المحل وسيط عرض بين السيدات الصانعات والزبائن.
“ايفيلن” تقوم بتوصيل الطلبات وتنظيم العمل أما لجين( 26 ) عاماً وهي مدرّسة موسيقا تقوم بالتسويق على الإنترنت. من خلال نشر مقتنيات المحل على الصفحة الخاصة بالمشروع . بينما الأخت الصغرى “نور” تدرس في كلية الجغرافيا وتتولى مساعدة إيفلين بالتوصيل.
تسعى إيفيلن أن تحدث فرقاً حتى ولو كان صغيراً من خلال مبادرتها فالقراءة تغذي العقول وتصنع جيلاً أفضل حسب وصفها لسناك سوري.