طرطوس.. الخجل من إعلان الإصابة أحد أسباب تفشي كورونا
أرقام رسمية متدنية وأخرى غير رسمية مرتفعة… كيف هو واقع الكورونا في طرطوس؟
سناك سوري- نورس علي
بدأت محافظة “طرطوس” تشهد الذروة بانتشار فايروس كورونا مع بداية كانون الأول من العام الفائت، بينما ماتزال الإصابة تشكل وصمة عار لدى العديد من أهالي المحافظة، الذين يحرصون على إخفائها حتى في حالة الوفاة، ما ساهم بفرصة زيادة تفشي الفايروس.
وزارة الصحة سجلت 855 إصابة، بينها 348 حالة شفاء، و69 حالة وفاة، حتى تاريخ 8 كانون الثاني الجاري (تاريخ إعداد التقرير)، وسط أحاديث تؤكد أن أعداد المصابين أكبر من ذلك الرقم بكثير، خصوصاً أن عدد كبير منهم لم يحتاج دخول المستشفى واكتفى باتباع العلاج منزلياً.
القدرات الاستيعابية في أقسام العزل
رغم ارتفاع عدد الإصابات إلا أنها بقيت ضمن الطاقة الاستيعابية لأقسام العزل في مشافي المحافظة، ومنها قسم عزل الهيئة العامة لمشفى الباسل الذي يستوعب /114/ سرير و /14/ سرير عناية مشددة، حيث وصلت نسبة الإشغال فيه لحوالي 90 % وفق ما أكد مديره الدكتور “اسكندر عمار” لسناك سوري.
وفي مشفى “الشيخ بدر”، يستوعب قسم العزل حوالي /20/ سرير، وصلت نسبة إشغاله بفترة الذروة لحوالي 70% وفق تصريح الدكتور “حسان حسن” مدير المشفى، مضيفاً: «وصل عدد المرضى لدينا بفترة الذروة لنحو /14/ مريض، وأعداد المراجعين بدأت بالتراجع بداية شهر كانون الثاني 2021».
أما عدد أسرة قسم العزل في مشفى مدينة بانياس الحكومي، وفق تصريح الدكتور “عماد بشور” لسناك سوري كانت /31/ سرير وعدد المرضى فيها /26/ مريض و /4/ بالعناية بفترة الذروة، وحالياً أصبح عدد الأسرة /36/ سرير وانخفض عدد المراجعين بشكل كبير جداً وعدد المرضى /5/ فقط. وهذا التراجع لا يعطي مؤشراً دقيقاً نتيجة ضعف الثقافة تجاه المرض وإخفاء الإصابات اجتماعياً.
بينما طاقة قسم العزل بمشفى الدريكيش الحكومي هي /31/ سرير، ووصلت نسبة إشغالها بفترة الذروة لحوالي 80 % أي حوالي /28/ مريض، وفق تصريح مدير المشفى الدكتور “محي الدين عيسى”.
الخوف من إعلان الإصابة
أما من الناحية المجتمعية فغالبية المصابين يخفون إصابتهم بالكورونا عمن حولهم، ما زاد من مخاطر وفرص انتشار الفايروس، حتى عند حدوث الوفاة، لا يقبل ذوي المتوفي المصاب الاعتراف بسبب الوفاة، كذلك فإن هذا الأمر انعكس سلباً على الإحصائيات الحقيقية.
اقرأ أيضاً: هروب مصابين بالكورونا من مستشفى طرطوس
ووفق مصادر خاصة من مكتب دفن الموتى بمدينة “طرطوس” لـ”سناك سوري” فضلت عدم الكشف عن اسمها، فإن أعداد المتوفين خلال العام 2020 يبلغ /514/ حالة وفاة، ووفق مشاهدات تم رصدها من المصادر أثناء حضور عمليات الدفن فإن الطقوس الدينية والاجتماعية في 120 جنازة تمت عن بعد مع وجود عمليات تعقيم، وهذا الرقم هو للمدينة فقط وليس للريف.
الرقم السابق المتوقع لضحايا الكورونا وفق المشاهدات، ينافي رقم وزارة الصحة لأعداد الوفيات في المحافظة والبالغ 69 حتى تاريخ 8 كانون الثاني الجاري، ما يدفع للتساؤل عن سبب هذا التباين، وهنا لابد من الإشارة إلى أن دفن المتوفين المشتبه إصابتهم بالفايروس دون تأكيدها بمسحة، يعاملون خلال الدفن تماما كالمتوفين جراء الفايروس، وربما تكون الحلقة المفقودة هنا، في حال افترضنا عدم وجود إخفاء للحالات الحقيقية سواء من حيث عدد الإصابة أو الوفاة.
اقرأ أيضاً: نسب شفاء عالية في طرطوس وكورونا إلى تراجع
انتشار مقبول
يقول الدكتور “هاني خضور” المعني بقطاع مدينة “بانياس” الصحي، المحدد ما بين “مصفاة بانياس” شمال المدينة وحتى قرية “تعنيتا” شرقها بحديثه لسناك سوري أن عدد الإصابات المعلنة وصل لحوالي /100/ إصابة، بينما غير المعلنة أو العابرة نتيجة ضعف تأثيرها، تتجاوز الضعف، مؤكداً على وجود خجل مجتمعي واستخفاف شخصي بالمرض.
أما الدكتور “أحمد عمار” مدير صحة طرطوس فقد أوضح في حديثه لسناك سوري أن هناك انتشارا للفايروس في كافة المناطق بنسب مقبولة في ذروة انتشار الوباء بشكل عام، وأن الالتزام الاجتماعي بالإجراءات الاحترازية مقبول ومتفاوت، وبما يخص التزام اللجان الصحية المشكلة لحالات الدفن فهو مطبق 100% من مختلف القطاعات كمنظومة الإسعاف والبلدية والجهات الدينية والوحدات الشرطية التي تشرف على عدم استقبال التعازي في المبرات، موضحاً أن المتوفي المصاب أو المشتبه بإصابته يوضع بثلاث أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، وتتم الصلاة عليه عن بعد، ويوضع في القبر دون أي عمليات احتكاك.
اقرأ أيضاً: دير حباش الأهالي ملتزمون بالحجر والموظفون لم يبرر غيابهم
الحضور المبكر إلى العيادات والمشافي المتخصصة للكشف والمتابعة، له نتائج إيجابية جداً على المريض وحالات الشفاء حسب مدير الصحة “عمار”، مؤكداً أهمية التشخيص المبكر للإصابة ودعم المصاب بالعلاج والأدوية المناسبة والأكسجين، وقال إنه فخور بالكوادر الصحية التي لم يعد لديها رهبة الكورونا كما السابق.
يذكر أن محافظة “طرطوس” عقدت الكثير من الاجتماعات، حول تطبيق التدابير الاحترازية وكيفية إلزام المواطنين التقيد بها، إلا أن الأمر لم يثمر كثيراً نتيجة الزحام سواء في وسائل النقل، أو على كوة دفع الفواتير واستلام المخصصات اليومية من الخبز، علماً أن آخر حزمة إجراءات أقرتها هي إغلاق المقاهي والمطاعم الساعة 12 ليلاً وإعادة فتح المبرات وصالات الأفراح والتشديد بتطبيق الإجراءات الاحترازية.
اقرأ أيضاً: كورونا… انخفاض أعداد المصابين بطرطوس نتيجة التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية