أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخر

صورة واحدة تفجّر المفاجآت .. من خيانة التضحيات إلى مؤامرات الفلول

هل تظن أنها صورة بسيطة تدل على احترام التنوع؟ أنتَ بسيط وطيب القلب إذن

قد يظن الشخص العادي أنها مجرّد صورة عابرة قد تظهر له على “فايسبوك” إلا أنها في “سوريا” ستتحوّل إلى قضية رأي عام وتجاذب للآراء بين مصدّق ومكذّب لوجودها.

سناك سوري _ كاشف المؤامرات

وأظهرت الصورة 3 عناصر بزيٍّ عسكري مع فتاة يبدو أنها أرادت التقاط الصورة معهم لكنها لم تكن تعلم أنها ستصبح حديث الساعة ومسألة شرعية تقال فيها الفتاوى عوضاً عن أن تكون مجرّد صورة بسيطة وطبيعية في مجتمع متنوّع الانتماءات والأطياف وتكون دليلاً واضحاً على احترام هذا التنوع.

لكن صفحة تحمل اسم “إدارة العمليات العسكرية” (صفحة غير رسمية) حوّلت الصورة إلى قضية خيانة لدماء الشهداء، واعتبرت أنها تعبّر عن تلاشي الغيرة والعزة وانحراف عن المسار الذي ضحّى لأجله الأبطال بحسب تعبير الصفحة.

وتلقّت الصفحة أكثر من 1700 تعليق على القضية الشائكة، حيث شكّك كثيرون بصحة الصورة من مبدأ استحالة أن يقبل العسكريون التقاط صورة مع فتاة، مؤكدين أنها من صناعة “الفوتوشوب” اللعين الذي يريد تشويه سمعة العناصر.

أما المفاجأة التي حان وقت كشفها أمام “أدمن الصفحة” فكانت عبر تعليقات متابعين أبلغوه أن “سوريا” بلد يضم العديد من الطوائف والأعراق والانتماءات (يمكن البلد صارت هيك بغيابو للأدمن وهو انصدم من الموضوع)، وبالتالي فإن تنوّع مجتمعها سيؤدي بالضرورة إلى تنوّع جيشها (شوف سبحان الله)، ولا يمكن أن يكون الجيش والشعب والمجتمع والعناصر والفتاة يحملون عقلية الأخ الأدمن، فيرتكبون جريمة التقاط صورة.

بدورها منصة “تأكّد” أكدت تأكيداً واضحاً أن الصورة المعدّلة بـ”الفوتوشوب” هي الصورة التي لا تظهر فيها الفتاة، وأن الصورة الأصلية صحيحة. وهو تأكيد على تنوع المجتمع السوري وبالتالي أنها صورة عادية وفي سياق طبيعي.

وأكّدت “تأكّد” تأكيداً واضحاً أن الصورة المعدّلة بـ”الفوتوشوب” هي الصورة التي لا تظهر فيها الفتاة، وأن الصورة الأصلية صحيحة ويجب مواجهة المجتمع بالحقيقة، نعم لقد التقط العناصر صورة مع فتاة، هل ترون؟ هذه هي الفاجعة.

صفحات أخرى لم يقنعها إثبات “تأكّد” وأصرّت أن الصورة مزورة، وقالت أنها ضمن حملة تشويه يشنّها “الذباب الإلكتروني” التابع لـ”فلول الأسد” ضد عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، مستشهدة بصورة أخرى لعنصر أمن مع فتاة في حديقة، ثم صورته في الموقع ذاته وحيداً للدلالة على تزوير صورة جلوسه مع فتاة رغم أنها قد تكون خطيبته أو زوجته مثلاً، ولم يتم الإعلان بعد عن أن الجلوس مع الخطيبة أو الزوجة جريمة أو خيانة عظمى.

لذلك عزيزي المواطن البسيط، إن كنت تظن أنها مجرد صورة فقط لا تتسرّع، دقّق في الأمر أكثر، ستجد أن هناك (خيانة لدماء الشهداء، انحراف عن المسار، حملة تشويه، ذباب إلكتروني، فلول النظام، مجتمع متنوّع، طوائف ..) لتدرك أن القضية معقّدة وكبيرة ويجب أخذ الحيطة والحذر منها.

زر الذهاب إلى الأعلى