الرئيسيةفن

صندوق ذكريات الجدات ورفيق حياتهن تراثٌ يورَّث

الصندوق الخشبي جهاز العروس الذي تحول إلى تراث يورث

سناك سوري – عبد العظيم العبد الله

في إحدى زوايا المنزل تحتفظ عائلة الشاب “عبدالله أحمد” بصندوق خشبي قديم يلفت نظر زوار المنزل الذين يستذكرون فيه حكايات الجدات اللواتي لطالما احتفظت به كقطعة هامة من أثاث منازلهن وجهاز عرسها.

قليلاً ماكان يفتح هذا الصندوق فقد تحول إلى تراث مع تطور الوسائل من “خزانات” وماشابه، جدة “أحمد” كانت تفتحه لإخراج الهدايا التي كانت تحتفظ به فيها، يقول إنها كانت تخرج مفتاحاً أصفر اللون معلق في رقبتها بخيط طويل وتفتح الصندوق لتخرج حبات من السكر وتضعها في جيبه، وتقول له لا تخبر أحداً، تطلب مني الخروج وتبقى لوحدها ترتبه، وكأنه كنز من كنوزها الثمينة.

لم تكن جدة “أحمد” تسمح لأي شخص بمراقبتها وهي تفتح صندوقها، إلا أن “أحمد” استطاع ذات مرة إقناعها ووقف بجانبها حيث وجد فيه وفق ماروى لـ سناك سوري ثوب زفافها الذي بقيت تحتفظ به حتى آخر يوم بحياتها، إضافة لمجموعة من الملابس القديمة ومرآة صغيرة ومكحلة وعلبة بخور وحبات من السكاكر كانت تقدمها هدية لأحفادها، مشيراً إلى أنها كانت تزين صندوقها بالخرز وأشياء أخرى تزيينيه وهي تردد مجموعة من أغاني الفلكلور الكردي.

تحول الصندوق الخشبي مع مرور الزمن إلى تذكار تراثي تتوارثه السيدات، تقول “كرديّة مرعي” سيدة خمسينية من الحسكة إنها تحتفظ بصندوقها الخشبي الذي ورثته من والدتها، وتعده أثمن الهدايا وأغلى المقتنيات، وتضيف لـ سناك سوري: «أغلب النساء اللواتي في عمري لهن مثل هذا الصندوق المصنوع من الخشب والذي نضع فيه كل أغراضنا المهمة، وبالنسبة لي سأورثه لأبنائي من بعدي».
يذكر أن هذا الصندوق الخشبي كان أحد الأدوات التي يوضع فيها جهاز العرس وتحمله العروس معها من بيت أهلها إلى بيتها ويبقى بصحبتها غالباً طوال حياتها لتحفظ فيه أغراضها حيث كان بمثابة الخزنة لها.

اقرأ أيضاً: “رمثا شمعون” تحافظ على التراث السرياني في سوريا

زينة الصندوق ومنظره الخارجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى