صديقي في المواطنة رئيس الحكومة.. هل تعلم أن الكرامة السورية التي تتحدث عنها في كل مناسبة قد سفكت على أبواب حكومتك الموقرة؟
سناك سوري-رحاب تامر
ماذا لو كان رئيس الحكومة مجرد موظف عادي يستيقظ في الصباح مفعماً بهموم “بسيطة” من تأمين مستلزمات أسرة أرهقتها الحرب والغلاء وجشع التجار.
ينتظر الميكروباص ويحشر مع زملائه المواطنين “تلاتات أربعات وخمسات”، يصل عمله إما مبللاً بالمطر أو محترقاً بحرّ الشمس، يجلس في كرسيه المتواضع يمارس عمله “البسيط”، يدخل عند مديره “المتسلط”، ويناقش مع زملائه بُخل الحكومة وإعراضها عن صالح المواطن.
ماذا لو ارتاح من عناء مطالب السوريين المتكررة و”شحادتهم” لزيادة لا تأتي فجيب الحكومة مشغول بأمور أخرى تدعم المواطن من خلالها بغير زيادة الرواتب.
ماذا لو تحدثت كأي مواطن من الدرجة السابعة عن تلك السيارات الفارهة التي يمتطيها الوزراء والمسؤولون وذويهم والتي فيما لو استغني عنها ستوفر مبلغاً محترماً جداً قد يتمكن من خلاله عشرات المشردين والنازحين تأمين مسكن متواضع لهم ولأولادهم.
هل تخاف على هيبتك وهيبة حكومتك فيما لو استخدمت سيارة عادية من تلك السيارات التي تباهون بأنها صناعة سورية بدل السيارات الألمانية الفارهة؟، فماذا تقول لرجل فقد كل هيبته أمام أطفاله الصغار عاجزاً عن تأمين أدنى متطلباتهم الأساسية في الحياة.
صديقي المواطن رئيس الحكومة هل حملت يوماً هم تأمين مصاريف أولادك ودراستهم، هل وقفت عاجزاً عن شراء دفتر مدرسي لهم، تعال أخبرك أن آلاف السوريين من زملائك في المواطنة وقفوا هذه الوقفة وكابدوا هذه المعاناة مستسلمين أمامها، هل تدرك مقدار كل هذا القهر يا صديقي وصديق أحاديثنا اليومية التي لا تخلو منك؟.
مئات آلاف الرجال من السوريين يتفوقون عليك بإطلاق الوعود التي لا تتحقق، أنت تعدهم وهم يعدون أطفالهم بناء على وعودك، فلا هم حصلوا عليها ولا أطفالهم أيضاً، لماذا تطلق كل تلك الوعود المجانية وتعرض نفسك لهذا الموقف المحرج؟.
حسناً إذاً، هل تجرؤ على مواجهة السوريين انطلاقاً من موقعك كرئيس للحكومة؟، وكمسؤول عن مواردهم التي لا يحصلون عليها، أليسوا هم أولى بكل ذلك الترف الذي يحظى به المسؤولون عنهم من وزراء ومدراء عامون؟.
صديقي في المواطنة رئيس الحكومة، أليس من المعيب حقاً أن يصل السوريون إلى مرحلة “شحادة” الزيادة على الراتب؟، هل تدرك معنى أن يشحد المواطن حكومته ولا تستجيب له؟، هل تعلم أن الكرامة السورية التي تتحدث عنها في كل مناسبة قد سفكت على أبواب حكومتك الموقرة؟.
صديقي في المواطنة رئيس الحكومة هل تسمعنا حقاً…
اقرأ أيضاً: أنا مواطن سوري “صالح” أريد أن أهدي الحكومة وردة و”شوية حكي”