تعود بدايات الفنان “صباح عبيد” إلى ستينات القرن الماضي، وهو الممثل الذي صُنف كفنان أول في “سوريا” عام 1984. شارك بحرب تشرين التحريرية، ومنع فنانات مثل “هيفاء وهبي” و”إليسا” من الغناء في “سوريا”. رحل عن الحياة تاركاً خلفه إرثاً فنياً في الدراما، والمسرح، والسينما.
سناك سوري – دارين يوسف
“صباح عبيد” ابن مدينة “أعزاز” في محافظة “حلب”، ولد في الـ4 من نيسان عام 1950، وتوفي في الـ23 من شباط عام 2013. بدأ مسيرته الفنية من “الجمعية العربية المتحدة للأدب والفنون” في “حلب”، والتي عنيت بالمواهب الفنية، والمشاريع. وقد كانت منصة انطلاق عدد من النجوم السوريين مثل الفنانة “ميادة الحناوي”.
اقرأ أيضاً: عمر حجو الذي أسس مسرح الشوك: لم أعرف شكسبير
حصل بعدها “عبيد” على المركز الأول في “مسرح المواهب”، ولمعت موهبته من خلال العمل في المسرح. حيث أدى خلال المسرحيات الطلابية التي شارك بها شخصيات بطولية أبرزت موهبته منذ سنواته الأولى.
بعد ذلك دخل الفنان “صباح عبيد” عالم المسرح مع الشاعر والكاتب المسرحي “عبد الفتاح رواس قلعجي”. ليلتحق بالخدمة العسكرية في محافظة “اللاذقية” بـ”البحرية السورية”، وخلال الخدمة. تعرض “عبيد” للإصابة عدة مرات إثر قصف تعرضت له محطة نفط في “بانياس” بمحافظة “طرطوس” الساحلية، خلال فترة حرب تشرين.
مناصب
وشغل خلال مسيرته العديد من المواقع في “نقابة الفنانين السوريين” منذ انتسابه لها عام 1972 منها “مدير مقر النقابة”. وعضو في “المجلس المركزي”، و رئيساً لـ”مكتب الثقافة والإعلام”، ثم “نقيب الفنانين”. وكان عضواً في “مجلس الشعب” في الدور التشريعي التاسع، بين عامي 2007 و2012.
وكان للفنان “عبيد” دور في تأسيس التلفزيون السوري عام 1960، وقدّم خلال مسيرته الفنية أكثر من 70 عملاً درامياً. مجسداً العديد من الشخصيات منها “الغضنفر” في مسلسل “البركان”. وشخصية “الباشق” في مسلسل “الجوارح” التي مازالت تعيش في ذاكرة المشاهدين.
من أعماله لدراما التلفزيون أيضاً، “امبراطورية غوار”، “وادي المسك”، “أبو كامل”، “بنت الضرة”، “باب الحديد”، “الفوارس”، “الكواسر”. “البواسل”، “حي المزار”، “جلد الأفعى”، “الخوالي”، “بقعة ضوء”، “انتقام الوردة”، “الدبور”، “باب المقام”، “على موج البحر”. “العوسج”، “رد الأساطير”، “رجاها”، “موعد مع المطر”، “الشبيهة”، “عيلة ومكترة”، وغيرها.
كما شارك بالعديد من المسرحيات منها، “الناصر صلاح الدين”، “المروءة المقنعة”، “أوبرا علاء الدين”، “السيف المسحور”. أما في السينما من أفلامه “ليلى والذئاب”، “المكوك”، “آه يا بحر”.
اقرأ أيضاً: عابد فهد.. خطأ واحد حرمه عمل الإخراج الإذاعي فانطلق للتمثيل
صدر عن الفنان الراحل خلال استلامه لمنصبه كنقيب للفنانين من 2006 حتى 2008، عدة قرارات أثارت جدلاً. كقرار منعه بعض الفنانات اللبنانيات من الغناء في “سوريا”، معتبراً أنهن يسئنّ للغناء العربي. كما قال في برنامج “ضد التيار” على شاشة “روتانا موسيقى”، عام 2008.
وخلال البرنامج ذاته ردّ “عبيد” على تصريحات للفنان المصري “حسين فهمي”. قال فيها: «أتحدى أن يقف أي ممثل سوري أمام ممثل مصري في أي مشهد». ليقول “عبيد”: «أصغر فنان سوري بدو 100 سنة ضوئية حتى يقدر يوقف قدامو “حسين فهمي” حصراً».
اقرأ أيضاً: ذكرى رحيل السخرية.. الكوميديا السوداء في حياة “الماغوط”
وداع صباح عبيد
في 23 شباط عام 2013 ودعت “سوريا” فنانها “صباح عبيد” عن عمر ناهز الـ63 عاماً إثر تعرضه لجلطة دماغية. وشيع الجثمان من “دمشق” إلى “اللاذقية” ليواري الثرى بحضور عدد من أصدقائه. وأقاربه وسط غياب كامل للفنانين باستثناء الفنان “فاضل الوفائي” الذي لم يستغرب من ذلك الغياب لأنه يدرك أن الوسط الفني عديم الوفاء، بحسب تعبيره.
بعد وفاته حضر “عبيد” في الموسم الرمضاني التالي بمسلسل “عيلة ومكترة”، وخلال مشواره مع الفن. كرم عام 1985 وحصل على براءة تقدير مع الميدالية الفضية، كما حصل على براءة تقدير مع الميدالية الذهبية في التسعينيات. وكُرمَ في مدينة “العين” بدولة “الإمارات” عن مجمل الأعمال. وشارك في العديد من المهرجانات المحلية، والعربية، والدولية، ومؤتمرات “اتحاد الفنانين العرب”، والملتقى الأول للفنانين العرب في “ليبيا”.