د زاهر حجو: ليس من المعقول أن تكون هناك قذارة لهذه الدرجة
سناك سوري-متابعات
ينوي أهل الممرضة “روان سحتوت”، إعادة فتح قضية موتها التي أثارت جدلاً واسعاً مطلع شهر آب الجاري، بعد اتهام المستشفى الخاص الذي تعمل به “سحتوت” بأنه السبب في موتها.
وفي التفاصيل التي أوردتها صحيفة تشرين المحلية، فإن شقيق الممرضة (لم تذكر الصحيفة اسمه)، يريد فتح القضية بعد أن أغلقها والده نتيجة «إجباره على ذلك فقد امتنع المخفر والأطباء الشرعيون والمشفى عن تسليمه الجثة إلاّ بعد إغلاق القضية أو أن الجثة ستبقى في المشفى لحين إغلاق التحقيق الذي من الممكن أن يمتد عدة أيام».
الشقيق اعتبر أن وفاة شقيقته كانت جريمة قتل واضحة، على حد تعبيره، مضيفاً أنه من المستحيل ألا تعلم شقيقته تأثير الإبر التي قيل إنها سببت صدمة تحسسية لها أدت لوفاتها، ومازاد الشك لدى الشقيق أن “سحتوت” لا تتناول أي حبة دواء عادة مهما كانت حالتها الصحية.
المستشفى أخبرت الأهل أن “روان” فتحت وريد لها بالتعاون مع صديقة لها في المستشفى بعد أن شعرت بتشنج معوي، وفق الشقيق، مضيفاً أن المستشفى لم يخبروهم باسم تلك الصديقة «ثم إذا كانت تعاني من تشنج فكيف لها أن تفتح وريداً بنفسها؟».
اقرأ أيضاً:دمشق.. تفاصيل غامضة لوفاة ممرضة واتهامات للمستشفى
شكوك وتفاصيل غامضة
وسط استمرار تساؤلات الشقيق، برز اسم جديد في القضية كشاهد عيان، حيث ذهبت “زهراء” وهي خطيبة شقيق “سحتوت” الذي يعمل خارج البلاد بطلب منه إلى المستشفى، تقول “زهراء” إن إحدى يدي الضحية كانت مغطاة، وأضافت: «قمت من دون أن يراني أحد برفع الغطاء لأجد آثار جروح وخدوش على معصمها كما كانت يدها زرقاء متورمة من آثار الوريد».
المشاهد التي رأتها خطيبة شقيق “سحتوت” أثارت المزيد من الشكوك لدى العائلة، وما زاد في غموض القضية وفق “زهراء”، أن إدارة المستشفى الخاص قالت إن “سحتوت” دخلت لمساعدة طبيب في عملية “ديسك” لأحد المرضى، لكن العملية لم تكن موجودة في سجلات المستشفى، وأضافت: «روان تسكن في السكن الجامعي لمشفى الأسد الجامعي منذ 7 سنوات وتقتصر زيارتها لمنزل والدها الكائن في ريف دمشق أيام العطل فقط».
الصحيفة قالت إنها تواصلت مع أكثر من طبيب شرعي، وقد تعجبوا من «إفادة رئيس الطبابة الشرعية في دمشق حول سبب الوفاة المتضمن أخذ إبرتين (سباسموفرين ورانتيدين) أحدثتا صدمة تحسسية للممرضة»، مؤكدين «عدم علمهم أو سماعهم بأن إبر مضادات التشنج من الممكن أن تتسبب بحدوث صدمة تحسسية، أو تتسبب بالوفاة من أصله، فمن الممكن أن يحدث ذلك نتيجة إبر التهاب أو مسكنات ديكلون وليس نتيجة إبر تشنج!!».
لم تجد الصحيفة المدير الإداري (لم تذكر اسمه) للمستشفى الخاص الذي توفيت فيه “سحتوت”، حين زارته بقصد التقصي عن القضية، حيث كان متغيباً عن المستشفى لأكثر من أسبوع بسبب مرضه، ونقلت عن طبيب العمليات المسؤول عن “روان” قوله إن عملية الديسك لم تكن مسجلة ضمن سجلات المستشفى، وأضاف (لم تذكر اسمه أيضاَ): «لو افترضنا أنها غير مسجلة أين المشكلة العظيمة؟! فنحن لم نقم حينها بأي عملية ديسك ولا غيره».
الطبيب أكد أن “روان” كانت المسؤولة عن مساعدة الطبيب في العملية حينها، إلا أنها لم تقم بالمساعدة في أي عملية منذ أن تم توظيفها في المستشفى الخاص، الذي أجرى عدد محدد من العمليات خلال هذه الفترة لم يتجاوز الـ3 عمليات، (طالما عدد العمليات محدود هالقد على أي أساس يتم توظيف ممرضات مساعدات في غرف العمليات؟).
اقرأ أيضاً:ناشطون: قتلوا روان سحتوت بعد أن رأت شي مابيرضاه الله!
ليس هناك قذارة لهذه الدرجة
المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي في “سوريا”، “زاهر حجو”، استبعد وجود جريمة قتل، كما استبعد أن تكون لجنة الطب الشرعي المشكلة للتحقيق في الحادثة قد تواطأت للفلفة القضية، وأضاف أنه لا ينكر وجود نسبة فساد في الطب الشرعي «لكن ليس من المعقول أن تكون هناك قذارة لهذه الدرجة فمن يغطي جريمة كهذه يعد قاتلاً قذراً بل أقذر من ذلك فقد لا يحمل القاتل شهادة لكن الطبيب يحمل شهادة».
“حجو” أرجأ أسباب الفساد في الطب الشرعي لعدم شكاية المواطن، الذي لو أنه كان يبلغ عن أي مخالفة تحصل معه لتمت محاسبة الطبيب المخالف وتم تلقينه وأمثاله درساً قاسياً، وأضاف: «قمنا بتخصيص مكتب للشكاوى لم يردنا تلفوناً واحداً عن الفساد حتى اللحظة»، (ممكن تكون شكوى أهل روان هي الشكوى المنتظرة مثلاً).
رئيس الطبابة الشرعية طلب من الصحيفة تزويد أهل الضحية برقمه الخاص لمتابعة الموضوع شخصياً للتأكد من القضية، وقال: «أنصحهم بتشكيل خبرة طبية ثلاثية فأحياناً قد تتضارب الآراء»، وأكد أن الهيئة تتعهد بعدم ضياع حق أي شخص سواء كان ممرضاً أو دكتوراً أو مواطناً عادياً.
وكان رئيس الطبابة الشرعية في “دمشق”، الدكتور “أيمن ناصر”، قد قال إن سبب وفاة “سحتوت” يعود لقصور أعضاء متعدد ناجم عن صدمة تحسسية نتيجة تناول جرعة دوائية من قبل الممرضة المتوفاة كونها ممرضة وتأخذ دواء بنفسها، وأكد حينها أن أهل الممرضة اقتنعوا أن سبب وفاتها حالة مرضية وأنها تناولت الدواء بنفسها.
اقرأ أيضاً: أول تعليق رسمي على وفاة الممرضة روان سحتوت