شاب سوري يعيش مع النحل مطمئناً
سناك سوري – خاص
تحيط مئات (النحلات) بيد “ياسر عبد الرحمن” الذي يلاطفها ويعاملها بهدوء وانسيابية وكأنها حبيبته، فهو يعيش معها معظم أوقاته دون أن تخشاه أو يخشاها، ودون أن تلسعه ويؤذيها.
“ياسر” شاب سوري عرف كيف يتعامل مع هذا المخلوق الذي يتحاشى الناس التعامل معه دون ارتداء البذة المخصصة لذلك الأمر خوفا من لسعة هنا أو هناك، ويأخذون الاحتياطات والأمان.
يقول “عبد الرحمن” وهو خريج جيوفيزياء في حديث مع سناك سوري:«النحل يحمل طبيعة النحال (المربي) فإذا كان المربي هادئاً يبادله النحل بالهدوء، والعكس صحيح».
ويضيف:«إبرة اللسع يستخدمها النحل للدفاع عن نفسه وليس للهجوم، وللنحل حساسية من هرمون الأدرينالين الذي تفرزه الكائنات عند الخوف، وعندما ينتاب المربي إحساس بالخوف تزداد نسبة هذا الهرمون في دمه وهذا ينعكس سلباً على النحل، لذلك فأنا لا أخاف منه وعلى العكس تماماً أتعامل معه بكل هدوء و ود، وهذا يخلق ثقة متبادلة بيننا».
“ياسر” وهو من قرية “فتاح أبولي” الواقعة جنوب صافيتا في ريف طرطوس أحب النحل مذ رآه في بيت جده وهو موضوع في جرارِ من الفخار، كان في ريعان الطفولة آنذاك، وعندما كبر امتهن العمل بتربيته لتأمين مصاريف الجامعة حتى تحول إلى واحد من أهم المربين وأفضلهم علاقة مع هذا المخلوق.
ينتج صديق النحل الوفي عسلاً صافياً ويرفض علاج أصدقائه بالمواد الكيميائية لذلك قام بزراعة نباتات عطرية واستخدم جهاز تقطير لاستخراج نواتج التقطير ليستخدمها بعلاج النحل في حال المرض.
كما أنه لا يضع خلايا النحل في المناطق التي تتعرض للتلوث الناتج عن مخلفات المعامل ومصافي النفط والمحطات الحرارية والمناطق المروية بمياه ملوثة وإنما يختار الريف النظيف ويهتم بسلالات النحل ويربي تلك التي تلائم مناخ سوريا.
ابن الريف الطرطوسي زرع 200 شجرة “اوكاليبتوس” يؤمن من خلالها مصدراً للرحيق يغذي الكثير من الخلايا، ويعمل حالياً على مشروع زراعة ضفاف البحيرات والأنهار بالأشجار المزهرة.
يؤكد “عبد الرحمن” وجود أنواع شرسة من النحل لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أن التعامل معها بهدوء يجعلها هادئة، تماماً كما أن التعامل بطريقة عدائية مع سلالات النحل الهادئة يمكن أن يجعلها شرسة.
يختم “عبد الرحمن” حديثه بالقول: «تعلمت من النحل العطاء دون انتظار مقابل والتفاني في العمل، وطريقتي بالتعامل معه انعكست إيجاباً على المنتج وجودته».