الرئيسيةتقاريرمؤتمر الحوار الوطني

مؤتمر الحوار.. أزمة شفافية وعدم اكتراث بالمبايعة!

التفاؤل في غياب الشفافية: كيف ستكون نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري؟

بينما همّ الرئيس السوري المؤقت “أحمد الشرع” بالخروج إلى المنصة لإلقاء كلمته بافتتاح مؤتمر الحوار الوطني، انطلق صوت يتيم بين الحضور بكلمة “بايعناك، بايعناك”، دون أن يبادر أحد بالترديد وراءه وإعادة الكلمة أو حتى التصفيق ليصمت الصوت تماماً، في مشهد يمكن البناء عليه إيجابياً لجهة المدعوين للحوار والذين تسودهم ضبابية كبيرة، فلم يُعلن عن أسمائهم حتى هذه اللحظات قبيل ساعة ونصف من انتهاء المؤتمر بالموعد المحدد عند الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء.

سناك سوري-دمشق

أزمة الشفافية بدّت واضحة في ضبابية أسماء الشخصيات المدعوّة، والتي من دون وجود قوائم واضحة لها، لا يمكن التأكد من خلفياتهم ولا من مدى شمولية الحوار على كل السوريين، كذلك لا يمكن قياس نسب التمثيل سواء للشباب أو النساء، ومن جهة ثانية كان يحق لأبناء المحافظات السورية معرفة ممثليها قبل الذهاب وحتى التصويت عليها إن اقتضى الأمر.

الأمر الآخر المثير للجدل، هو تكليف الباحث “زيدون الزعبي” بترأس لجنة تيسير الحوار، فلماذا لم تقم اللجنة التحضيرية بنفسها بهذه المهمة التي تبدو من صلب عملها؟

غياب “قسد”

من ناحية ثانية وعلى الرغم من الضخ الكبير لناحية غياب قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية عن المؤتمر، فإنه يبدو غير مفاجئ استناداً إلى تصريحات سابقة للجنة التحضيرية للمؤتمر، ولتي قالت في مؤتمر صحفي مؤخراً، إن الدعوات وُجّهت لنخب المجتمع السوري فقط، ولم تشمل التشكيلات العسكرية أو الهياكل السياسية بصفتها التنظيمية، وأوضحت أن عدم دعوة قسد جاء بسبب كونها “تنظيماً عسكرياً رفض الاندماج في وزارة الدفاع”، ومع ذلك، شهد المؤتمر حضور عدد من الشخصيات الكردية بصفة فردية.

لكن مع ذلك لو تمّ الإعلان عن أسماء المشاركين في المؤتمر، كان من الممكن معرفة إن كان هناك شخصيات محسوبة على قسد والإدارة الذاتية مثلاً، وهذا ما لا يمكن الجزم فيه حالياً قبل التأكد من أسماء الحاضرين والحاضرات.

مقالات ذات صلة

مشاركون متفائلون

وسبق المؤتمر اعتذار عدة شخصيات عن الحضور بسبب ضيق الوقت، من بينهم “سهير الأتاسي”، “جهاد مقدسي”، و”جورج صبرا”، فيما أبدى بعض الحاضرين تفاؤلاً، كحال رئيس هيئة التفاوض السورية سابقا، “نصر الحريري”، الذي قال في تصريحات نقلتها الجزيرة نت، أن المؤتمر يمثل فرصة حقيقية للحوار، مشدداً على أن الدعوات كانت شاملة لجميع أطياف السوريين.

بدوره، وصف المطران “ديمتري شربك”، المؤتمر بأنه لحظة تاريخية لرسم مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن مناقشات المؤتمر تركز على قضايا أساسية مثل العدالة الانتقالية، والحريات الشخصية، وإعداد دستور مؤقت، كخطوات أولية نحو إعادة بناء الدولة.

المؤتمر يمثل فرصة حقيقية للحوار، مشدداً على أن الدعوات كانت شاملة لجميع أطياف السوريين نصر الحريري – الرئيس السابق للائتلاف السوري

من جانبه، اعتبر الدكتور “كمال عبدو”، عميد كلية العلوم السياسية في جامعة إدلب، أن المؤتمر يمثل الخطوة الأولى في مسيرة طويلة نحو بناء سوريا جديدة، وأوضح أنه سيخرج بتوصيات غير ملزمة، لكن سيتم العمل عليها في المرحلة الانتقالية، بما يشمل صياغة دستور جديد وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة.

وبحسب اللجنة التحضيرية، بلغت نسبة الحضور 97%، حيث شارك 570 شخصاً من بين المدعوين، بينما اعتذر 30 شخصاً، وقد توزّع المشاركون على 18 قاعة لمناقشة ستة محاور رئيسية تشمل: العدالة الانتقالية، البناء الدستوري، إصلاح وبناء المؤسسات، قضايا الحريات الشخصية والحياة الإنسانية، دور منظمات المجتمع المدني.

ورغم غياب التمثيل الرسمي لبعض المناطق، أكد منظمو المؤتمر أن ممثلين عن محافظات الرقة، والحسكة، ودير الزور، والسويداء، ودرعا، والقنيطرة كانوا حاضرين.

وبين التوجس والأمل، يترقب السوريون نتائج هذا المؤتمر، آملين أن يشكل نقطة انطلاق نحو حوار أوسع يضع أسس المرحلة القادمة، ويرسم خارطة طريق نحو مستقبل أكثر استقراراً وتوافقاً لسوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى