الرئيسية

سيدات يعجنّ الفرح مع الطحين.. قوالب كاتو وكعك بالنكهة المنزلية

قلوب الأمهات لا تعرف الكسل أو الملل.. سيدتان سوريتان تحولان مطبخهما إلى ورشة عمل

سناك سوري-رهان حبيب

«لا يتسلل الكسل إلى قلوب الأمهات» هي عبارة بدأت بها “ياسمين رضوان” الشابة التي اشتهرت بصناعة وتزيين الكاتو المنزلي وقدمت أجمل تصاميم القوالب وأنواع “الكاب كيك” والحلويات المنزلية لكل من طلبها مثلها مثل “سلمى جريرة” في عقدها السادس التي تعجن بسكويت البرتقال المطلوب لنكهته المميزة يومياً.

هي صناعات تحتاج للكثير من النظافة والدقة والإتقان لتصل لقلوب من حولهم، كما تقول “ياسمين رضوان” وتضيف لـ”سناك سوري”: «بعد رحلة اغتراب مع زوجي في “فنزويلا” تعلمت الكثير من تفاصيل العمل التجاري، ولأنني أعشق العمل ولا أستطيع الركون إلى الكسل، حاولت خلال تلك الفترة اتباع برامج عالمية عبر شبكة الانترنت، وعدة دورات تعلمت من خلالها طرق إنتاج هذا النوع من الحلويات في أمريكا اللاتينية».

“رضوان” وهي أم لثلاثة أولاد قطفت ثمار تعلمها الذاتي حين عادت إلى مدينتها “السويداء”،حيث تابع زوجها العمل التجاري في حين قررت العمل من خلال مطبخها، تضيف: «دعمني زوجي بالجهد والمال لأقدم تجربتي للمحيط بما يساعدني على إيجاد عمل يقتل أوقات الفراغ وأستثمر من خلاله خبرتي في هذا المجال».

لا تفرق “رضوان” بين عملها الحلويات لأولادها في المنزل وبين الحلويات التي تصنعها للزبائن، وربما تكون هذه سر وصفة نجاحها، وهي تمضي ساعات العمل الطويلة في مطبخها لتتمكن من صنع قوالب كيك وفق ما يرغبه الأطفال وذويهم، تضيف: «أصنع قوالب كاتو على شكل الشخصيات الكرتونية أو الرسومات المختلفة إلى جانب تشكيلة من الورود الملونة، وهذا طلب لسيدات لديهن ذوق خاص».

ترى “رضوان” وهي في العقد الثالث من العمر أن اتقانها صناعة الأشكال المطلوبة هو ما جعلها تنجح وتنافس بقوة في السوق، وتؤكد أن ثقتها بنفسها لا محدودة وهي قادرة على تجسيد كافة الأشكال ومختلف الوصفات.

أربع سنوات مضت و”رضوان” تعمل دون كلل أو ملل، وحرصت على تطوير خلطات الكيك ووصفات الكريما منها كريمة الزبدة وزبدة الفستق والكراميل وتشكيلات الكاب كيك، إلى جانب عجينة اللوز التي تنفذ بها تصاميم ملونة بملونات صحية، وباتت تصل قوالبها إلى لبنان والأردن وهي الآن تستعد لتحضير محلها الخاص بعد أن حققت شهرة كبيرة ليقترن اسم منتجها باسمها عبر صفحات التواصل “ياسمين كاب كيك”.

اقرأ أيضاً: “فجة خرق”.. نساء تلاقين في مهنة أبعدتهن عن آلام الحرب والنزوح

“سلمى” طورت وصفاتها وحققت ربحاً جيداً

“سلمى جريرة” وهي في العقد السادس من العمر نموذج ناجح آخر من سيدات استثمرن عملهن المنزلي لتأمين دخل إضافي للأسرة، حيث اشتهرت بتقديم الحلويات التراثية وطورت بطريقتها الخاصة نوع من الكعك بنكهات كان أشهرها البرتقال، لتقدم نوع جديد من الحلوى درّ عليها مبلغ مالي جيد، كما تقول.

“جريرة” التي لم تتمكن في شبابها من اتباع الدراسة الجامعية بعد الثانوية العامة، اشتهرت بذوقها وترتيبها كربّة منزل تعد كل احتياجات أسرتها بيدها، بداية من الخل وحتى تجفيف الأعشاب الطبية وقدمت نمط معين من الحلويات للسيدات اللواتي ليس لديهن الوقت والخبرة لصناعتها من دقيق القمح الكامل.

سوقت انتاجها بداية من خلال المنزل وبقيت تعد منتجاتها من خلال مطبخها الخاص مع تلبية متطلبات الأسرة ولم تنقطع منذ سنوات عن هذا العمل، كما تقول مضيفة لـ”سناك سوري”: «الثقة بالنفس عامل مساعد جعلني أجرب الكثير من الوصفات ولاحظت أنها مستساغة ومطلوبة، فمنذ سنوات لم أتمكن من التوقف لأكثر من يوم واحد في الأسبوع، وبقي بسكويت البرتقال أكثر الوصفات التي أعدها إلى جانب أنواع من الحلويات التراثية مثل المرشم واللزاقيات وتشكيلة أعجنها بدقيق القمح الكامل المطلوب لفائدته الصحية».

ترى “جريرة” أنه لا يمكن لأحد أن يتوقع أهمية الوقت الذي تبذله المرأة في المطبخ لتنتج أطعمة لأسرتها، مشيرة إلى أنها لا تفوت أي فرصة للمشاركة في المعارض المخصصة للمأكولات الغذائية لبيع منتجاتها وتسويقها.

لا يهدأ هاتف منزلها وصفحتها على شبكة التواصل عن تلقى طلبيات كثيرة،تعدها بكل حب واتقان، وهي تأمل إلى جانب “رضوان” أن تتلاقى جهودهن مع جهود مثيلاتهن من السيدات المكافحات، ويصبح للصناعات الغذائية نقابة خاصة بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى