سوريا: 70 ألف ليرة تكلفة إسعاف مريض…مخبز قيد الإنجاز منذ 7 أشهر
زيارات المسؤولين لا تطعم فم جائع ولا تعمر حائط… والمواطن ينتظر هذا الصهريج يومياً
سناك سوري – حسام الشب
للوهلة الأولى وأثناء مرورك بالريف الذي سيطرت عليه “القوات الحكومية” في محافظة “إدلب”، تشعر بشيء من الراحة بأن مساحات واسعة من الريف قد عاد إليها الأمان، وبدأ الأهالي بالعودة إلى منازلهم بعد تهجيرٍ امتد لبضعة أشهر، إلا أنه أثقل كاهلهم لسنوات، ذلك الشعور لا يلبث أن يغادرك متسائلاً كيف لهؤلاء الأهالي بأن يعيشوا في هذه المساحات الممتدة من ريف “حماة” وصولاً إلى بلدة “أبو الظهور” دون أي خدمات يمكن أن نسميها “أبسط مقومات الحياة”.
سبعة أشهر مرت على ذلك، إلا أن مرحلة “إعادة الإعمار” لم تزره حتى الآن بالرغم من زيارة وفد حكومي للمنطقة في الأول من شهر أذار، والذي أكد على ضرورة إعادة الحياة إلى كامل الريف، والعمل بأقصى سرعة لإنجاز الخدمات، وذلك لتسهيل عودة الأهالي إلى بلداتهم وقراهم، لكن الأهالي العائدين ـ بالرغم من الأعداد الكبيرة ممن عاد ـ لم يجدوا سوى خدمات يمكن وصفها بالخجولة حتى الآن.
واقع بحاجة لجهود أكبر للمساهمة في إعادة الحياة إلى هذه المناطق، هو ما أكده “عوض الحسين” من أهالي بلدة “حوا”، حيث قال لـ سناك سوري: «أن البلدة بحاجة ماسة للمياه مع ازياد عدد الأهالي العائدين إليها، لاسيما وأن سعر صهريج المياه بلغ 3500 ليرة سورية، وهو ما يشكل عبئاً مادياً كبيراً على المواطنين».
أما “محمد اليوسف” فقد رأى أنه من الضروري أيضاً توفير مادة الخبز، حيث يفتقر الريف المحرر بأكمله إلى أي فرن آلي يقدم المادة للمواطنين باستثناء فرنٍ خاص قيد التجهيز، وتساءل عن قدرة هذا الفرن على توفير المادة لعشرات القرى ولريف يمتد لمساحات واسعة.
وأضاف “اليوسف”: «أن الأهالي بحاجة لتوفير المحروقات، لاسيما وأن المنطقة بأكملها هي منطقة زراعية وبحاجة لتأمين المحروقات بسبب الاعتماد الكبير من قبل الأهالي عليها».
اقرأ أيضاً “سارة”: ريفا حمص وحماة هدف الحكومة القادمة .. ومعركة إدلب قريبة
سبعون ألف ليرة سورية هو المبلغ الذي اضطرت السيدة “زكية” من أهالي بلدة “سنجار” لصرفه كي تسعف ابنها الذي أصيب بحالة تسمم إلى مدينة “حماة”، قاطعة حوالي مائة كيلو متر، وذلك لخلو الريف الذي سيطرت عليه “القوات الحكومية” من أي نقطة أو مركز طبي، وهو أبسط ما يمكن أن يوفره المعنيون في محافظة “إدلب” للأهالي العائدين.
تأمين المركز الطبي هي المشكلة الأكبر التي بحاجة للحل بشكل أسرع من باقي الخدمات الأخرى كما يراها “فارس الحسين” من الأهالي: «فمنذ تحرير المنطقة وحتى تاريخه لم يتم تفعيل أي مركز صحي، وبالتالي فإن أي حالة مرضية يتوجب على المريض التوجه إلى “حماة”، فكيف لو كانت الحالة الصحية خطرة وبحاجة للإسعاف الفوري»؟.
هي أمنيات من الأهالي العائدين بأن تنظر الحكومة إلى “ريف إدلب” الذي بات تحت جناحها، وتبدأ فيه عمليات “إعادة الإعمار” أو على الأقل “إعادة الخدمات” بأسرع ما يمكن، فالكهرباء والخدمات الهاتفية والماء والمراكز الصحية، والعديد من المتطلبات الأساسية للحياة لم تظهر حتى الآن، وكأن الوفد الأنيق بطلته جاء لأخذ السيلفي وترك الذكريات الخلابة عن حضوره البهي؟.
يذكر أن الفرن انطلق اليوم السبت 21 تموز 2018، وبدأ بحل جزء من أزمات السكان بما فيها أزمة الخبز.
اقرأ أيضاً “اللشمانيا” تصيب أكثر من 250 شخص في “أرمناز” بريف “إدلب”