الطلاب ما شافوا المسؤولين بعز البرد بدون مازوت خلال العام الدراسي.. وهلا عند الامتحان كفتوا المسؤولين فرد كفتة ويا طالب إلقى إذا بتلقى!
سناك سوري – دمشق
«لو كنتُ مراقباً في هذه القاعة لما سمحتُ لكم بدخولها .. لو كنت في موقع المسؤولية لوبّختكم وأقَلتكم»، بهذا الكلمات علق “د.مالك سلمان” الأستاذ في جامعة “تشرين”، على الصورة التي تدولتها بعض صفحات الفيسبوك، يظهر فيها 13 مسؤول يزورون قاعة امتحانية.
“سلمان” رأى في الزيارة التي وصفها بالبروظة، مخالفة لأبسط شروط الامتحان وهي الهدوء التام وعدم إضاعة وقت الطالب أو إرباكه !!!، معتبراً أنه يتوجب عليهم الذهاب لمكان آخر أنتم تعرفونه جيداً وتعبثون به عندما يلزم الأمر، في حال أرادوا ضبط الامتحانات كما يقولون.
زيارات المسؤولين بمختلف مستوياتهم، للمراكز الامتحانية، أصبحت تقليداً سنوياً اعتاد عليه السوريين في السنوات الأخيرة، في إجراء يقول عنه هؤلاء إنه يأتي لمراقبة العملية الامتحانية وتفقد إجراءات الوزارة، والتواجد بين الطلاب للاستماع لمشاكلهم، ورفع معنوياتهم (سمايل مدهوش).
اقرأ أيضاً: التربية تسعى لاستعادة هيبة الامتحانات بالتشديد… نزع سماعات وتفتيش لباس
من حيث المبدأ قد تكون هذه الزيارات ضرورية من منطلق الاحتكاك بالناس والتواصل معهم، إضافة لما تعطيه عن انطباع بجدية الحكومة وحزمها في تطبيق إجراءات المراقبة، على المكلفين بإدارة المراكز الامتحانية، منعاً لحدوث المخالفات، وحالات الفساد.
ولكن على أرض الواقع، تبدو هذه الأهداف بعيدة عن التحقق من خلال شكل تلك الزيارات، التي تأخذ طابعاً علنياً، مصحوبة بوجود الكاميرات، ما يجعل أي مدير لمركز امتحاني قادراً على الاستعداد لها، وضبط كل الأمور قبل وصول المعنيين، لتخرج الزيارة بكلام وسلام، ومديح من هنا، وابتسامات من هناك.
الأمر الذي يرجح كفة الرأي القائل بأنها تأتي كنوع من الدعاية الإعلامية للمسؤولين الذين يؤدون واجبهم على أكمل وجه، بينما ربما كان من الأفضل أن تكون الزيارات فجائية وهادئة وفردية بدلاً من تلك الأعداد التي ظهرت في معظم الصور المتداولة في الأيام القليلة الماضية، دون أن يدخل المسؤول لداخل القاعات، أو دون التوجه بحديثه للطلاب.
اقرأ أيضاً: الامتحانات وفوز مكتب مجلس الشعب بالتزكية.. أبرز ما يشغل السوريين هذا الصباح
المشكلة الأكبر أن زيارات المسؤولين للمراكز الامتحانية غالباً ما تكون مصحوبة بمراسلي المحطات التلفزيونية، حيث قام مراسل قناة “سما” في “دير الزور” بتصوير قاعة الامتحان، بالإضافة لإجراء لقاءات تلفزيونية معهم تحدثوا خلالها عن الصمود والتحدي!، وهو ما يزيد توتر الطالب المتوتر أصلاً من الامتحان.
انتقادات أخرى طالت تلك الزيارات أيضاً، تمثل بما يمكن أن تسببه من زيادة في التوتر الموجود أصلاً لدى الطلاب، وتشتيت انتباههم وتركيزهم، أثناء حديثهم مع المسؤولين، في الوقت الذي يحتاجون فيه لهدوء كامل، دون أن تحقق الأسئلة الموجهة لهم أي فائدة، فكل ما يدور بذهنهم من تساؤلات، يفترض أن يكون المراقب قادراً على الإجابة عنه.
لا يمكن الاستخفاف بهذا الرأي فكم مرة نسمع جملة «ما بقدر ركز وفي حدا واقف فوق راسي» التي تتردد على ألسنة الكثيرين، حتى الكبار منهم والذين تجاوزوا سن الامتحانات، فكيف هو الأمر عندما يقف محافظٌ أو وزيرٌ أو رئيسٌ للحكومة، أمام طالب شهادة إعدادية أو ثانوية، ربما لم يشاهد هذا الشخص سوى على شاشات التلفزة، مع ما يخلقه ذلك من إرباك لا يمكن إغفاله، (قليلة شوفة المسؤول فيس تو فيس).
ربما يحتاج المواطن لرؤية المسؤول على الأرض، في مواقف أخرى أكثر أهمية من قاعة الامتحان، حتى الطلاب أنفسهم، قد يكون من المفيد لهم رؤية المسؤولين أثناء الموسم الدراسي الطويل، والاستماع لمشاكلهم وقتها، خاصة في السنوات الأخيرة حيث عانت المدارس من ظروف سيئة جداً من حيث البرد ونقص المازوت، وسوء البنية التحتية، وغير ذلك من المشاكل التي كانت تتطلب استنفاراً حكومياً، لم يحصل.
اقرأ أيضاً: بالفيديو: طلاب يلتحفون البطانيات بسبب غياب المازوت عن المدرسة
مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من المفترض أن تكون وزارة التربية بكوادرها ومؤسساتها قادرةً على إتمام العملية الامتحانية، بسلاسة تامة (متى نصل ليوم تستطيع فيه المؤسسات إنجاز استحقاقاتها بشكل تام، دون توجيه، أو إشراف، أو مساعدة).