سوريا.. مواطنة دفعت كيلو مصاري لتشتري ثياب المدرسة لطفلتها
المواطنة تشعر بالانتصار لأنها وجدت بيجاما لطفلتها بسعر 20 ألف ليرة
سناك سوري-خاص
دفعت “هند” موظفة تبلغ من العمر 38 عاماً، مبلغ 135 ألف ليرة سورية، لتجهيز طفلتها وهي في الصف الثاني الابتدائي، لتعلق على الأمر قائلة لـ”سناك سوري”: «نزلت دفعت كيلو مصاري ورجعت».
تقول “هند” إنها أدركت اليوم المقصود من حكاية “أهل الكهف” التي يسقطها غالبية السوريين على أنفسهم اليوم، توضح: «حرفياً عشت التجربة، فأنا لست من مرتادي محال الألبسة كحال جميع السوريين اليوم تقريباً، نحن طبقة “يلي منشتغل لناكل” نزور السوق مرة واحدة في بداية المدرسة غالباً، وحين زرته اليوم أدركت الفارق الكبير ما بين الأمس واليوم».
تشاركنا “هند” تفاصيل مقارنتها، قائلة: «المريولة اشتريتها العام الفائت بنوعية جيدة جداً بسعر 5000 ليرة، وهذا العام بنوعية متوسطة وسعرها 12 ألف ليرة، والحقيبة العام الفائت 7500 ليرة، وهذا العام 27 ألف ليرة، وسروال الجينز العام الفائت 7500 ليرة وهذا العام 30 ألف ليرة، حذاء رياضي اشتريته العام الفائت 8000 ليرة وهذا العام 18 ألف ليرة، القرطاسية كاملة مع مطرة المياه العام الفائت 7000 ليرة وهذا العام 22000 ألف ليرة».
وبذلك تكون قد دفعت 109 ألف ليرة ثمن تجهيز الطفلة للمدرسة، يضاف إليها مبلغ 20 ألف ليرة ثمن “بيجاما” شتوية شاهدتها صدفة في أحد المحال، كما تقول وتضيف: «كان سعرها مثل سعر العام الفائت، لذلك سألت البائع حولها ليخبرني أن عليها عرضاً ويريد أن يبيع الألبسة الشتوية القديمة من أجل الموسم القادم، الذي لن تقل فيه البيجاما عن سعر 30 ألف وبجودة متدنية، فما كان مني إلا أن استفدت من العرض “اللقطة” واشتريتها بسعر 20 ألف، ليصل المبلغ الذي دفعته إلى 129 ألف ليرة، وكونها خربانة وخربانة اشترينا بوظة بسعر 6000 ليرة، وهيك دفعت كيلو مصاري قيمته 135 ألف ليرة».
اللافت في السوق حالياً، أن التاجر لا يقبل المساومة أبداً، وهو متشبث برأيه، تقول وتضيف: «على سبيل المثال سعر سروال الجينز على التيكت 31 ألف ليرة، وغالباً في المحلات العادية من غير وكالات الألبسة، يكون السعر المطلوب هو ثلثي المبلغ المكتوب أو نصفه أحياناً، لكن اليوم الأمر اختلف وبعد كثير من الجدال مع البائع قبل أن يعطيني إياه بـ30 ألف، وكان يريد أن يريح رأسه فقط، علماً أن باقي الأغراض لا يوجد عليها أي تيكت تسعيرة».
اقرأ أيضاً: مستلزمات المدرسة: فوارق كبيرة بالأسعار بين العاصمة والمحافظات… ومطالبات بخروجها من دائرة الربح
أما بائع الأحذية فقد “طرقها” محاضرة عن الحرب، تقول وتضيف: «بينما كنت أحاول مساومته على السعر، خصوصاً أني اشتريت حذاء لطفلتي منتصف الصيف بسعر 15 ألف ليرة، لكنه رفض وتشبث برأيه، و”طرقني” محاضرة عن الأمن والأمان حين تذمرت من الأوضاع، قائلاً لي “نحن عمنتدلل هلا عالأسعار، ما أحسن منعيش تحت القذائف والرصاص، لك احمدوا ربكم” واعتقدت أنه سيتبعها بكلمة “وادفعوا” لكنه لم يفعلها، وقتها أيقنت أنه متابع “فذ” لخطابات المسؤولين بشكل عام».
كانت “هند” قد خبأت راتبها الحكومي كاملاً لتجهيز طفلتها، واقتصرت العائلة على مدخول الأب هذا الشهر، لكنها لم تدرك أن حجم الدفه سيوازي أكثر من ضعفي راتبها، تضيف: «ومنيح كان معي حدا اقدر اتدين منو، وطبعا غامرت بالاستدانة كوني أعمل عملاً آخر، وإلا لكنت اشتريت الأغراض على مرحلتين كل شهر قسم».
يذكر أن وزارة التربية كانت قد أطلقت هاشتاغ “قوتي بتعليمي” (من القوة) مع بداية العام الدراسي الحالي، إلا أنه وكما يبدو فإن المواطن مضطر للاختيار بين قوته (طعامه) وبين تعليم أطفاله أمام مثل هذه الأسعار، فماذا يفعل من لديهم أكثر من طفل في المدرسة؟.
اقرأ أيضاً: التربية تطلق يوم الفرح ببداية العام الدراسي.. والمتابعون يردّون