سوريا من العرس الوطني وثقة القيادة إلى برامج انتخابية لمرشحين بلا انتخابات
رغم تشكيل لجنة عليا لها .. هل هذه "انتخابات"؟ وهل هو مجلس "شعب"؟

بدأ بعض الأشخاص بنشر دعايات لأنفسهم كمرشحين لانتخابات مجلس الشعب وذلك على الرغم من عدم وجود انتخابات أصلاً واعتراض كثيرين على أن المجلس القادم هو مجلس لـ”الشعب”.
سناك سوري _ صوت انتخابي ضائع
وكأن المسألة تقوم على “المناكدة” فحين لم يكن هناك أهمية للأصوات الانتخابية وكان النظام يقرر من سيصل إلى “مجلس الشعب” قبل الاستحقاق الانتخابي، بحكم اعتباره لنفسه يعرف مصلحة الشعب ويعرف القامات الوطنية التي تستحق أن تصل للمجلس لتمثّل الشعب.
هؤلاء “الممثلين” الذين كان ينتقيهم النظام في “قوائم الوحدة الوطنية” التي تفوز منذ لحظة تشكيلها، كانت أهم مميزاتهم المطلوبة احتراف الشعر والقصائد العمودية التي تمدح القائد، والإشادة بـ”الطبل والزمر” و”قليل عليك يا سيادة الرئيس أن تحكم سوريا ويجب أن تحكم العالم” ويتم اختبار قوة التصفيق لدى المرشح قبل أن تختار القيادة إيصاله لمقاعد “مجلس الشعب”.
حينها لم يكن المرشحون بحاجة لبرامج انتخابية، كانوا يكتفون بالتقاط صور شخصية مرفقة بشعارات مثل “انتخبوا ابن حارتكم البارّ” و”انتخبوا صوت الحق” و”إهداء من فلان إلى المرشح فلان” وهكذا.
كانت المسألة بسيطة للغاية، تدفع للقيادة ثمن المقعد ثم تنشر صوراً ولافتات في الشارع دون الكثير من المجهود في اختيار الشعارات المكونة من بضع كلمات، وتجري “الانتخابات” التي كان يسميها الإعلام الرسمي “عرساً وطنياً” ثم يصل “العريس” إلى البرلمان ويصبح عضواً في المجلس.
أما اليوم ومع التحضير لتشكيل مجلس جديد للشعب، فقد قررت السلطة أن تعتمد “التعيين” بنوعيه المباشر وغير المباشر، وشكّلت لجنة سمّتها اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، ومجدداً رغم عدم وجود انتخابات، حيث تقوم هذه اللجنة باختيار هيئات فرعية في المحافظات تختار من بينها أشخاصاً ليصبحوا أعضاءً في المجلس المقبل.
هذه الآلية اعتبرتها السلطة انتخابات ولو بالحد الأدنى، وربما تجنّباً لعدم تعيين كامل أعضاء المجلس بشكل مباشر منعاً للإحراج لا أكثر.
ولسخرية القدر، بدأ البعض بتقديم أنفسهم كمرشحين للمجلس ونشرِ برامج انتخابية، دون توضيح الفئة المستهدفة من هذه البرامج، فـ”الشعب” لن ينتخب مجلسه ولن يصوّت للأعضاء بحسب برامجهم ولا صورهم ولا شعاراتهم.
في النهاية، كانت سوريا تجري “انتخابات” دون برامج انتخابية، واليوم صارت تتداول برامج انتخابية بلا انتخابات.