أخر الأخبارالرئيسيةتقاريرسناك ساخن

سوريا في 2024 نصف الجرائم بحق النساء… سرقة وخلافات عائلية

تنوعت الجرائم وأسلحتها في عام 2024... محاولات سرقة تحولت إلى عنف

وقعت العديد من النساء السوريات ضحايا جرائم سببها محاولة سرقتهن أو خلافات عائلية وفق ما أعلنته وزارة الداخلية السورية. وتشكّل النساء ضحايا نصف عدد الجرائم التي نشرتها الوزارة في عام 2024 حتى نهاية شهر آب.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

منذ مطلع عام 2024 وحتى نهاية شهر آب أعلنت وزارة الداخلية السورية عن العديد من الجرائم التي وقعت في البلاد فيما غابت مئات آخرى عن الإعلام. حيث وقعت 13 منها بحق سيدات على اختلاف أعمارهن وذلك بقصد سرقة مصاغهن الذهبي أو خلافات عائلية في مناطق مختلفة بالبلاد.

وفقاً لـ حساب وزارة الداخلية السورية على “فيسبوك” فإن عدد الضحايا من الإناث والمعلن عنها خلال الفترة المذكورة هذا العام يقارب النصف. وذلك مقارنة بعدد الجرائم المعلنة في ذات الفترة من العام 2023.

كما أعلنت الوزارة عن جرائم قتل راح ضحيتها 36 رجلاً من مختلف الأعمار وبمناطق مختلفة. وهو عدد مقارب لمجمل الجرائم المعلنة عام 2023 البالغ 39 ضحية.

مقالات ذات صلة

الجرائم المعلنة بحق الأطفال دون سن 18 عاماً تراجعت من 12 العام الماضي إلى 2 معلنة هذا العام. وكما قلنا سابقاً هذه الأرقام المعلنة وليست إحصائية الجرائم والتي لم نتمكن من الحصول عليها عبر المصادر المفتوحة أو الرسمية.

أبرز طرق جرائم القتل المنتشرة

شملت إحصائية جرائم القتل في سوريا، التي أجراها سناك سوري لمعرفة معدل جرائم القتل المعلنة من قبل وزارة الداخلية. البحث أيضاً عن دوافع وأسباب ارتكابها، والطرق المنفذة من خلالها.

فكانت الأسلحة صاحبة القرار بإنهاء خلافات شخصية أو عائلية، وتم رصد 16 حادثة إطلاق نار خلال الشهور الثمانية الفائتة من هذا العام. بارتفاع بلغ النصف بحال مقارنتها مع العام الماضي 2023 فقد تم تسجيل 10 حوادث قتل عبر الرصاص.

وبدا أن خفة وزنها وسهولة اقتنائها وسهولة التخلص منها جعلت من الأسلحة البيضاء كالسكاكين والخناجر والمشارط. وسيلة أخرى لجأ لها بعض مرتكبي الجرائم ضد من يواجههم أو يقع في خصام معهم، فكانت مسارح الجريمة شاهدة على 14 حالة طعن هذا العام، و18 خلال السنة الفائتة.

بينما عمدَ قسم آخر إلى استخدام طرق أخرى في ارتكاب الجريمة، كالخنق، الضرب والتعذيب، أو اللجوء إلى أدوات حادة “كالبواري الحديد، والمناجل”، بينما اتكل البعض على دس السم كوسيلة للتخلص من الضحية. وبالعموم فقد تقاربت نسبة هذه الأنواع من ارتكاب الجرائم بين عامي 2024 و2023.

 

الخلافات الشخصية.. بصدارة أسباب ارتكاب الجريمة

فخلال البحث عن معدل جرائم القتل في سوريا الحاصلة خلال 8 أشهر من العام الجاري. تم رصد 16 جريمة سببها الخلافات الشخصية من الحصيلة الكاملة، في حين بلغت 23 خلال سنة 2023 من أصل 78 جريمة. وكان سفك الدم أسلوب اتبعته بعض العوائل لفض الخلافات ما بينهم، فوصل عدد الجرائم بسبب الخلافات العائلية إلى 8 في 2024. و18 العام الفائت.

بالوقت ذاته وفي ظل الفوضى الأمنية الحاضرة في غالبية أرجاء البلاد، انتشرت ظاهرة السرقة بكثافة. والتي انتهت بعض منها بقتل السارق للضحية في حال تعرّفه عليه، أو مقاومته. ووصلت أعداد جرائم القتل بقصد السرقة إلى 13 في 2024، و14 في 2023.

ناهيك عن ضحايا القتل عن طريق الخطأ، الناجم عن توفر أسلحة ببيوت بعض الأشخاص، وعدم وضعها بشكل آمن أو بعيداً عن متناول الأيدي. فإلى هذه اللحظة قضى 3 أشخاص في “سوريا” عن طريق الخطأ، وفي العام الفائت بلغ عددهم اثنين.

أم تقتل ابنها لأنه لا يطِعها

اختفلت مسببات ارتكاب جرائم القتل في سوريا كما سبق الذكر، ولكن من أبرزها ما وقع مطلع العام الفائت في مدينة “النبك”. حين أقدمت إحدى الأمهات على قتل ابنها البالغ من العمر 15 عام، بمساعدة أصدقائه الذين قاموا بتكبيله دون علمهم أنها ستقتله. وإنما ستقوم بتسليمه للشرطة كونه لا يطعها ولا يستمع لكلامها وبعد خروج أصدقائه قامت بضرب ابنها على رأسه بأداة حادة حتى فارق الحياة.

كما شهد شهر “شباط” من عام 2023، وفاة طالب مدرسة في مدينة “دير الزور”. جراء مشاجرة مع زملائه بعد الانصراف من المدرسة، وقيام أحدهم بطعنه بموس كباس.

أيضاً كان عام 2024 حافلاً بجرائم القتل، وتعتبر حادثة قتل فتاة لوالدها  في منطقة “تل سلحب” بمحافظة “حماة” من أبرزها. فقد قامت بضربه على رأسه بعد خلاف بينهما، بأداة حادة ما تسبب بكسر قاعدة الجمجمة وحدوث نزيف تسبب بوفاته.

كما أقدم أحد الآباء على قتل ابنته البالغة 11 عاماً بالاشتراك مع زوجته الثانية في ناحية “المليحة” بدمشق. فقد قامت الأخيرة بتكبيلها وضربها معاً للضحية بخرطوم حتى فارقت الحياة، حسب الاعترافات التي أدليا بها أثناء التحقيق.

الفتاة التي قتلت والدها_ وزارة الداخلية _ فيسبوك

الدكتورة ولاء الحسن.. المراهق يتأثر بأقرانه

حسب الأخبار الصادرة عن وزارة الداخلية حول جرائم القتل في سوريا، فقد تفاوتت أعمار مرتكبي الجريمة. وكان من بينهم بعض المراهقين ممن لم يتمّوا عامهم الثامن عشر.

وعن طريقة رعاية القاصرين نفسياً وكبح جماح دافع القتل عندهم، تحدثت الدكتورة في علم النفس “ولاء الحسن” لـ سناك سوري. أن العوامل تتنوع في زيادة احتمالية ارتكاب الجرائم من قبل القاصرين وقد تكون معقدة.

فهم بطبيعتهم يميلون للتأثر بأقرانهم والمجموعات الاجتماعية، فقد يدفع ضغط المحيط لانخراط المراهق في سلوكيات خطرة. كتعاطي المخدرات والجنس بين المراهقين وفق حديثها.

ونوهت “الحسن” إلى أهمية التربية المنزلية، كونها المكان الأول الذي يتلقى منه الطفل قواعد الحياة الصحيحة. فإن كان العنف محور حياته الأسرية سينعكس ذلك حتماً على سلوكه، كونه غير مدرك للأسباب الحقيقة وراء تعرضه للعنف. أو كيفية حماية نفسه، ما يدفعه إلى سلوكيات خطرة كمهاجمة أطفال آخرين وايذاءهم كرد فعل على ما يتعرض له في المنزل.

«التفكك الأسري وغياب التوجيه الأخلاقي والإشراف من قبل الأهل يدفع الطفل إلى البحث عن ذاته بالخارج» تتابع “الحسن” حديثها. مؤكدةً على خطر إهمال الطفل ومساهمته بتكوين شخصية غير مبالية، كما نوهت إلى آثار التنمر التي تعزز اللجوء إلى السلوك الإجرامي عند بعضهم نتيجة الشعور بالنبذ من قبل محيطه.

وبدافع البقاء والوضع الاقتصادي الرديء المتفشي بغالبية الأسر السورية، أكدت “الحسن” مدى ارتباط ظروف البلاد والحالة الاقتصادية بدفع الأبناء الى الانخراط في سلوكيات خطرة كالسرقة والتورط في معارك دامية أو استغلال الأطفال من محيطهم.

وسائل التواصل الاجتماعي تساهم بتشكيل بعض السلوكيات

نادراً ما يتم العثور على طفل أو مراهق لا يملك جهاز محمول يتعامل عبره مع شتى تطبيقاته سواء الخاصة بالتواصل أو الألعاب المتوفرة عن طريقه.

وحول أثر التطور التكنولوجي قالت “الحسن” لسناك سوري، لا يمكن التقليل منه أبداً على الأطفال. لما له من قدرة على تشكيل سلوكهم، وربما مشاركتهم في الأنشطة الإجرامية. فسهولة الوصول إلى المحتوى العنيف، سواء بالألعاب أو الصور ومقاطع الفيديو العنيفة. تساهم بإضعاف حساسيتهم اتجاهه، وزيادة السلوك العدواني والميول الإجرامية.

إضافة إلى تعرضهم للتنمر الالكتروني والتحرش عبر الانترنت، والتهديدات التي يتعرض لها المراهق مما قد يؤدي به إلى القلق والاكتئاب وفي بعض الحالات الى الانتحار.

صورة تعبيرية _ ذكاء اصطناعي

طرق وقاية القاصرين من الغوص في عالم الجريمة

حول طريقة الحد من معدل اقتراف القاصر لأي جريمة، كشفت الدكتورة في علم النفس. أن أكثر الطرق ضماناً هي مساعدة الأطفال وأسرهم في وقت مبكر، عن طريق التثقيف والتوعية حول العوامل المسببة كالخلافات والتفكك الأسري.

ومن سبل الحماية أيضاً إشراك الطفل في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية. وتوفير فرصة للتفاعل في بيئة اجتماعية آمنة وتكوين علاقات صحية. حسب ما ذكرت “الحسن” مع الإشارة إلى دور المدارس بتشكيل سلوكهم بشكل إيجابي. من خلال اتباع  سياسات صارمة ضد العنف والتنمر والسلوكيات غير الصحية، واهتمام المعلمين بالطلاب ونموهم الفكري.

زر الذهاب إلى الأعلى