سوريا: عروسان يشترطان على المعازيم عدم إطلاق النار
سابقة من نوعها… تعكس مدى السخط على ظاهرة إطلاق النار العشوائي
سناك سوري – رهان حبيب
«هديتنا عدم إطلاق الرصاص في فرحنا».. عبارة طبعها العروسان “هادي”، و”سهير” على بطاقة الدعوة لفرحهما وهي المرة الأولى التي تظهر فيها هذه العبارة على بطاقات الأفراح في “السويداء”.
يقول العريس “هادي العقباني” لـ سناك سوري: «لاحظنا في المرحلة الأخيرة ظهور السلاح العشوائي في الأعراس، وقد خلّف حوادث مؤسفة، حرصنا أن نجنب ضيوفنا وأهل قريتنا أي حادث مؤلم بسبب مناسبتنا الخاصة، وكي لا يتحول لقاء الأهل والأحباب لذكرى حزينة».
حديث “هادي” تؤكده مجموعة من الحوادث سجلت خلال العامين الفائتين كانت حصيلتها عشرات من الضحايا أصيبوا في مناسبات اجتماعية أهمها الأفراح، ونتجت عن انتشار السلاح العشوائي بين الأهالي دون رقيب أو حسيب، لتتحول الأعراس لمآتم والحفلات إلى مواقف عزاء ضحيتها شبان وأطفال، أو أي عابر للطريق، أو شخص على شرفة منزله ساق له القدر رصاصة طائشة كما أضاف “هادي”: «في بلدة “المزرعة” في الريف الغربي، تحولت عدة أعراس لمآتم راح ضحيتها شباب بمقتبل العمر، وكان موكب الفرح والسيارات العابرة التي يطل من نوافذها شبان مسلحون بالرشاشات والبنادق مصدر أذى وإزعاج للجميع، وللأسف لا رادع يمنع تطور هذه الظاهرة إلا إلتزام الأهالي وعدم استخدام السلاح، وقررنا المبادرة وترك رسالة اجتماعية».
إقرأ أيضاً الأمن الجنائي يحمِّل الإعلام مسؤولية ظاهرة “إطلاق النار العشوائي”
الظاهرة التي تطورت إلى حدود الإزعاج وعدم السيطرة كانت خلف فشل حفلات الأعراس في المدينة لعائلات كبيرة شهدت حضوراً كبيراً من قبل الأهالي، ولأسباب اجتماعية لم يتمكن أصحاب الأفراح من وضع حد للشبان المسلحين الذين يعبرون عن فرحهم وفق تعبيرهم بإطلاق العيارات النارية. وهو الموقف الذي دفع الكثير من المدعوين لمغادرة الصالات عند إطلاق العيارات النارية، وكان هذا مصدر حرج لأصحاب الفرح، وحدث أن فرغت الصالة من المعازيم قبل إتمام عقد القران.
العروس “سهير أبو مغضب”، قالت لـ سناك سوري: «انتظرنا فرحنا ليكون مناسبة سعيدة للأهل والأصدقاء، واتفقنا مع الأهل أن يكون العرس هادئ للموسيقا والغناء كما هي العادة بلا أصوات مزعجة، وقد رحب الأهل ليكون عقد القران دون إزعاجات فالتعبير عن الفرح له أساليب كثيرة لا يمكن أن يكون إطلاق النار من بينها».
تقول إحصاءات العام 2017 أنه راح خلالها 157 ضحية من “السويداء” بسبب السلاح العشوائي، حيث وثقت المشافي الخاصة والعامة هذا العام قرابة نصف هذا العدد خلال الأفراح والمناسبات الاجتماعية، بعد أن اقترن معدل البهجة بالضغط على الزناد في مظهر أكد بلا جدال حالة الفوضى التي اقترنت بالجهل واللامبالاة، وغياب الرادع الذي يلزم مطلق النار بعقوبة السجن التي تتراوح من ثلاثة أشهر وحتى ثلاث سنوات، أما جرم القتل أو الإصابة فعقوبته من ثلاث سنوات حتى 15 سنة، حسب نوع وظروف ونتائج هذا الجرم فهل عند ضاغط الزناد فكرة أو خبر.
إقرأ أيضاً “إدلب” تحتفل بحفل زفاف من غير رصاص.. عقبال ينتهي الرصاص كلو من المدينة!