سوريا: صيادلة يحملون شهادة تعليم أساسي فقط
قابلة قانونية لديها واحدة من أكبر العيادات في المدينة … من يضبط هذه الظواهر؟
سناك سوري – آزاد عيسى
اتجهت “نوال” بشكل اعتيادي إلى عيادة الطبيبة النسائية “نجلاء”، لتجد شابة في مقتبل العمر، ترتدي بزة طبيب، وتعلق سماعة، ولكنها خرجت من عندها دون أن تعلم ماهية اختصاصها، وما علاقتها بالمكان والزمان، ومتى نبتت هناك؟. غير أن العجيب في الموضوع أنه بات أمراً عادياً لأبناء مدينة “القامشلي” الذين اعتادوا على الفوضى التي زرعها غياب الجهات الرقابية الصحية، وتحكم من ليس لهم علاقة بصحة الناس، ولا بمنطق الأشياء.
وظاهرة افتتاح عيادات طبية وصيدليات دوائيّة بشكل غير قانوني، بدأت منذ سنوات، وتسببت بحالات مرضية وإصابات، وصلت إلى الموت، أدواتها بسيطة، وبنيتها التحتية جاهزة، فما عليك أخي العاطل عن العمل سوى استئجار عيادة مهجورة، وشراء سماعة جديدة، وارتداء روب أبيض، واستئجار “سمعان” و”فياض” لكي يذيعوا عن شهرتك الخارقة في العلاج، وتأكد أن لا أحد قادر على سؤالك عن شهادتك العلمية، فإن كان ولا بد عليك بطبع ونسخ كام وحدة لعدد من الاختصاصات، وللبورد الأمريكي، وشهادة زميل مشارك في المؤتمرات العلمية الدولية.
اقرأ أيضاً بيض تركي يسمم عشرات السوريين بينهم عرسان يحتفلون بعيد زواجهم
يصعب حصر المخالفات الطبية في الشمال الشرقي لـ سوريا، في كل قرية هناك نقطة طبية أو صيدلية مخالفة، يقول “عدنان” وهو من بلدة تل حميس لـ سناك سوري:«إن صاحب النقطة الطبية في البلدة ومديرها يحمل شهادة تعليم أساسي، ولا أحد يستطيع منعه، والناس بحاجة لوجوده رغم أخطائه نظرا لقلة البدائل».
يقول “أحمد” في حديثه مع سناك سوري: «زرت صيدلية في حي “حلكو” بمدينة “القامشلي” (صيدلية علي)، وبعد الحصول على الدواء والوصول إلى المنزل، تبين بأنه منتهي الصلاحية، وهو مخالف للوصفة التي بحوزتي، وعندما راجعت (الصيدلي) وبخني ولم يقبل إعادة الدواء».
تشكل هذه الظواهر خطراً على جميع السكان في مناطق الجزيرة ممن يجهلون إذا كان الصيدلاني صيدلاني حقاً، أو إذا كان الطبيب طبيباً بالفعل، وعلى سبيل المثال رصد سناك سوري في مدينة القامشلي عيادة طبية نسائية متكاملة مع جهاز إيكو تمتلكها “قابلة قانونية” اسمها “سهام ” (يمكن ما حدا أحسن من حدا).
عشرات المخالفات في المنشآت الطبية ضمن المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، في “القامشلي” وحدها رصدنا 20 عيادة مخالفة، لأطباء لم يتخرجوا بعد، أو أطباء لم يعدلوا شهاداتهم، أو قابلة قانونية تعمل كطبيبة، أو طالب يفتح عيادة باسم طبيب مسافر، وهذا الأمر يحمل مخاطر كثيرة جداً.
إضافة إلى ذلك هناك مخالفات الصيدليات فبعضها بأسماء “صيادلة” مسافرين، وبعضها يعمل فيها أشخاص غير مؤهلين ولا يحملون أي شهادة ولو حتى قريبة من الصيدلة، ويرتكبون يومياً الأخطاء التي تهدد حياة المواطنين.
الإدارة الذاتية المسيطرة على المنطقة لا تحرك ساكناً وعلى العكس تماماً فهي تسهل الإجراءات، حيث منحت قبل أيام 30 رخصة جديدة لصيدليات على مستوى المنطقة ككل دون تحقيقها أدنى شروط العمل.
اقرأ أيضاً هذه الدوريات لن تقول لكم “رمضان كريم”