سوريا: سائقون يزرعون الكراج بالأشجار والورود بمبادرة خاصة منهم
سائقون يطلقون مبادرات خاصة بتحسين الكراج ويحظون بدعم مجتمعي
سناك سوري- نورس علي
تشارك السائق “حسان إبراهيم” مع زميليه “حبيب ميهوب” و”حسين سعود” السائقين في كراج “بانياس” الجديد، العمل على غرس الشجيرات والأزهار بالإضافة إلى شتول الخضار في المنصف الترابي بالكراج، في مبادرة خاصة منهم لتطوير وتحسين المكان.
يقول “إبراهيم” لـ”سناك سوري” إن ما دفعه لهذا العمل هو الإهمال الكبير الذي يحظى به المنصف الترابي ووجود الأعشاب الكثيرة «دون تعشيبها من قبل الجهات القائمة عليه، مما يعني أننا أمام بؤر محتملة للقوارض والأفاعي في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وهذا دفعني للتفكير بصوت مرتفع مع اثنين من أصدقائي للعمل على إزالتها وغرس الأشجار ذات الفائدة مكانها».
بدأ السائقون العمل بالفعل، والذي يشمل في مراحله الأولى المنصف الترابي بجانب موقف باصات “جبلة بانياس”، بينما ستتضمن المراحل الثانية باقي الجزيرة الترابية في الكراج، وفق “إبراهيم” مضيفاً أن «الهدف من غرس الشجيرات ورعايتها لتنمو وتصبح قادرة على تأمين الظل من أشعة الشمس خلال ساعات النهار، حرصاً على صحة جميع المنتظرين في الكراج، وتغيير المشهد البصري الذي اعتادوه من الاسمنت على مد النظر».
اقرأ أيضاً: “حسان إبراهيم”.. سوري يجند سيارته لمواجهة العقوبات الاقتصادية!
من فكرة جالت في الذهن إلى عمل خلق حالة من التعاون والتفاعل بين السائقين، فكل منهم قطع وعداً على نفسه الحفاظ باستمرارية المبادرة حتى انتهاء العمل، بحسب حديث السائق “حسين سعود” وأضاف: «بعد انتهاء التعشيب اخترنا زرع مزروعات تنمو بسرعة ويمكن الاستفادة منها بمختلف الظروف، وتقاوم الأمراض مع تأمين مصادر المياه، فاشترينا بداية خراطيم المياه والأزهار وشتول الخضار وشجيرات الظل والشجيرات المثمرة، وهذا بالتشارك فيما بيننا كمطلقي الفكرة».
سرعان ما تحمس باقي السائقين في الكراج وشاركوا بالعمل والتبرع لشراء الشتول أيضاً، كما يقول السائق “سامر مسلم”، مضيفاً أنهم أحضروا من “جبلة” بعض «بعض الأعشاب المعروفة بنموها وتغطيتها الجيدة والجميلة للمساحات الترابية بين الغراس، بهدف زيادة الرقعة الخضراء في المكان وتحقيق جمالية خاصة، مما شكل واحة خضراء ستخفف عناء الانتظار أمامنا نحن الركاب والسائقين».
الإيمان بمسؤولية المجتمع المدني تجاه بعضه البعض هو ما دفع السائقين للقيام بهذه المبادرة، وكان لافتاً بحسب السائق المشارك بها “سعود” أنه حتى «بائع القهوة العم علي حسن، تحمس لعملنا وبدأ بجمع أكواب القهوة من المكان لتنظيفه ووضع سلة مهملات بجانب عربته الصغيرة التي يعتاش منها».
الهدف من المبادرة الجميلة بحسب السائقين، ليس فقط تجميل المساحات الترابية في الكراج وإنما ردم الهوة بين أبناء المجتمع والجهات الرسمية وتحفيزهم على المبادرات الخلاقة، علماً أن الكثير من أبناء المجتمع المحلي يحاولون القيام بمبادرات مجتمعية فردية بمختلف المجالات، ولكن يبقى لديهم هاجس الخوف من تبعيات مبادراتهم وكيف ستقرأ بشكل عام.
اقرأ أيضاً: بالتشاركية بين المجتمع المدني ومجلس مدينة “حلب” إعادة إحياء سوق “السقطية”