سوريا.. رسائل البنزين منتظمة لكن الكمية لا تكفي
بنزين السفر غير موجود والسوق السوداء سبيل الباحثين عن لقمة العيش!
سناك سوري – لينا ديوب – فاروق المضحي
يبدي “حسين صقر” ارتياحه لانتظام رسالة البنزين الأسبوعية والنجاة من الانتظار، إلا أنه لا يستخدم سيارته للوصول إلى عمله في قلب “دمشق” من بلدة “صحنايا”، حيث يوّفر حصته من البنزين للسفر إلى قريته “عرنة”، لأربع مرات ثابتة في الشهر، بمسافة 75 كم.
يقول “صقر” في حديثه مع سناك سوري أن الكمية القليلة المخصصة من البنزين (25 ليتر أسبوعياً)، تقيد الحركة داخل القرية عند الذهاب إلى البستان لأغراض الزراعة والعناية بأشجاره، مضيفاً أنه لا يحصل على مخصصاته من بنزين السفر لعدم توفره أبداً في الكازيات التي يقصدها.
على الرغم من أن الكمية المسموح بها شهرياً مئتي ليتر، إلا أن انتظام الرسائل برسالة واحدة بالأسبوع تسمح بتعبئة 25 ليتر يجعل الكمية الشهرية مئة ليتر فقط، وهذا يقيد حركتنا حسب حديث “عابد عيسى” من سكان “ريف دمشق”، مضيفاً أن «هذه الكمية المحددة تكفيني للخروج لعملي أربع مرات بالأسبوع لمسافة مئة كم، من ضاحية “حرستا” لقلب “دمشق” لكنها لا تكفي لأي مشوار إضافي بقصد التنزه».
اقرأ أيضاً: رسائل الذكية ترهق المواطنين وتؤخر أعمالهم
وضع مشابه في دير الزور
لايختلف الوضع في “دير الزور” عن “دمشق” فتحديد الكميات عام وشامل لكل المحافظات، وهذا مافرض تقنيناً جديداً في حياة السوريين اسمه “تقنين البنزين”، يضاف لقائمة التقنين الجائر الذي يعانون منه في كل القطاعات وخاصة الموظفين منهم، فكثيرون يضطرون للتوفير واختصار المسافات في حين يقوم آخرون بالتوفير لبيع الكمية التي وفروها لسد ثمن البنزين الذي يضطرون لاستهلاكه.
يقول “عبد الحميد علاوي” من أبناء بلدة “حطلة” و رئيس المجمع التربوي فيها إن «كمية البنزين المخصصة لا تكفي فالمسافات في الريف بعيدة وبحكم عملي أضطر للذهاب إلى المدينة بشكل يومي لمتابعة العمل مما يزيد من كمية البنزين التي نحتاجها الأمر الذي يدفعنا للبحث عن كميات إضافية وشرائها من السوق السوداء بسعر ألفي ليرة، وهو مصروف إضافي ومعاناة لأبناء الريف ممن يستقلون سيارات خاصة»، مطالباً بزيادة الكميات المخصصة.
لا مشكلة لدى الموظفة “شهرزاد فتيح” بالكميات المخصصة لها من البنزين بحكم سكنها ضمن المدينة، بالقرب من مكان عملها موضحة أنها تستخدم الزيادة من مخصصاتها في تشغيل المولدة الكهربائية في منزلها.
تحديد المخصصات وانتظام الرسائل لم يحل مشكلة المواطنين الباحثين عن رزقهم من وراء البنزين، فأصحاب سيارات الأجرة العاملة على البنزين مضطرون لشرائه من السوق السوداء بأسعار غالية، حسب ما أكده سائق التكسي العمومي “أحمد دخول” وتزداد الحاجة لكميات إضافية في حال كانت لديه طلبات إضافية للريف أو القرى القريبة مثل “الميادين” و “البوكمال” «لذا أكمل أيام عملي بشراء البنزين بسعر ٢٠٠٠ ليرة لليتر الواحد لأني إذا توقفت عن العمل لن أتمكن من شراء الطعام لأفراد أسرتي وتأمين طلباتهم وهذا يدفعني للبحث عن البنزين في السوق السوداء ومثلي غالبية السائقين في المدينة».
يحصل أصحاب التكاسي العمومي على 25 ليتر كل 5 أيام، لكنها كمية لا تكفي سوى لعمل يومين، بحسب “دخول”، مضيفاً لـ”سناك سوري” أنه يضطر لشراء 150 ليتر بنزين من السوق السوداء كل شهر، بالإضافة لمخصصاته الشهرية حتى يتمكن من العمل.
اقرأ أيضاً: بانتظار رسائل البنزين.. البلاد تودع مشهد الطوابير