حكومة البعث الجديدة… هل تبحث عن التغيير؟
سناك سوري – بلال سليطين
لا يفصلنا الكثير عن إعلان اسم الشخص الذي سوف يكلف برئاسة الحكومة السورية الجديدة وهو ماينتظره كثيرون في سوريا لمعرفة ملامح المرحلة القادمة على الصعيد الحكومي وإذا ماكان هناك أي تغييرات في انتاج منظومة الحكومة من قبل قيادة حزب البعث الحاكم في سوريا.
تشير مصادر سناك سوري إلى أنه لا يوجد أي تغيير جوهري في اختيار شخص رئيس الحكومة السورية القادم، والشروط الأساسية أن يكون بعثي ومتسلسل نسبياً في القيادات البعثية حتى ولو في مراحل متدنية سابقاً، مارس العمل الحكومي سابقاً أي أنه شغل منصب وزير في إحدى الحكومات السابقة، إضافة لعوامل أخرى لطالما جرت العادة أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التكليف حتى أصبحت عرفاً، لكنهم في الوقت ذاته يريدون إحداث تغيير في عمل الحكومات مع ملاحظة أن التيار الأقوى يصر أن يكون المشرف على هذا التغيير من داخل المنظومة التقليدية.
الشروط تنطبق على 4 مرشحين قائمين حالياً يتم تداول أسمائهم في أروقة البعث، أولهم “حسين عرنوس” وهو رئيس حكومة تسيير الأعمال الذي كلف خلفاً لـ “عماد خميس” المقال اضطرارياً قبل نهاية ولايته بأسابيع، و”عرنوس” عضو قيادة مركزية في الحزب، تسلسل في مناصب حكومية عديدة، إدارات عامة، وزارات، وجرب نفسه في رئاسة الحكومة إضافة لكونه ينحدر من محافظة إدلب وهذه لها رمزية كبيرة تهتم لها كثيراً قيادة البعث، إلا أن هذا لا يحسم حظوظ الرجل وتكليفه برئاسة الحكومة لمرحلة مؤقتة سابقاً لا يعني بقاءه فسبق لـ “عمر غلاونجي” أن كلف برئاسة الحكومة عند إقالة “رياض حجاب” قبل إعلان انشقاقه بساعات، ومع ذلك بقي لفترة بسيطة ثم تم تكليف “وائل الحلقي” برئاسة الحكومة آنذاك.
اقرأ أيضاً: تحدي الموت جوعاً أو بالكورونا – بلال سليطين
ثاني المرشحين وهو مطروح بقوة “طلال برازي” الذي يشغل حالياً منصب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وسبق له أن شغل منصب محافظ حمص، وقد لعب دوراً في عمليات التسوية التي أنجزت في حمص وتواصل مع مسلحين سابقين بشكل مباشر، وكان له تنسيق مع مركز المصالحة الروسي بحكم منصبه الحكومي السوري، ويحظى بدعم من خارج الحزب أيضاً، وقد حقق الشرط الهام جداً في أن يشغل منصب حكومي سابقاً، لكنه لم ينخرط كثيراً في أنشطة حزبية ضمن الأطر التقلديية للمنظومة إلا أنه يحقق شرط الانتماء “البعثي”.
ثالث المرشحين هو وزير التربية “عماد العزب” المدعوم بماكينة إعلامية قوية والمطروح لرئاسة الحكومة منذ اللحظة التي تم تكليفه فيها بحقيقة وزارة التربية خلفاً للوزير السابق “هزوان الوز” والذي كان مطروحاً أيضاً لرئاسة الحكومة عندما كان وزيراً لكن المطاف انتهى به في المنزل، “العزب” استطاع تقديم نفسه جيداً للقيادة الحزبية على أنه قادر على رئاسة الحكومة وفق معايير التقييم الخاصة بهم بحسب مصدر بعثي مطلع قال لـ سناك سوري أيضاً أن اسمه كان مطروحاً رفقة “عرنوس” لرئاسة الحكومة مؤقتاً بعد إقالة “خميس”، وأشار المصدر إلى أن ما أثير من قضايا وشائعات حوله مؤخراً كانت ضمن الصراع الخفي على رئاسة الحكومة.
اقرأ أيضاً: سوريا… التدهور بعد الانتصار – بلال سليطين
رابع المرشحين هو وزير الصحة الحالي “نزار يازجي” والذي يحظى بدعم كبير في منصبه حالياً لكنه الأقل حظاً بين المرشحين المطروحين حتى صباح اليوم السبت لاعتبارات معينة، “يازجي” خلال 6 سنوات في منصبه اختبر جيداً العلاقة مع منظمات الأمم المتحدة ويدير حالياً ملف الكورونا بشكل رئيسي وهو ملف مستمر، وبحسب مصدر بعثي مطلع فإن بعض الانتقادات التي طالت “يازجي” مؤخراً كانت ضمن الصراع على رئاسة الحكومة أيضاً ومحاولة حرق الأسماء.
في مقابل هذه الترشيحات هناك تيار آخر في السلطة صوته مسموع نسبياً يدعو لتغيير جوهري في آلية تكليف رئيس الحكومة وتجاوز الأعراف والتقاليد وطريقة الاختيار التقليدية والذهاب بعيداً في هذا التكليف، ويرى هذا التيار أنه يمكن الذهاب بهذا الاتجاه طالما أن مجلس الشعب المُشكل حديثاً يسيطر عليه حزب البعث وفي أي لحظة يمكن حجب الثقة عن أي حكومة من قبل المجلس ولا شيء يدعو للقلق، وهذا التيار رغم دعوته للتغيير فإنه أيضاً يدعم مرشحاً من المرشحين الأربعة أعلاه.
في المحصلة بعيداً عن اسم رئيس الحكومة الذي لم يحسم حتى اللحظة، إلا أن آلية اختياره تعد المؤشر الرئيسي لاستشراف المرحلة القادمة، والمؤشرات الأولية تشير إنه لا مفاجآت في التكليف مع احتماليتها في التأليف (تأليف الحكومة).
اقرأ أيضاً: التَنمُّر على الإصلاحيين – بلال سليطين