أخر الأخبارالرئيسيةانتخابات مجلس الشعب

سوريا تنهي انتخاباتها في يومين .. واحتفاء رسمي بالديمقراطية

مخالفات زيادة بعدد ظروف الاقتراع .. ومحاولات منع الانتخابات في 3 محافظات

لم يخرج المشهد الانتخابي العام في “سوريا” لاختيار أعضاء مجلس الشعب عن التوقعات بدءاً من الأعداد الخجولة للمرشحين وصولاً إلى ضعف نسبة الإقبال بشكل عام على التصويت.

سناك سوري _ دمشق

عملية التصويت لم تكن هادئة في عدة محافظات. ففي “السويداء” منع المحتجون الذين يتظاهرون منذ العام الماضي إجراء الانتخابات في أكثر من مركز. وأقدم متظاهرون في بلدة “القريا” على منع وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع وإتلاف صناديق انتخابية وأوراق اقتراع. بينما أسفرت الاحتجاجات عن إغلاق 3 مراكز انتخابية في بلدة “ملح”.

التوتر الأبرز كان في ساحة وسط “السويداء” حين تم إطلاق نار عند مركز قيادة الشرطة أدى لإصابة شخص ونقله إلى المشفى للعلاج.

أما على الصعيد الانتخابي فشارك نحو 100 ألف شخص في الانتخابات التي تصدّرتها قائمة “الوحدة الوطنية” بقيادة “حزب البعث” فيما فاز مستقلان بمقعدين من أصل 6 مقاعد مخصصة للمحافظة. وغاب الشباب والنساء عن قوائم الناجحين.

مواطنون ممنوعون من الانتخاب في درعا

التوترات الأمنية انسحبت على “درعا” أيضاً حيث أدت التوترات الأمنية إلى نقل بعض المراكز لأماكن أخرى. وتم نقل عدد من مراكز بلدة “محجة” إلى مدينة “إزرع” ومراكز من “الكرك” إلى “المسيفرة”.

أما في مدينة “جاسم” فتم نقل بعض المراكز إلى القسم الآمن من المدينة وبلغ عدد المراكز التي تم نقلها في المحافظة إلى 20 مركزاً.

وأفاد رئيس اللجنة الفرعية المشرفة على الانتخابات القاضي “أحمد الهرش” لـ سناك سوري بأن عدد المرشحين/ات بلغ 30 شخصاً يتنافسون على 10 مقاعد تمثّل حصة المحافظة.

لكن انتخابات “درعا” لم تنتهِ أمس الاثنين على غرار بقية المحافظات. حيث تقرر إعادة الانتخابات في بلدة “الشجرة” وتجمعاتها بسبب وجود مخالفات وتجاوزات لم تكشف مصادر سناك سوري عن طبيعتها.

وبينما أوضحت المصادر أن الانتخابات ستجرى اليوم الثلاثاء في المجمع الحكومي بمدينة “درعا” وتقتصر على أبناء بلدة “الشجرة” فقط. فقد أفاد مراسل سناك سوري بأن مجموعات مسلحة قامت بإنزال المواطنين المنحدرين من “الشجرة” ومنعتهم من الوصول إلى “درعا” للمشاركة في الانتخابات.

وأضاف أن مجموعة مسلحة أخرى وضعت حاجزاً بالقرب من معمل الكونسروة في بلدة “المزيريب” لمنع المواطنين من المشاركة في الانتخابات.

منع الانتخابات في الرقة

منع الانتخابات امتدّ إلى الشمال وتحديداً في محافظة “الرقة” حيث قالت وسائل إعلام محلية أن “قسد” منعت المواطنين في مناطق سيطرتها من التوجه إلى مراكز الاقتراع.

لكن ذلك لم يمنع من إتمام العملية الانتخابية في مناطق سيطرة الجيش السوري في المحافظة.

إعادة الانتخابات في 3 محافظات

قال رئيس اللجنة القضائية العليا “جهاد مراد” أن اللجان الانتخابية في “حماة ودرعا واللاذقية”. قررت إعادة الانتخابات في بعض مراكز الاقتراع. بسبب وجود بعض المخالفات المرتكبة وأغلبها تتعلق بوجود مغلفات تزيد عن عدد المقترعين بنسبة تزيد عن 2%.

انتخابات مجلس الشعب في دمشق

وأضاف “مراد” في حديثه لوكالة سانا الرسمية. أن القرار شمل إعادة الانتخاب في صندوق مركز الاتحاد الرياضي في محافظة حماة. والمراكز التي تتبع لناحية الشجرة في محافظة درعا، كما تم إبطال وإعادة الانتخاب في مركز واحد بمحافظة اللاذقية.

مؤسسة مجلس الشعب محكومة بثلاثة أنظمة هي الدستور والقانون والنظام الداخلي للمجلس. و التغيير والإشكالية في النظام الداخلي للمجلس الرئيس السوري بشار الأسد

وأوضح رئيس اللجنة أنه تمت معالجة بعض حالات الخلل التي يمكن أن تشكل جرماً يعاقب عليه القانون، فقد تم إعفاء ثلاثة رؤساء مراكز في منطقة الرستن التابعة لريف محافظة حمص. ولجنة انتخابية في بلدية جديدة الوادي بريف دمشق. وإلقاء القبض على مواطنين في مدينة حماة بحوزتهم هويات شخصية بقصد استخدامها في مراكز الاقتراع.

انتخابات هادئة في دمشق

اليوم الانتخابي في “دمشق” مرّ هادئاً دون وجود إشكاليات. فيما قالت مصادر خاصة لـ سناك سوري أن بعض المراكز الانتخابية لم تلتزم بالحبر السري والغرفة السرية.

وفي وقتٍ تم الإعلان فيه عن تمديد الانتخابات حتى التاسعة مساءً بدلاً من السابعة. فقد وثّقت كاميرا سناك سوري عمليات فرز الأصوات في أحد المراكز وهي تجري على ضوء الموبايلات نتيجة انقطاع الكهرباء.

أكثر من 1100 مركز انتخابي في حلب

مرّت الانتخابات في “حلب” دون مخالفات جسيمة تستدعي إعادة الانتخاب في بعض المراكز. بينما وصل عدد المراكز الانتخابية في المدينة وريفها إلى 1105 بينها 455 مركزاً في المدينة و650 في دائرة “مناطق حلب”. حيث يصوّت الناخبون لاختيار 52 نائباً عن دائرتي المدينة والريف.

في حين توزعت في المراكز الانتخابية بـ”حلب” صناديق اقتراع عن محافظتي “إدلب” و”الرقة” بسبب وجود مناطق واسعة منهما خارج سيطرة الحكومة السورية.

غياب المرشحين الشباب في طرطوس

في “طرطوس” بدت الانتخابات روتينية منذ بدايتها وغاب عنصر الشباب عن مرشحيها بينما شهدت قائمة “الوحدة الوطنية” تغييراً في اللحظة الأخيرة قبل انطلاق الانتخابات بإزالة اسم “جودت منجه” من الحزب الشيوعي السوري- بكداش. والاستعاضة عنه بـ”محمود سليم عفيف” من الحزب الشيوعي السوري الموحد.

الانتخاب واجب على كل مواطن سوري لنؤكد للعالم تفاعل مجتمعنا بالحالة الديمقراطية. وزير التجارة الداخلية محسن عبد الكريم علي

وبلغ عدد المرشحين في طرطوس 121 مرشحاً ومرشحة بغياب كامل لفئة الشباب، 28 منهم للفئة (أ)، و93 للفئة (ب).

وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات بحسب مراسل سناك سوري فوز قائمة الوحدة الوطنية بالكامل وتقّدم المرشحان المستقلان “علاء محمد” و”سنان درغام” عن الفئتين.

اليوم الثاني وفرز الأصوات

في اليوم الثاني تواصلت عمليات فرز الأصوات للبدء بإعلان النتائج الأولية. بينما غابت شاشات العرض عن معظم المحافظات السورية.

فبينما كانت الشاشات حاضرة في “دمشق” حيث تصدّرت قائمة “الوحدة الوطنية” بفارق كبير عن أعلى مرشح مستقل. وفي “حمص” ذكر مراسل سناك سوري أن الشاشة الرقمية أظهرت فوز قائمة “الوحدة الوطنية” بالكامل بعد فرز 90% من الأصوات. وتقدّم المستقلين “فراس الهدية” و”وائل ملحم” و”هاني عودة” عن الفئة ب.

كل الأعداء ينظرون إلى هذه الانتخابات وهم في حرقة لأن السوريين يصنعون مستقبلهم بأيديهم رئيس الحكومة حسين عرنوس

الأسد:  الإشكالية في النظام الداخلي للمجلس

شارك الرئيس السوري “بشار الأسد” في انتخابات المجلس حيث أدلى بصوته في أحد المراكز الانتخابية بـ”دمشق”. وقال في تصريحات صحفية أن مؤسسة مجلس الشعب محكومة بثلاثة أنظمة هي الدستور والقانون والنظام الداخلي للمجلس. مضيفاً أنه يرى التغيير والإشكالية في النظام الداخلي للمجلس. لأنه يحدد الآليات التي تحكم دور المجلس. مبيناً أن ميزة الأنظمة أنها تسمح للأشخاص المناسبين أن يصعدوا بالمؤسسة وأدائها وتمنع غير المناسبين من أن ينحدروا بعمل المؤسسة.

وتابع الرئيس “الأسد” أن مجلس الشعب إذا لم يمتلك رؤيا فكيف يقيّم وكيف يحاسب وكيف يراقب الحكومة. والمواطنون إذا لم يمتلكوا الرؤيا فكيف يحاسبون عضو البرلمان ويحددون خيارهم في الدورات القادمة.

عرنوس: الأعداء ينظرون للانتخابات بحرقة

بدوره قال رئيس الحكومة “حسين عرنوس” خلال مشاركته في الانتخابات أن المرحلة المقبلة هي فترة إعادة الإعمار. معرباً عن أمله بأن يكون الواصلون إلى المجلس قادرين على تحقيق المهام المطلوبة.

وأضاف “عرنوس”: «كل الأعداء ينظرون إلى هذه الانتخابات وهم في حرقة لأن السوريين يصنعون مستقبلهم بأيديهم».

بدوره، قال وزير الخارجية “فيصل المقداد”، إن السوريين  في هذه الانتخابات يبدؤون مرحلة جديدة في تاريخ بلادهم. مشيراً إلى أن هذا الاستحقاق تعبير حقيقي عن إيمان الشعب السوري بالديمقراطية.

أما وزير العدل “أحمد السيد” فقال إن  الشعب السوري يدرك أهمية هذا الاستحقاق واختيار ممثليه في مجلس الشعب، وهو شعب متمرس في العملية الديمقراطية ويدرك أهميتها.

في حين. أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “محسن عبد الكريم علي” أن الانتخاب واجب على كل مواطن سوري لنؤكد للعالم تفاعل مجتمعنا بالحالة الديمقراطية.

وزير النفط والثروة المعدنية “فراس قدور” قال بدوره أن انتخابات مجلس الشعب مظهر حضاري ووطني يعكس قوة واستقرار “سوريا”. وهي فرصة للمواطنين لاختيار ممثليهم الذين يتميزون بالكفاءة والقدرة على تمثيل مصالحهم وتحقيق تطلعاتهم.

البحث عن التغيير

ربما يرى البعض أن الانتخابات البرلمانية لن تأتِ بجديد مقابل آراء أخرى ترى فيها فرصة للتغيير بإيصال ممثلين حقيقيين للشارع السوري الباحث عن أمل في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

ومن المتوقع أن تفوز قوائم الوحدة الوطنية في كافة المحافظات دون خروقات تذكر كما جرت العادة منذ عقود لتبقى المنافسة منحصرة بين المستقلين أنفسهم. علماً أن الانتخابات الحالية كانت تقليدية حتى في مخالفاتها المكررة مثل حضور قوائم الوحدة الوطنية على طاولات اللجان وجدران المركز الانتخابي. وحالات جمع البطاقات الشخصية للتصويت بها أو عدم استخدام الحبر السري والغرفة السرية. أو تعيين لجان انتخابية من أعضاء حزب “البعث” بما يخالف حيادية اللجنة.

زر الذهاب إلى الأعلى