سوريا.. تأسيس روضة موسيقية تُعلم الأطفال على النوتة
الفنان عمار محمد يطالب بإطلاق الثانوية الموسيقية في سوريا
بدأت “روضة طرطوس الموسيقية”، مشروعاً افتراضياً جديداً هذا الصيف، يساهم بتخريج الأطفال وهم يستطيعون قراءة النوتات الموسيقية، ما يؤهلهم لتعلم العزف على أي آلة موسيقية بسهولة، فمؤسس الروضة الفنان “عمار محمد”، كان أول من طرح فكرة الشهادة الثانوية الموسيقية أسوة بالثانويات المهنية، ويرى أنه يستطيع تحقيق هدفه البعيد هذا من خلال الروضة الموسيقية.
سناك سوري-رزان عمران
تهدف الروضة الموسيقية كما يقول “محمد” لـ”سناك سوري”، إلى تأسيس الأطفال من سن الـ4 وحتى الـ7 سنوات، حيث من الصعب عليهم تعلم العزف في هذه المرحلة الموسيقية لكنهم يستطيعون تذوق الموسيقا وقراءة علاماتها، ويضيف أنهم في الروضة يعملون على تهيئة الأطفال لدخول المعاهد الموسيقية بطريقة ناضجة أكثر، من خلال ساعتين أسبوعياً، تتضمن نشاطات اللعب والاستماع والتدريب على الإحساس بالإيقاع، وصقل الأذن الموسيقية، واختبار الأذن المطلقة والتدريب على تنميتها.
“عمار محمد” الذي أسس قبل سنوات كورال “عتبات”، يقول إن هدفهم تخريج أطفال يقرؤون النوتات بشكل سليم، وجاهزون سماعياً وتقنياً للتعلم على أي آلة، ولديهم روح موسيقية، وهو أمر أساسي سينعكس إيجاباً على المهارات الفكرية للطفل، أياً كان المجال الذي سيخوضه، فثمة جزء من دماغ الإنسان لا يعمل إلا بالموسيقا، على حد تعبيره.
يهتم “عمار” بالفكرة الأخيرة تحديداً، ويرى أن قلة حضور الموسيقا في تأسيس مجتمعنا مشكلة أدت إلى فقدان التناغم بصور شتى، من الحوار بين الناس إلى الأبنية والشوارع، فالتناسق ونسبة التنظيم تبدو واضحة في شوارع الدول التي تشغل الموسيقا جزءاً من حياة أهلها منذ الصغر.
اقرأ أيضاً: شاب سوري يؤسس مبادرة للسلام بكندا.. مزجنا الموسيقا وعزفنا سوياً
يضيف: «جرى تفريغ الفنون عموماً من مضمونها على نحو منهجي، كما في التعاطي مع التعليم الصناعي، حيث يتم رفده بالطلاب الأقل كفاءة وفق معايير ما، بينما يحتاج هذا التعليم إلى الطلاب المتفوقين وذوي الموهبة في هذا المجال».
تحتضن روضة” المستقبل” مشروع الروضة الموسيقية، وحتى الآن هناك ١٤ طفلاً. إنها مرحلة تأسيس لا يعول فيها “عمار” على عائد مادي بقدر ما يبحث عن تنفيذ رؤيته.
إلى جانب “محمد”، يبرز دور الفنانة “إيناس لطوف”، التي تعمل كمدرسة موسيقا في الروضة، والتي يمتلئ الحديث معها ومع “عمار محمد” بالكثير مما قيل في الموسيقا منذ القدم، من “الكون عدد ونغم” لعالم الرياضيات “فيثاغورس”، إلى وصفها بسر الوجود من الأديب “جبران خليل جبران”، وتأكيد الفيلسوف “فريدريك نيتشه” أنه لولاها لكانت الحياة ضرباً من الخطأ.
ركزت” إيناس” خريجة المعهد العالي للموسيقا في أبحاثها الدراسية على أثر الاستماع وتعلم الموسيقا لدى كبار السن المصابين بالاكتئاب، والأطفال المصابين بالتوحد، وذوي الاحتياجات الخاصة، ما عزز خبرتها بطرائق التدريس لهذه الفئات، من لعب وإيقاع حركي وتدريب للأذن، وإحساس بالنبض والايقاع الداخلي لتحقيق الاستماع الصحيح، إضافة إلى الدروس النظرية وقراءة النوتة.
تقول “لطوف”: «عند طرح فكرة الروضة الموسيقية، وافقت لإيماني بأهميته كمشروع لتأهيل جيل راق ومهذب موسيقياً، فضلا عن إعادة بناء إنسان آذته الحرب. التعاطي مع الأطفال تحدٍّ طالما خضته طوال تدريسي الغناء والصولفيج للأطفال، فالطفل يستقبل كل شيء بدقة ويحفظه، ما يعني ضرورة مراعاة المضمون الذي ينبغي إيصاله له، واستخدام الحركة والرقص والرسم والتخيل، بما يؤهله لدخول هذا العالم بالشكل الصحيح».
اقرأ أيضاً: العلاج بالموسيقا.. زوجان سوريان بإسبانيا يساهمان بصناعة مستقبل صحي