“سوريا”.. بلدة تشارك الحكومة مادياً ولوجستياً بإقامة مشاريع خاصة فيها
“الدالية” نموذج للتعاون الأهلي الحكومي… لماذا لايتم تعميمه؟
سناك سوري – اللاذقية
ساهم أهالي قرية “الدالية” وجمعيتها الخيرية في تقدم بلدتهم خطوات على صعيد التنمية المحلية عبر التعاون مع الحكومة، وتقديم الأراضي والمساعدة لها لتحقيق أكبر قدر من المشاريع التي تنعكس إيجاباً على مجتمعهم.
آخر الخطوات كانت شراء سرفيس خاص يخدم سكان القرية ويخفف عنهم عبء التنقل بين الريف والمدينة هو آخر نتائج العمل المدني المجتمعي الأهلي الذي تسهم فيه جمعية “الدالية الخيرية” والذي يهدف لتكريس روح التعاون وتعميق أواصر المحبة والترابط بين أبناء القرية.
مشاريع أخرى وأعمال متنوعة قام بها أعضاء الجمعية الـ 16 بالتعاون مع أبناء القرية وعدد من المؤسسات الحكومية في محافظة “اللاذقية” منها شق طرقات زراعية يزيد طولها عن مئة متر حسب ما أكده مختار الحي الأوسط في البلدة “علي محمود علي” خلال حديثه مع “سناك سوري” مبيناً أن هذه الطرقات تخدم الأراضي الزراعية في البلدة وجوارها منوهاً بتعاون مديرية الزراعة والمحافظة مع الجمعية لتقديم بلدوزر خاص لشق الطرق الزراعية على مدى قرابة عشرين عام.
خدمات الجمعية تعود لفترة ماضية تطورت منذ تأسيسها إلى اليوم حيث تم شراء قطعة أرض وبناء منشأة لمخبز نصف آلي في العام 2007 بطاقة إنتاجية جيدة وهو يعمل بشكل جيد وناجح حتى الآن حسب قول المختار “علي” مبيناً أن مخصصات الفرن هي ثلاثين كيس من الطحين في اليوم وذلك بعد تخفيض المخصصات في كل أفران القطر وهو يوفر فرص عمل لعدد من العمال، كما اشترت الجمعية قطعة أرض أخرى وبنت عليها بناء من ثلاث طوابق وقبو، وذلك من حوالي 20 سنة قدمت الطابق الأول للمركز الثقافي وفقاً للمختار وهو عضو فاعل الجمعية، وأضاف:«ونحن الآن نطرح تقديم الطابق الثاني لمركز خدمة المواطن، إضافة لتقديم بناء لمركز “عمران” الذي يؤمن مادة الإسمنت الوطني بالسعر النظامي وقد وفر عدة فرص للعمل».
اقرأ أيضاً: “اللاذقية”.. الأهالي ساعدوا البلدية وقدموا الآلات بالمجان!
قطاع الصحة أخذ حصته من خدمات الجمعية حيث تم تقديم أرض من أهالي القرية لوزارة الصحة بني عليها مستوصف يعمل لخدمة الأهالي وذلك منذ أكثر من 20 سنة، كما تم شراء سيارة صحية لنقل المرضى في حال الحاجة والوفيات أيضاً إلى الأماكن المطلوبة والتعاون لشراء قطعة أرض لبناء مدرستين للحلقة الأساسية الأولى والثانية، وأخرى لبناء مركز للهاتف الآلي ومثلها لمبنى البلدية، كما تم بناء صالات تعزية موزعة على جغرافية البلدة وكل صالة منها مؤلفة من جناحين جناح للرجال وآخر للنساء والجمعية ملتزمة بكل مستلزمات واحتياجات هذه الصالات بحيث لا يتكلف أهل المتوفى أية تكاليف، وتقوم الجمعية بتأمين حوائج الوفيات في المقابر التي تم شرائها وتجهيزها من قبل الجمعية.
مساهمات الجمعية شملت أيضاً تسوية قطعة أرض وتقديمها لمركز الطوارىء والإطفاء الذي أمن أكثر من ستين فرصة عمل للشباب، إلا أنه تم توقيفه من قبل الجهات الرسمية بسبب عدم تجديد العقود للعمال، كما تم خلال العامين الماضيين تقديم بناء للصراف التجاري السوري، بعد أن جهزته بجميع التجهيزات اللازمة بالمواصفات المطلوبة.
ريع صندوق الجمعية محدود ومتواضع حسب “علي” وهو عبارة عن تبرعات طوعية من الأهالي وجميع أعضائها يعملون بشكل مجاني كأسرة واحدة لتقديم ماهو أفضل، مشيراً إلى أن الجمعية تأسست منذ خمسين عاماً على أيدي أبناء القرية ودأب روادها على الإصلاح بين الأهالي وحل مشاكلهم وتحمّل المسؤولية الاجتماعية تجاههم في مختلف المجالات.
يشار إلى أن “الدالية” من البلدات الريفية الجبلية ترتفع عن سطح البحر من 700 إلى 1000 م تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من محافظة “اللاذقية” تتبع لمدينة “جبلة” وتجاور قرى ريف محافظة “طرطوس” في الجنوب والشرق، وهي قريبة من قرى ريف محافظة “حماة”، وفيها مدرجات قابلة للزراعة اليدوية، وأهمها الدخان البلدي والأشجار المثمرة والزيتون.
اقرأ أيضاً: قرية سورية تحقق الاكتفاء الذاتي وتتغلب على الجفاف والفقر