“سوريا” الضحية.. في اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام
من زرع الألغام في “سوريا” و من سقط ضحيتها و من سيفككها لاحقاً؟
سناك سوري _دمشق
أقرّت الأمم المتحدة يوم 4 نيسان يوماً عالمياً للتوعية من مخاطر الألغام منذ العام 2005 و رفعت هذا العام شعار “أرض آمنة ، وطن آمن ” في هذه المناسبة.
تعرّضت “سوريا” خلال سنوات الحرب لحوادث ناتجة عن الألغام الأرضية أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في ظل غياب إحصائيات موثقة عن أعداد الضحايا طوال السنوات الثماني الماضية .
إحدى إحصائيات منظمة “هيومن رايتس ووتش” تشير إلى إصابة 491 شخصاً في “الرقة” فقط في أقل من ثلاثة أشهر بين تشرين الأول 2017 و كانون الثاني 2018 بينما أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن إصابة 65 شخصاً بينهم 10 أطفال في مناطق متفرقة من البلاد ما بين منتصف شباط حتى نهاية آذار الماضي .
دفع السوريون ثمناً باهظاً لسلاح الألغام ، هذا السلاح الأعمى المتربصُّ بضحيته تحت التراب مفجراً خطوة عابر لا يعرف قاتله و لا يعرفه !
اشتهر تنظيم “داعش” في الحرب السورية بزراعة الألغام لتحصين مقارّه و مناطق سيطرته و قد أوقعت الألغام المتبقية من المناطق التي خرج منها التنظيم أعداداً كبيرة من الضحايا خاصة في مناطق البادية مؤخراً بين المزارعين الباحثين عن الكمأة كما لا تزال حوادث انفجار الألغام تسقط المزيد من الضحايا في مدينة “الرقة” إحدى أكثر المناطق السورية تلغيماً، كما تمنع الألغام آلاف النازحين السوريين من العودة إلى منازلهم و مدنهم حتى رغم انتهاء المعارك بسبب خطر انفجاراتها الذي يبقى قائماً.
حاولت “الأمم المتحدة” و بعض المنظمات الدولية إطلاق عدة حملات توعية من الألغام و البقايا المتفجرة إلا أن “الأمم المتحدة” تعترف أن اللوحات التحذيرية و حملات التوعية غير كافية للحماية من مخاطر الألغام خاصة بالنسبة للأطفال الذي يشكلون النسبة الأكبر من ضحايا الألغام و البقايا المتفجرة .
اقرأ أيضاً :الألغام الفردية خطر جديد يهدد حياة المدنيين في الجنوب السوري
و دعا الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” اليوم دول العالم للتكاتف في هذا المجال قائلاً «تهدف حملة هذا العام لضمان ألّا يتخلّف أحد ولا أية دولة ولا أية منطقة حرب عن الركب و هدفنا تحويل حقول الألغام إلى ملاعب و جمع الموارد لصالح الضحايا و الناجين من النزاعات المسلحة»
و قد أسهمت بعض الدول بإرسال فرق لإزالة الألغام من بعض المناطق السورية منها “روسيا” و “أرمينيا” و “ألمانيا” و تتحضّر “النمسا” أيضاً لتمويل حملة لصالح تفكيك الألغام من بعض المناطق السورية.
في الوقت الذي قد لا تتكلّف زراعة اللغم أكثر من دقائق معدودة فإن خطره لا يزول بمرور السنوات إلا عبر تفكيكه الذي يتطلب جهوداً واسعة من خبراء مختصين و يأخذ وقتاً طويلاً لتتم إزالة خطره بسلام ! هذه الحقيقة تختصر مشهد الحرب بكثافة حيث لا يحتاج إشعالها إلى الكثير من الجهد بينما يتطلب إنهاؤها و إزالة خطرها جهوداً طويلة و مستمرة لإيقافها و إزالة آثارها التي تبقى طويلاً !.
اقرأ أيضاً :قبل العيد طفلان يلعبان باللغم .. آخر لعبة في حياتهما