لقي الساروت حتفه وبقيت أغانيه التي أخذت معها آلاف السوريين
سناك سوري-دمشق
بالسلاح الذي دعا لحمله لقي “الساروت” مصرعه لكن ليس في “حمص” التي غنا منها ودعا الجهاديين إليها وإنما في “إدلب” التي انتقل إليها مع بعض المقاتلين من “لواء البياضة” لينضم للجهاديين هناك.
حياة مثيرة للجدل عاشها “عبد الباسط الساروت” الذي بدأ رياضياً قبل أن ينتقل من الحراسة إلى التسديد لكن بالرصاص الذي عجّت به مدينة حمص في بدايات الأزمة السورية حيث كان واحداً من أبرز الدعاة لحمل السلاح.
انطلق “الساروت” في دعوته للقتال من خلفية راديكالية تكفيرية، فهو الذي دعا “السلفيين” في أغنيته “لأجل عيونك ياحمص” كي لايترددوا في حمل السلاح متسائلاً “ماذا تنتظرون”، قبل أن يعيد المقطع ذاته ويدعو “طائفة من السوريين” لحمل السلاح.
ساهمت أغاني “الساروت” في دفع آلاف السوريين للتسلح والقتال الذي تسبب في موتهم ودمار بلادهم لاحقاً، فقد كانت أغانيه عبارةً عن أناشيد حماسية تركز على العواطف والغريزة وتبيع الوهم لبعض السوريين الذين كانوا مستعدين نسبياً لشرائه “لأجل عيونك ياحمص.. ودعت أمي عالباب.. حانن للحرية حانن“.
استعان “الساروت” أو من أرادوا تسويق ما يقوله للجمهور بالمقاطع المصورة والتي كانت تأتي لدعم أغانيه خصوصاً تلك التي تم تصويرها في حمص القديمة، ويظهر فيها مجموعة من مطيلي اللحى الذين حلقوا شواربهم، وكذلك يظهر فيها حملة السلاح الذين يرفعونه عالياً مع كل نداء للساروت، وهي وسائل ساهمت في التحشيد ودفع الشبان آنذاك للانخراط في مسار العنف.
ابن مدينة حمص الذي قال “ما أطلع منك يا حمص لو هالروح تروح” تركها وخرج إلى تركيا بينما راحت فيها أرواح الكثيريين ممن انضموا إليه في المسيرة التي انتهجها وتأثروا بخطابه، وكان لافتاً أنه قبل فترة من خروجه إلى “تركيا” توعده بالقدوم إلى دمشق مع المقاتلين التابعين له.
في تطور للمسار السلفي الذي تبناه “الساروت” خرج للجمهور عام 2014 ليقول إنه سيقوم بخطوة بالاتجاه “الصحيح” إلا أنه لم يعلن عن الخطوة بينما انتشرت أخبارٌ حينها عن مبايعته لداعش الذي تشكل من آلاف التكفيريين من سوريا وخارجها، إلا أن “الساروت” لم يظهر مع التنظيم، بينما اعتقل لاحقاً في إدلب من قبل “النصرة” بسبب “انتماءه لداعش” لكنها أطلقت سراحه لاحقاً تحت ضغط من مريديه.
لم ينتهِ مسار “القتال” الذي انتهجه “قائد لواء شهداء البياضة” حيث أنه عاد من تركيا لاحقاً إلى إدلب وانضم إلى فصيل “جيش العزة” أبرز حلفاء “النصرة”، وأصبح واحداً من المقاتلين هناك على الخطوط الأمامية، وهو الذي خرج من مدينته سابقاً “بالباصات” بعد أن تدمرت أجزاء واسعة من حمص القديمة التي تحصن بها وجر معارك ضارية إليها.
لم تُقنع تجربة حمص، “الساروت” بضروة رمي السلاح جانباً وهو الذي كان يستطيع بعد خروجه منها أن يساعد آلاف حملة السلاح أو الراغبين بحمله على إجراء مراجعة والتمعن في تجربته ونتائجها الكارثية على “حمص” وعلى أرواح وأرزاق ومستقبل من كانوا يعيشون فيها قبل عام 2011 وتغيرت حياتهم بعدها، وقد تسبب عدم نهاية مسيرة القتال لديه بإحباط الكثيرين ممن عولوا عليه في لعب دور بالمساهمة في الحد من العنف.
حفر “الساروت” قبره بأغانيه وبندقيته، وكذلك فعل الكثيرون ممن حرضوا وساهموا في تزكية العنف ودعم السلاح والتسليح من أي طرف كان، بعضهم وصل إلى آخر العمر، وبعضهم في الطريق إليه عاجلاً أم آجلاً… إلا أن الفرق بين “الساروت” وبين أغلبهم أن أغانيه مازالت حاضرة لتكون إما محرضاً على “العنف والتكفير” وإما “رادعاً” لمن يعتبر من التجربة.
محطات في حياة “عبد الباسط ساروت”
من مواليد حمص 1992
حارس سابق لمنتخب سوريا ونادي الكرامة الحمصي
قدم مجموعة من الأغاني التي شجعت الصراع في سوريا… وأبرزها أغنية “بالذبح جيناكم”
قائد كتيبة شهداء البياضة سابقاً
خرج من حمص عام 2014 بالباصات الخضراء ضمن اتفاق تسوية
انضم إلى جيش العزة في إدلب 2017 مع 200 مقاتل
آخر ظهور مصر له كان قبل أيام وهو يتوعد الجيش السوري في معارك إدلب
لقي مصرعه في إدلب عام 2019 بعد مواجهات مع الجيش السوري
اقرأ أيضاً: حين قبَّل “الساروت” صديقه “العالمة”.. صورة تختصر الحنين إلى “سوريتنا”!