الرئيسيةسناك ساخن

سوريا: اتفاق إدلب يصطدم بعدم الثقة وسحب السلاح عائق أمام تطبيقه

“روسيا” تتهم “أمريكا” بصرف الاهتمام عن وجودها غير الشرعي في الشمال الشرقي السوري

سناك سوري – متابعة ضياء الصحناوي

بعد “هيئة تحرير الشام”، وحراس الدين”، أعلنت “الجبهة الوطنية للتحرير” أنها لن تسلم سلاحها في المنطقة المعزولة ما لم تتعهد “روسيا” بعدم الخيانة ونقض الاتفاق.

عدم الثقة هو العنوان الذي يمكن أن يلخص الأحداث في “إدلب” من كافة الأطراف، خاصة أن الاتفاق “الروسي التركي” يبدو مؤقتاً، وهشاً، وغير قادر على الصمود حتى موعد تنفيذه بحلول 15 تشرين أول القادم، والذي يهدف إلى خلق منطقة عازلة بين الفصائل والكتائب الاسلامية و”القوات الحكومية”.

فبعد “هيئة تحرير الشام” التي رفضت الاتفاق، وعدته “خيانة” من قبل “تركيا” كونه يركز على تسليم السلاح، أكد بيان صادر عن “حراس الدين” الفصيل المتشدد التابع لـ”القاعدة” عزمه البدء بالعمليات العسكرية ضد “القوات الحكومية” في “إدلب”، فيما برز موقف جديد وغير متوقع من “الجبهة الوطنية للتحرير” التي أسستها ودعمتها “تركيا” باعتبارها مشكلة من فصائل مسلحة “معتدلة”، مؤكدة في بيان لها أمس السبت عدم التخلي عن سلاحها، «وإنها لا تثق بـ “الروسي” الذي ثبت للجميع عدم احترامه لأي تعهدات أو اتفاقات سابقة بدعاوى وذرائع واهية». وأشارت إلى أنها على استعداد تام للتعاون مع “تركيا” من أجل إنجاح مسعاها لتجنيب المدنيين ويلات الحرب، لكنها ستبقى حذرة ومتيقظة لأي غدر، خصوصاً مع صدور تصريحات تدل على أن هذا الاتفاق مؤقت.

المتحدث باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب “ناجي المصطفى”، أوضح موقف “الجبهة” من موضوع سحب السلاح، قائلاً: «لا يوجد سحب سلاح من المنطقة التي تم الاتفاق عليها، إلا اذا تم التعهد من “روسيا” عن عدم الخيانة وشن المعركة على “إدلب”».

اقرأ أيضاً هيئة تحرير الشام ترفض اتفاق إدلب .. وتعتبره خيانة

وتبرز مشكلة “هيئة تحرير الشام” من جديد كطرف أساسي لتقويض الاتفاق “الروسي التركي” كونها تسيطر على مساحات واسعة من محافظة “إدلب”، وريف “حلب”، وقد فشلت “تركيا” بحلها، ومحاولة إقناعها بتسليم سلاحها، لتلجأ “تركيا” بحسب موقع “ميدل إيست أي” البريطاني إلى خطط لتفكيك “الهيئة” من الداخل كما قال مصدر أمني تركي، «من خلال تأليب الأطراف الموالية لها داخل الجبهة، على الأطراف المتشددة، وجعلهم يتقاتلون فيما بينهم، وفي حال فشل هذا الخيار، ستكون الخطة البديلة باستهدافها عبر تنفيذ عمليات عسكرية صغيرة ضدها، بالتعاون مع جماعات المعارضة المسلحة الأخرى».

والعملية التي ستقوم بها “المخابرات التركية” بحسب الموقع، تهدف إلى طرد “الهيئة” من النقاط الرئيسية التي تسيطر عليها، وخاصة الطرق الحيوية، وذلك من خلال شن معارك طاحنة بواسطة “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة كلياً من “تركيا”.

 وبرز اليوم تصريح “فاسيلي نيبيزيا” مندوب “روسيا” الدائم لدى “الأمم المتحدة” لإذاعة “موسكو” أن الحديث عن الكارثة الإنسانية في “إدلب” هدفه صرف الانتباه عن الحضور العسكري الأمريكي في “سوريا”.
“نيبيزيا” أكد أنه «عندما تعود “إدلب” إلى حضن “دمشق”، وهو أمر حتمي، ستكون “سوريا” محررة تقريباً من بؤر كبيرة للإرهابيين. وستبقى هناك منطقة الشمال الشرقي التي توجد فيها “قوات أمريكية”، وقاعدة “التنف” بصورة غير شرعية. ولن يبقى هناك أي شيء آخر للحديث عنه».

ومن هنا يبدو الاتفاق الذي حقن المزيد من الدماء السورية، مؤقتاً، وهشّاً، ولن يصمد طويلاً، على الرغم من الأحاديث المتوالية عن تسريح آلاف العناصر المدنية الموالية لـ”القوات الحكومية” لانتفاء الحاجة لها. غير أن جسور الثقة المعدومة، ومصالح الدول الكبرى، وتواجد الفصائل المدرجة على لائحة الإرهاب، ما زال يشي باحتمال اشتعال المعارك في أي لحظة.

اقرأ أيضاً الاتفاق على حدود المنطقة منزوعة السلاح في “إدلب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى