سوريا.. إعلاميات يشتكين من عدم تحقيق العدالة الجندرية
في العمل الصحفي تراجعت النمطية عن المهمات اليومية وبقي الاستبعاد من الإدارة
سناك سوري – لينا ديوب
أثار خبر مغادرة المحرر “حسين صقر” غرفة الأخبار السياسية في صحيفة الثورة الحكومية بعد أن عمل فيها لمدة عشرين عاماً استغراب زملاءه في العمل واتجه إلى دائرة العلوم والمجتمع كونه مهتم بمتابعة قضايا المرأة والأسرة.
يقول”صقر” في حديثه مع سناك سوري:«تركت ورائي فرصة أن أكون رئيساً لدائرة الأخبار السياسية وانتقلت لقسم المجتمع وهذا مايعتبره البعض أقل شأناً فهم يرون أن هذا القسم لايوازي الأقسام الأخرى في الصحيفة وتعمل فيه عادة الزميلات الإناث».
هنا يمكن السؤال عن استمرار التنميط بالعمل الصحفي، المرتبط قبلاً بغياب التوازن الجندري فيه سواء لجهة كتابة المادة الصحفية، أو الوصول إلى الإدارة وصنع القرار في المؤسسة الصحفية؟
اقرأ أيضاً:إلى متى نسمح للأعراف بالتحكم بحياة النساء؟ – لينا ديوب
تقول الصحفية “يسرى ديب” من جريدة تشرين الحكومية: «في الحقيقة لم أكن من الراغبات في الحصول على أي مناصب ضمن منظومة عملي الإعلامي، لأن طبيعة العمل الصحفي كانت الأمتع بالنسبة لي، شخصياً لا أشعر أن هنالك ما يقوم به الزملاء الذكور ويصعب على القيام به، وأرى أن هذا الأمر تقرره كثيراً مواصفات الشخص، أما بالنسبة للوصول إلى إدارة التحرير بالنسبة للصحفيات اختلف الامر بين رئيس تحرير وآخر، ففي حين كان هناك رئيس تحرير يقول لن أضع في هيئة التحرير أي كادر نسائي، هنالك من اعتمد في خياراته على العنصر النسائي، وهذا حال تشرين حالياً، حيث يوجد مديرتي تحرير».
السيدة بالإعلام منسية
مقابل وصول الصحفيات لهيئة التحرير في جريدة تشرين هناك إجحاف لدور وأحقية السيدة بأن تكون في أي موقع قرار في جريدة الثورة الحكومية حسب رأي سيدة صحفية فضلت عدم ذكر اسمها، وتضيف:« أثبتت النساء جدارة بأي مكان كانت فيه ولكن في بعض مؤسسات الإعلام السوري نجدها منسية ويتم تجاهلها رغم وجود كفاءات من حيث الخبرة والنزاهة ولديها معايير ومقومات تؤهلها لاستلام أي دائرة أو مهمة بالعمل الإعلامي ،وهذا جزء من كل أقصد اختيار الأشخاص لاستلام مراتب وظيفية مختلفة حيث تخضع بمجملها للمصالح والمحسوبيات وغيرها من المعايير البعيدة كل البعد عن المهنية وحاجة البلد خاصة بهذه الظروف».
اقرأ أيضاً:سوريا… الفجوة في سوق العمل والاختلال الجندري
تضيف زميلتها التي فضلت أيضاً عدم ذكر اسمها:«لا يمكننا القول إن هناك نمطية حسب الجندر بالمهمات الصحفية أو بأقسام التحرير، لكن التمييز واضح جداً بالوصول إلى الإدارة ومواقع صنع قرار المحتوى، حيث تغيب الصحفيات عن خمس مواقع هي حتى اليوم حكراً على الذكور، ثلاث مدراء تحرير وأميني تحرير، رغم كثرة النساء العددية المصحوبة بالتأهيل العلمي وسنوات الخدمة والكفاءة المهنية»، وتؤكد أن هذا ينعكس على المحتوى حيث نرى غياب أو تواتر قليل للمحتوى المتعلق بقضايا المرأة، وقد سبق تعيين مدير تحرير لموقع الثورة الالكتروني زميل إداري لم يعمل في أقسام التحرير إلا صورياً، مقابل استبعادنا نحن اللواتي نعمل ولسنوات طويلة في مختلف الأقسام».
رغم تراجع المهمات النمطية بالعمل الصحفي، لصالح عمل السيدات في جميع أقسام التحرير سواء اقتصاد أو سياسة أو شؤون محلية وتغطيات ميدانية، إلا أنهن مبعدات عن الإدارة الإعلامية، وبالتالي المحتوى الذي تقدمه المواد الصحفية يفتقر إلى التوازن الجندري، لأنه ينعكس غياباً لقضاياهن، وهذا يبدو مستغرباً بوجود مديرية خاصة في وزارة الاعلام من مهامها تحقيق العدالة الجندرية ونشر وعي لمناهضة التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي، فقد جرت العادة أن تعمد الجهة المسؤولة عن سياسة التحرير أن تضع كتاب أسلوب يكون بمثابة تحفيز للكتابة عن القضايا التي تهمها، أو المعنية بنشر الوعي حولها.
اقرأ أيضاً:حصتنا بالجنة.. الذكورية بالإدارة الإعلامية لا جندر ولا عدالة