شهدت عموم المحافظات أزمة نقل خانقة في سوريا. نتيجة إضراب غالبية السائقين عن العمل بعد رفع سعر المازوت لنحو 3 أضعاف من 700 إلى 2000 ليرة. دون صدور تعرفة نقل جديدة.
سناك سوري – مراسلون
في العاصمة دمشق رفع سائقو السرافيس الأجرة تلقائيا من 500 إلى 1000 ليرة. في وقت احتشد مواطنون كثر بانتظار وسائل النقل التي أحجم كثير منها عن العمل واختاروا التريث ريثما تصدر التسعيرة الجديدة.
«المهم نلاقي وسيلة توصلنا للجامعة» تقول زينا (21) عاماً وهي طالبة جامعية لسناك سوري. الشابة انتظرت لأكثر من ساعة صباح اليوم للوصول إلى كلية الهندسة الزراعية في منطقة مساكن برزة. واضطرت لدفع ألف ليرة سورية عوضاً عن التعرفة الرسمية (500) ليرة حتى تصل لجامعتها وتقدم امتحاناتها الجامعية.
المشهد تحت جسر الرئيس يختصر حال معظم المحافظات السورية. المواطنون المنتظرون المنتشرون على طول الأرصفة يكافحون مع سائقي السرافيس لقبول نقلهم إلى وجهاتهم. كذلك بالنسبة لسيارات الركاب التي ضاعفت أجرتها على الراكب الواحد باختلاف مكان الوجهة فالراكب من منطقة البرامكة إلى صحنايا صار يدفع عشرة آلاف ليرة سورية بينما كان يدفع مبلغ يتراوح 6-7 آلاف ليرة .
تسعيرة التكاسي تغيرت أيضاً بين ليلة وضحاها فالتوصيلة من باب توما إلى منطقة البرامكة صارت بحدود 25 ألف. ويختلف السعر باختلاف مزاج سائق التكاسي بينما كانت التكاسي تتقاضى بحدود 15 ألف ليرة سورية.
في الوقت ذاته تقاضى باص البرامكة للنقل الداخلي 1000 ليرة أجرة عوضاً عن 500 ليرة. وارتفعت أجور البولمان من اللاذقية إلى دمشق حتى 30 ألف ليرة. وكانت 14 ألف.
لا يبدو الحال بأفضل في ريف دمشق. إذ ارتفعت أجور سرافيس القطيفة دمشق من 2000 ليرة إلى ما بين 3500 وحتى 4000 ليرة حسب مزاج السائق. بانتظار التعرفة الجديدة.
بينما توقفت باصات جديدة عرطوز عن العمل بانتظار إصدار الأجرة الجديدة. ما تسبب بمعاناة كثيرة للطلاب والموظفين الذين لم يعرفوا كيف يصلون إلى أعمالهم.
الألف في اللاذقية ما بتعبي العين
بدورها كان لمحافظة اللاذقية حصتها من أزمة النقل في سوريا. ففي بعض الأرياف توقف السائقون عن العمل بانتظار الأجرة الجديدة. بينما من لم يتوقف عن العمل رفع الأجرة تلقائياً ضعفاً كاملاً. ففي قرية العيسوية، تقول ليليان لـ”سناك سوري” إن الأجرة كانت 950 ليرة. ارتفعت قبل أيام إلى 1500 ليرة واليوم باتت 3000 ليرة للراكب الواحد.
بينما تفضّل “مروة” القاطنة في قرية “الشبطلية” عدم إلقاء اللوم على سائقي السرافيس الذين تعطّلت مصالحهم ولم تعد الأجرة تفي بغرضها تجاه معيشتهم. معتبرة أن: «الشوفيرية مواطنين معترين متلنا وأكيد ما رح تكفيهم لا 500 ولا حتى 1000».
بدورها “فرح” تؤكّد أنها كانت تدفع (1000) ليرة سورية من “وادي قنديل” إلى اللاذقية فيما كانت التعرفة النظرية (700) ليرة. وتضيف: “اليوم دفعنا (2000) ليرة حتى قبل صدور التعرفة الجديدة”.
الحال أفضل نسبياً في مدينة (جبلة) فالسرافيس “كب” حسب تعبير “مجد” الذي أوضح أنّه دفع (2000) ليرة سورية للوصول إلى مدينة اللاذقية.
ومع الانعدام شبه التام للركاب القادرين على دفع أجرة التكاسي في اللاذقية. يرضى بعض السائقين ببقاء الأجرة ضمن الحدود المعقولة. حيث طلب سائق تكسي (4000) ليرة سورية من المحكمة إلى مركز خدمة المواطن. أما من مركز خدمة المواطن إلى الرمل الشمالي فالأجرة بلغت (8000) ليرة سورية. ومن الشبطلية إلى المدينة تضاعفت أجرة السائق لتصبح (6000) ليرة لراكب التاكسي سرفيس بعدما كانت (3000) ليرة، “ومو عاجبك لا تطلع” يقول السائقون.
شبه إضراب في حمص
حالة تخبّط كبيرة عاشها سكان مدينة حمص، مع إضراب وسائل النقل العامة من سرافيس وتكاسي عن العمل. بعد قرارات رفع أسعار المحروقات التي صدرت يوم أمس.
كنانة( ٢٨ عاماً) شابة تعمل في إحدى الشركات في حمص، انتظرت صباحاً لمدة تزيد عن نصف ساعة مع عدد من المواطنين لتستقل سرفيس نحو عملها. إلا أن سائقي السرافيس رفضوا التحرك لحين صدور تسعيرة جديدة، تكون منصفة لهم. توّج انتظار كنانة ومن معها بالفوز بمقعد في سرفيس بأجرة بلغت 700 ليرة سورية، بعد أن كانت البارحة 400 ليرة. بينما تقاضت بعض السرافيس أجرة 1000 ليرة للمسافة ذاتها.
أما التكاسي فمعظم سائقوها لم يعملوا اليوم بانتظار صدور النشرة الجديدة، فيما لم يجرؤ الشباب ممن استطعنا أخذ آرائهم في حمص اليوم على فتح باب تاكسي وسؤال صاحبها عن الأجرة.