سلمية تحتضن نازحي حلب .. الأهالي يفتحون بيوتهم ومبادرات تطوعية للمجتمع المدني
سلمية محطة النازحين الأولى .. ومشافيها أقرب نقطة لعلاج المصابين
شهدت مدينة “سلمية” تدفقاً للنازحين القادمين من “حلب” إثر سيطرة “جبهة النصرة” على المدينة التي خرج الآلاف من سكانها عبر طريق “خناصر” فكانت “سلمية” المحطة الأقرب على طريقهم.
سناك سوري _ خاص
واستضافت منازل أهالي “سلمية” ومراكز الإيواء المستحدثة فيها القادمين من “حلب” حيث تم تأمين أماكن للسكن ووجبات طعام وخدمات طبية ونفسية. في وقتٍ كانت فيه مشافي “سلمية” النقطة الطبية الأقرب للنازحين من “حلب” لإسعاف المصابين جراء الأحداث في “حلب”.
المجتمع المدني يساند النازحين
باشر المجتمع المدني في “سلمية” الاستعداد لاستقبال الوافدين، وقال المدير التنفيذي لمؤسسة “نحل” في “سلمية”. وقائد فريق ألوان التطوعي التابع لها “علي عرعور” بتصريح خاص لـ “سناك سوري”، «بدأنا على الفور بالقيام بواجبنا الإنساني. وتنسيق جهودنا مع شركاء لنا في مؤسسة الآغاخان والمجلس الإسماعيلي الأعلى، لإخلاء طلاب جامعة “حلب” وتأمين عودتهم إلى سلمية».
رافق ذلك نشر دعوات عامة لأهالي المدينة لاستضافة النازحين، حيث تم تأمين 20 منزلاً في الساعات الأولى. وارتفع العدد إلى 70 منزلاً خلال الأيام التالية. إضافة لاستضافة مركز “ألوان” ما يقارب 400 نازحاً ونازحة.
كما شملت الخطة توفير الملابس، الطعام، وشحن الهواتف المحمولة، وتم توزيع العائلات على منازل الأهالي. وفقاً لعدد أفراد كل عائلة، مع متابعة يومية لتوفير الاحتياجات الأساسية كالخبز ووجبات الطعام.
وأوضح “عرعور” أن العمل لم يقتصر على توفير المأكل والملبس، وكشف عن توفير كادر طبي لتقييم الحالة الصحية للنازحين. ونقل الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية إلى المشافي، وتوفير الأدوية اللازمة.
دعم نفسي للأطفال النازحين
أسفر الهجوم على “حلب” عن تهجير عائلات بأكملها، بمن فيهم أعداد كبيرة من الأطفال. ويشير “عرعور” إلى أن فريق “ألوان” التطوعي. الذي يضم حوالي 300 متطوع من مختلف الأعمار، قام بتوفير برامج دعم نفسي للأطفال. وأن المتطوعين مستمرون في عملهم لساعات متأخرة من الليل على مدار ستة أيام، وقد حظي الفريق بدعم كبير من المجتمع المحلي.
استجابة سريعة رغم التحديات
تميزت استجابة أهالي “سلمية” بسرعتها وتنظيمها وطابعها التطوعي، مع مراعاة عادات وتقاليد الوافدين. حسب وصف “عرعور” لسناك سوري.
وأشار الناشط المدني إلى وجود تحديات تواجه جهود فريقهم بالعموم، منها الوضع الاقتصادي للمتطوعين، وقلة المانحين للمشاريع، وغلاء آجار المركز. ونقص التمويل، ورغم ذلك، يطمحون لتوسيع نطاق عملهم الجاري على مساحات جغرافية أوسع. تشمل ريف مدينتهم، ودعم فئات جديدة من المحتاجين.
تجدر الإشارة إلى أن مئات آلاف النازحين خرجوا من “حلب” توجهوا إلى مدن سورية أخرى مثل “سلمية” “حماة”، “حمص”، “دمشق”، “الرقة”، “اللاذقية”، و”طرطوس”، أقام قسم منهم في مراكز إيواء، وآخرون لدى أقربائهم. ومنهم من تولى أهالي تلك المدن احتضانهم.