أخر الأخبارحكي شارع

سقط نظام الرعب ولم تسقط الأسماء الوهمية… مالذي يجبر سوريين على التخفي؟

مالذي يمنع سوريين من التخلي عن الأسماء المستعارة بعد سقوط النظام؟

سقط النظام بما يحمله من منظومة الرعب والخوف لكن لم تسقط معه الأسماء الوهمية والمستعارة التي كان السوريون يستعينون بها للتعبير على السوشيل ميديا خوفاً من القبضة الأمنية المرعبة.

سناك سوري _ دمشق

فهذه الفضاءات المفتوحة للتعبير عن الآراء، سرعان ما كانت تتحوّل إلى أدلّة على ارتكاب جريمة انتقاد النظام أو التعبير عن معارضته في عهد النظام البائد، في حين كانت وسائل التواصل الطريقة الأنجع لدى الناشطين في التواصل ونشر الآراء وحتى التنسيق للمظاهرات في المراحل المبكرة من عمر الثورة السورية.

سقط النظام وتنفس السوريين للحرية لأول مرة منذ عقود، إلا أن الأسماء المستعارة حافظت على حضورها في وسائل التواصل ما دفع سناك سوري لسؤال متابعيه عن السبب وراء ذلك.

يقول “نزيه” أن السبب لم يتغيّر لأن الوضع بقي على حاله والآن نتعامل مع المجهول المقنّع، الأمر الذي وافقه عليه “إبراهيم” بالقول أن المسؤول عن الأمن مقنّع فهل تظن أننا نشعر بالأمان؟.

ويمثّل التعليقان شريحةً لا تزال تحتفظ بهواجس أمنية خلال استخدامها لمنصات التواصل، وتضع اعتبارات أن هذه المواقع والصفحات مراقبة وتحسب الكلمة على كل شخص، فضلاً عن الإشارة إلى العناصر الملثّمين من “الأمن العام” الذين أثارت أقنعتهم غير المعتادة مخاوف عند البعض وتساؤلات عن سبب إخفاء وجوههم، لا سيما في ظل انتشار حالات لمسلحين يدّعون انتماءهم لـ”الأمن العام” ويرتكبون جرائم مثل السرقة والسطو.

التضليل باسم مستعار

علّق “أنس” على السبب قائلاً «نشر فتن… أخبار كاذبة… تحريض… علاك مصدي» وهو نوع من الحسابات التي تعمل على نشر الشائعات دون تدقيق سواءً عن حسن أو سوء نيّة، لكنها تتحوّل إلى أداة رئيسية في انتشار التضليل وحتى التحريض وخطاب الكراهية، ويتعمّد أصحابها استخدام أسماء وهمية لتجنّب المسؤولية عمّا ينشرون بما في ذلك الشتائم التي يوجّهونها لمن يخالفهم الرأي.

تعليقات المتابعين
تعليقات المتابعين

نوعية أخرى من الحسابات أشارت إليها “شيماء” وقالت أن أصحابها يخافون من أقاربهم، حيث يبدو أن أصحاب هذه الحسابات يخفون هويتهم الحقيقية بدايةً عن عوائلهم ومحيطهم الاجتماعي.

بينما لفت “حازم” إلى حسابات وهمية للعلاقات، وهو نوع منتشر عبر وسائل التواصل سواءً لخوض علاقات عاطفية أو توجيه رسائل تحرّش أو ابتزاز أو غيرها دون إظهار الهوية الحقيقية لصاحب الحساب.

وظائف جديدة للحسابات الوهمية في سوريا

وعلى عكس المتوقّع، وبدلاً من تراجع انتشار الحسابات الوهمية بعد سقوط النظام، فقد ظهرت لها وظائف جديدة مثل الحسابات التي تمارس المديح لطرف سياسي وهجوماً حادّاً ضدّه من طرف آخر، أو التي تدين بالولاء لشخص وتكيل لمن ينتقده تهم التشبيح والخيانة وحتى الكفر، أما أحدث الأنواع فهو “حزب منفي” الذي يلخّص نوعية جديدة من المستخدمين يعملون بشكل تلقائي على نفي الأخبار التي تتعارض مع أهوائهم السياسية ويعمدون إلى التشكيك بمصداقيتها بهدف دحض كل ما من شأنه القول أن فريقهم السياسي ارتكب خطأً.

تشكّل الحسابات الوهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حالة خاصة عند السوريين، الذين اعتاد كثيرون منهم منذ بداية انتشار الانترنت إلى استخدام أسماء وهمية حاملين هواجس ومخاوف دائمة رغم أنهم لم يقترفوا أي ذنب أو جريمة، وقد يبدو الأمر مستغرباً في بلدان أخرى اعتاد أهلها الحرية، في أن ينكر المرء هويته أو يكتب اسماً غير اسمه للتعبير عن رأيه وحتى عواطفه وتفضيلاته، وربما بمرور الوقت وشعور السوريين بالمزيد من الأمان تجاه حالة التعبير عن الرأي تتراجع تلك المخاوف وتنتهي وظائف المديح والتطبيل والـ”منفي” ويستعيد السوريون أسماءهم الصريحة.

زر الذهاب إلى الأعلى