استيقظت محسوبتكم صباح هذا اليوم، بدون أي هموم أو مشاكل أو منغصات. مثل أي مواطنة سورية أخرى وحتى مواطن. انتهت هموم حياتنا وبات البالميتو والهليون متوفران، ليس هذا فقط كذلك صلصات الطعام المختلفة مثل تلك الخاصة بالشواء والصويا وغيرها الكثير.
سناك سوري-رحاب تامر
كلا.. كلا، لم تنتهِ قائمة مفردات الرفاهية من حياتنا، كم سأكون سعيدة ومثلي أمهات كثر. حين نتناول علبة الكورن فليكس نضع القليل في زبدية نصب فوقها الحليب. وربما بعض الفواكه المجففة والمكسرات، ونمنحها لأطفالنا. كل الشكر لقرار الاستيراد الجديد، لأننا قبله لم نكن نجد زيت زيتون وزعتر لإطعام أطفالنا صباحاً. واليوم بات الكورن فليكس موجوداً.
الهوت دوغ أيضاً، واو، وأخيراً لن أحتار ماذا سأطبخ على الغداء، لأن ارتفاع ثمن الغذاء حرمني خياراتي. سأكتفي بتناول علبة هوت دوغ وأعدّ ساندويشات بالسمون قد أضيف عليها بعض المخللات والجبنة. يالسعادتي، لن أحتار أيضاً بموضوع العشاء وأقف عاجزة عن إطعام أطفالي. السلمون بات متوفراً، وأستطيع إعداد السوشي، يمي يمي، يا فرحتي.
أكاد أشعر أني أحلّق في السماء، وأخيراً الكاليماري وصل، وصل الكاليماري يا جماعة. لكني محتارة، هل أصنع منه طبق محشي أو حلقات مقلية. أحياناً كثرة الخيارات تحيّر تماماً كما تحيّر قلتها أو ندرتها.
الروبيان والقريدس أيضاً، كذلك الهوت شوكليت، حقاً أنا على بعد مسافة قصيرة جداً من الموت اختناقاً بالسعادة. هل سنتوقف عن تناول البطاطا المسلوقة أخيراً، وإنهاء التذمر من تناول الشاي والزوفا.
فرحتي شبه كاملة، كانت ستكتمل بالتأكيد لو سمحوا باستيراد المعكرونة المحشية بالجبنة واللحمة. لأن ثمن الجبنة واللحمة هنا مرتفع للغاية. فربما تكون أقل ثمناً بحال استيرادها.
ستغيّر قائمة المستوردات الجديدة التي أقرها المركزي حياتنا للأفضل. “بالله توقفوا عن التذمر والشكوى”. أنتم لا تعلمون معنى أن يتواجد الهليون والبالميتو على موائدنا، بالميتو يا جماعة، هذا قلب النخيل، خلوهم ياكلوه بدل ما ياكلو قلوبنا.
