الرئيسيةشباب ومجتمع

زراعة القمح المروي بحدائق المنازل في السويداء تحقق اكتفاء ذاتي للأهالي

العودة إلى الماضي حين كانت الأسر الريفية تنتج حاجتها من القمح ومشتقاته

نجحت مساعي “خليل الباشا” 65 عاماً من أهالي قرية “لاهثة” شمال “السويداء”. في حثّ جيرانه على زراعة القمح المروي بالمساحات الصغيرة أمام منازلهم. وأثمرت الفكرة محصولاً يستعد الأهالي لحصاده اليوم، والحصول على كمية قمح تكفي احتياجاتهم أو جزء منها. دون الحاجة للشراء.

سناك سوري-رهان حبيب

يقول “الباشا” الذي درس في مدرسة زراعية وكان رئيس بلدية، لـ”سناك سوري”، إنه وبعد التقاعد ظلّ مهتماً بالعمل الزراعي. شأنه شأن غالبية أهالي الريف، وأضاف أنه نصح عدد من أهالي قريته بزراعة الأراضي المحيطة بالمنزل بالقمح. ولو كانت حدائق صغيرة وريّها بالمياه لضمان الحصول على كميات جيدة من القمح. تفي بمؤونة المنزل من البرغل أو الطحين لصناعة الخبز.

تأخرت الأمطار شهر شباط الفائت، وهو ما يعني أن محصول القمح مهدد. وفق “الباشا”، لافتاً أنهم اتفقوا على نثر البذور في حدائق منازلهم على أن يعتمدوا في سقايتها على مياه الشبكة.

وزرع “الباشا” نحو 25 متراً أمام منزله بالقمح، وأتت النتائج مرضية، حيث يستعد اليوم لحصاد المحصول. يضيف: «مياه الشبكة لدينا تعتمد على المياه الجوفية. لذا فإن وضع قريتنا أفضل بقليل من القرى المجاورة لناحية المياه. التي استخدمناها لري القمح في الفترة من كانون الثاني حتى بداية نيسان».

يقدرّ “الباشا” أن كل 25 متراً مزروعة بالقمح تنتج نحو 10 كيلو غرام من القمح. والتي يراها كمية جيدة تكفي احتياجات العائلة أو جزء منها. خصوصاً أنه يمكن الاستفادة من القشور “التبن” كعلف للحيوانات أيضاً، حيث يتم حصادها يدوياً بالطريقة التقليدية.

جدعان قرضاب بين محصول القمح

زراعة القمح تتوسع

بالقرب ” الباشا”، يتواجد جاره “جدعان قرضاب”، الذي زرع نحو 200 متر حول منزله بالقمح. وهو اليوم بدأ يخطط لمشروع آخر هو زراعة القمح المروي بين أشجار الزيتون في الأراضي الزراعية، التي تستفيد من مياه البئر.

يقول “قرضاب”، لـ”سناك سوري”، إنه وبسبب قلة المياه لم يتوسعوا بزراعة المحاصيل المروية. حيث أن منطقتهم تعتبر شحيحة بالأمطار عموماً وبالتالي فإن الزراعات البعلية مهددة دائماً.

يؤكد “قرضاب” أنه وبعد نجاح تجربة زراعة القمح المروي في حدائق المنازل. اتفق مع جيرانه على تكرار التجربة العام القادم بين أشجار الزيتون. علّهم يحصلون على كفايتهم من المادة دون الحاجة لشرائها.

بينما يقول جارهم الثالث “مرشد أبو أسعد”، إن ما ساعدهم في نجاح المحصول الصغير، الري على فترات متقطعة. حيث أن مياه الشبكة ليست غزيرة وقد تقلّ في بعض الأحيان، لكن الضخ ليلاً من الآبار ساعد الأهالي لإكمال مشروعهم الزراعي. الذي يهدف لدعم كفاية الأسرة من القمح ومنتجاته.

وتبعد قرية “لاهثة” نحو 35 كم عن مركز المدينة. وتطورت الزراعة فيها للعنب والزيتون بالاعتماد على الآبار الجوفية.

يذكر أن زراعة القمح وبأي كمية ممكنة تعتبر حلاً جيداً لغالبية الأسر. والعودة إلى الماضي، حين كانت العوائل الريفية تنتج حاجتها من القمح والبرغل والطحين بالاعتماد على زراعة القمح.

اسعد ابو مرشد من قرية لاهثة يستعد للحصاد

 

زر الذهاب إلى الأعلى