الرئيسيةيوميات مواطن

رُعب المصروف بدد فرحة عائلة سورية بدخول ابنها كلية الهندسة

هل على الفقراء التوقف عن حلم الدراسة والإلتفات للعمل فقط؟

في بلاد التعليم المجاني، وبينما ظهرت دموع الفرح على وجه جارتي، احتفاءً بابنها الذي أخبرها بقبوله بكلية الهندسة الميكانيكية في الجامعة بعد صدور المفاضلة أمس الأحد. كانت التعابير متضاربة على وجه زوجها، هل يحق له الفرح؟ أم سينساق بشعور العوز والحاجة؟

سناك سوري-رحاب تامر

جاري وجارتي إحدى العوائل السورية التي حطّت الحياة عليها، موظف درجة رابعة يعاني مشاكل في القلب. منعته من مزاولة أي عمل آخر، وزوجة تعمل بما يتيسر لها من أعمال زراعية موسمية، الدخل الشهري لا يكفي ثمن طعام. والديون تراكمت لدى السمان لتتجاوز الـ4 ملايين ليرة.

“الفرحة ما بتكمل”، قال جاري محاولاً إخفاء دموعه، فابنيه التوأم أحدهما حصل على فرصة دراسة الهندسة. والآخر لم يساعده مجموعه سوى على دراسة معهد في حمص. فكيف يمكن له تحمل تكاليف دراسة ابنين شابين، الأول على مقربة منه في اللاذقية لكن أجور الطريق ومصاريف الجامعة “تكسر الظهر”. والثاني سيضطر للدراسة في محافظة أخرى ما يعني تكاليف مضاعفة تشمل المسكن والطعام وغيرها.

الخيارات الصعبة ضاقت لدرجة خنق شعور فرح عائلة فقيرة الحال بابنها الذي قد يصبح “مهندساً”. خيّم الصمت قليلاً مبدداً الفرحة التي كانت تقفز من بين عيون الجميع قبل لحظات. لكنّ دموع الأم لم تتوقف، هذه المرة لم تكن دموع فرح!

على سيرة التعليم المجاني، ما هي فرص الفقراء بالدراسة والتحصيل العلمي؟ هل حقاً هناك أحد “فوق” يسمعنا حين نقول إن التعليم لم يعد مجانياً. لا يبدو كذلك إذ إنهم لا يوفرون فرصة للتصريح بأنه مجاني. رافضين فكرة الإلتفات “لتحت شوي”. فمن يصل علياءهم من الصعب عليه الإلتفات نحو القاع الذي يجمع معظمنا، إما بحثاً عن رغيف خبز، أو عن فرصة دراسة، أو حتى سفر.

زر الذهاب إلى الأعلى