“شمعون” تصدت للمهمة بغاية الحفاظ على اللون الفني السرياني
سناك سوري-عبد العظيم العبد الله
في العام 2013 وجدت “رمثا شمعون” ابنة مدينة “الحسكة” نفسها أمام مهمة صعبة، في قيادة فرقة “بارمايا” الفنية، بعد أن هاجر المدرب خارج البلاد، وهاجرت معه كوادر عديدة من الفرقة السورية.
تكمن أهمية فرقة “بارمايا” في كونها متخصة بالتراث السرياني، إضافة لاهتمامها بتراث الجزيرة السوريّة عموماً، وقد تألقت منذ تأسيسها كان لها مشاركات عالمية قبل أن تقع الحرب في سوريا وتنال حصتها من الضرر.
تقول “شمعون” لـ”سناك سوري”: «تصديت لقيادة الفرقة بغاية الحفاظ على اللون السرياني في المناسبات الفنية، هذا تراث سوري وعلينا حمايته».
نجحت “شمعون” في التغلب على معضلة هجرة الكوادر، أكبر المعضلات التي تواجه الفرقة، وبدأ القائمون عليها تأسيس أجيال جديدة بشكل مستمر، تضيف: «لدينا اليوم أربع فئات عمرية، تشارك جميعها في تأدية العروض الفنية».
القذائف كانت قريبة جداً
تأثير الحرب على الفرقة امتد أبعد من مشكلة هجرة كوادرها، كما تقول “شمعون” وتضيف: «عام 2017 لبينا دعوة المشاركة في مهرجان قوس قزح الفني بدمشق، سقطت قذيفة بجانب عناصر فرقتي، ما أدى لإصابة بعضنا بجروح مختلفة، أصعبها إصابة إحدى المتدربات وحتى اليوم نقوم بعلاجها داخل وخارج البلاد».
لم يستسلم عناصر الفرقة وكوادرها للحرب، وظلوا يشاركون في جميع المناسبات يقدمون لوناً تراثياً محبباً لدى شريحة واسعة من السوريين بالإضافة إلى تقديم «فقرات خاصة بتراث الجزيرة السورية بكل أطيافه، مع ارتداء الزي الخاص بكل لون، وعلى مستوى محافظة الحسكة».
لا ترفض فرقة “بارمايا” أي دعوة لأي جهة ترغب في التعرف على الفن الجزراوي التراثي من خلال فرقة “بارمايا”، ورغم ما يحمله الأمر من جهد إلا أن كوادر الفرقة يعتبرون أنها رسالتهم التي لابد من إيصالها.
بداية “شمعون” مع الفرقة
“شمعون” التي تدير الفرقة اليوم بشكل ناجح، كانت قد دخلتها عندما كان عمرها 10 سنوات فقط، كما تقول مضيفة: «انتسبتُ إلى الفرقة كراقصة في بداية الأمر، ثم مع الرقص الغناء ولاحقاً المشاركة في أمسيات تراثيّة، كان التدريب يستغرق من وقتي أكثر من سبع ساعات يومياً».
وشاركت بعشرات المهرجانات الفنية، وحصدت مع الفرقة عدة جوائز ومراكز أولى على مستوى القطر، وانتقلت لاحقاً للمشاركة خارج البلاد في “قطر” و”لبنان” و”قبرص”، وبعد فترة قصيرة كمتدربة انتقلت للعمل في الفرقة كمساعدة مدرب، إذ أن العمل الدؤوب ساعدها بخطواتها الكبيرة داخل الفرقة، كما تقول.
فرقة “بارمايا” التي تم إنشائها عام 2004 تحت مسمى فرقة “الرها”، قبل أن يتغير الاسم إلى “بارمايا” عام 2009، تحضر في مختلف المناسبات والمهرجانات في مدينة “القامشلي”، مع مديرتها اللطيفة “رمثا” التي تحرص أن تحجز مكاناً جميلاً للفرقة بالعمل الدؤوب والفن التراثي الجميل.
اقرأ أيضاً: الكنيسة تزين “القامشلي” بمناسبة شهر رمضان المبارك