رغم إعلان فتحه .. طريق دمشق السويداء فارغ من المسافرين والحركة التجارية
ما سبب استمرار توقّف الطريق؟ وهل يكفي فتحه لإنهاء معاناة أهالي السويداء؟

لا يزال طريق “السويداء-دمشق” متوقفاً عن حركة المرور بعد قرابة شهرين من انقطاعه بسبب الأحداث الأمنية ورغم إعلان وزارة الداخلية الأربعاء الماضي استكمالها للخطوات الأخيرة لتأمينه.
سناك سوري _ متابعات
وقالت الوزارة أنها استكملت تأمين الطريق تمهيداً لفتحه أمام حركة النقل والتجارة، مؤكدة التزامها بتلبية احتياجات أهالي السويداء وضمان حرية التنقل وتجاوز آثار الأزمة على حد تعبيرها، مشددة على استمرار جهودها حتى ضمان بقاء الطريق مؤمّناً وآمناً أمام المواطنين وحركة التجارة وفقاً للبيان.
ما سبب توقف الطريق رغم إعلان فتحه؟
في حين تتضارب الأنباء حول أسباب استمرار توقف الطريق رغم إعلان فتحه، وتتغير بحسب الموقف السياسي من الأحداث الأخيرة، حيث ينقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مصادر لم يسمّها في المحافظة أن شركات النقل تلقّت إنذاراً من الفصائل المحلية في “السويداء” بعدم نقل المسافرين من وإلى دمشق، بذريعة عدم تكرار حالات الخطف أو تجدد التوترات خاصة في منطقة “المطلة” التي تسكنها غالبية من البدو.
وتقول المصادر إن حركة السفر على طريق “دمشق السويداء” مصرّح بها فقط للحالات الإنسانية خاصة مرضى السرطان والكلى، حيث جرى نقل أكثر من 30 مريض سرطان و20 مريض كلية إلى مشافي دمشق، بمساعدة فرق الهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية العاملة في السويداء.
وقال المسؤول الإعلامي في الهلال الأحمر “عمر مالكي” إن فتح طريق السويداء دمشق سهّل الحركة أمام نقل الإمدادات من قبل المنظمات الإنسانية ونقل المرضى إلى العاصمة.
وقالت وكالة سانا الرسمية أمس أن قافلتين إحداهما تجارية والأخرى تحمل مساعدات إنسانية دخلتا أمس إلى المحافظة عبر طريق “دمشق” بإشراف الهلال الأحمر، وذلك بعد إدخال أول قافلة مساعدات عبر الطريق ذاته يوم الخميس الماضي، بعد أن كانت المساعدات تدخل من معبري “بصرى الشام” و”بصرى الحرير”.
في المقابل، يقول موقع “السويداء 24” أن المحافظة لا تزال تعتمد بشكل رئيسي على المساعدات الإغاثية، بينما يبقى دخول القوافل التجارية محدوداً جداً، بينما شهدت أسعار الفروج والخضار والفواكه زيادات ملحوظة يعزوها التجار إلى شحّ دخول المواد وفرض رسوم إضافية على الشاحنات التي يسمح لها بالعبور.
كما يشهد واقع المحروقات شحّاً كبيراً حيث تدخل كميات من الغاز والمازوت لتشغيل المرافق الأساسية فقط، ما أوصل سعر ليتر البنزين إن وجد إلى 75 ألف ليرة، فضلاً عن نقص المياه التي وصل سعر النقلة الواحدة منها إلى 350 ألف ليرة، إضافة إلى استمرار انقطاع الكهرباء كلياً منذ الأمس نتيجة عمل تخريبي على خطوط الطاقة.
وبحسب الموقع ذاته، فإن طريق “دمشق – السويداء” تحوّل إلى ممر إنساني تدخل عبره المساعدات الإنسانية حصراً، دون أي انسياب للتجارة أو حركة طبيعية للسكان.
المعطيات من كافة الأطراف إذن تشير إلى استمرار انقطاع الطريق رغم إعلان فتحه من قبل الحكومة، واقتصار الحركة فيه على إدخال المساعدات الإنسانية وقافلة تجارية واحدة، ما يعني استمرار المعاناة داخل “السويداء” من نقص البضائع وشحّ المواد الأساسية.
ولا يبدو أن الأمر كان متوقفاً على إعلان فتح الطريق، بقدر ما يحتاج إلى التوصل لاتفاق يعالج هذه الأزمة ويمنح ضماناً بالأمان لكل من يريد أن يتجه من وإلى “السويداء” بأنه لن يتعرّض لخطف أو قتل من أي جهة، ويعيد حقيقةً فتح كل الطرق والصلات بين “السويداء” و”دمشق”.