أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخن

رصاص في الليل وقلق في الصباح.. ماذا حدث في جرمانا؟

أصوات الرصاص تعيد ذكريات الحرب والأهالي بين الخوف والترقب

عاد الهدوء الحذر إلى مدينة “جرمانا” بريف دمشق، صباح اليوم الأحد، بعد ليلة عصيبة عاشها الأهالي، أعادت إليهم ذكريات الحرب وويلاتها.

سناك سوري-خاص

بدأ الأمر بعد الخامسة من مساء أمس بقليل، بحسب ما قالت ابنة مدينة “جرمانا” الصحفية “ريم بدرة” لـ”سناك سوري”، وأضافت أنهم بدأوا بسماع أصوات الرصاص، تبعها لاحقاً شائعة مفادها أن ما يجري عبارة عن تجريب لأنواع جديدة من الأسلحة خارج المدينة على أطرافها ولا شيء يدعو للقلق.

لاحقاً وبعد نحو الساعة تحديداً عند السادسة مساء، بدأت أصوات الاشتباكات تُسمع في جميع أنحاء المدينة بقوة واستمرت قرابة الساعتين قبل أن تهدأ وتستمر بشكل متقطع حتى الـ11 مساء، تقول “ريم”، وتضيف أنها شاهدت تراكض عدة نساء في الحارة محاولات الوصول إلى منازلهنّ خوفاً، بينما بدأ أصحاب المحال التجارية بإغلاق محالهم على عجل.

شاهدتُ تراكض عدة نساء في الحارة محاولات الوصول إلى منازلهنّ خوفاً، بينما بدأ أصحاب المحال التجارية بإغلاق محالهم على عجل. ريم بدرة – صحفية من أهالي جرمانا

«لم أعد أعرف أخاف على من، على أخي الذي يعيش مع عائلته قرب بساتين جرمانا، أم على عمي الذي يعيش في منزل وسط الاشتباكات، لم أستطع أن أهدأ حتى تمكن شقيقي وعمي من الخروج مع عائلتيهما بسلام»، تقول “ريم” التي تأمل أن يكون اليوم أفضل من البارحة، مشيرة أن الأصوات المخيفة أعادت إليها ذكريات الاشتباكات والطائرات الحربية، وما زاد في خوفها خطاب السوشيل ميديا والتجييش الخطير والذي ترى فيه أخطر من الرصاص.

تختم “ريم”: «نحن ما طلبنا حماية من حدا، ولا بدنا حماية حدا نحن عايشين بدولتنا وبأرضنا، وبدنا سوريا واحدة موحدة جامعة لكل السوريين».

صباح اليوم يبدو الوضع مختلفاً لناحية الاشتباكات، فالهدوء الحذر سائد، لكن كثير من المحلات التجارية مغلقة، ومدارس خاصة أعلنت اليوم عطلة بسبب الأوضاع الأمنية وحرصاً على سلامة الطلاب كما جاء في نص الإعلان عبر الفيسبوك، بينما استمرت المدارس الحكومية بالعمل كالمعتاد، وبحسب “ريم” فإن عدداً من الأهالي فضلوا عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس اليوم.

جرمانا صباح اليوم الأحد

التوتر منذ السبت

وبدأ التوتر في المدينة منذ أول أمس السبت، على خلفية اشتباكات بين مسلحين وبين قوات الأمن، وقال مدير مديرية أمن ريف “دمشق”، المقدم “حسان طحان” وفق ما نقلت عنه صفحة وزارة الداخلية، إنه وخلال دخول عناصر تابعة للوزارة لجرمانا بهدف زيارة أقاربهم مساء أمس، «تم إيقافهم عند حاجز يتبع لما يُعرف بدرع جرمانا ومنعهم من الدخول بسلاحهم وبعد تسليم أسلحتهم لعناصر الحاجز تعرضوا للضرب والشتائم من قبل عناصر الحاجز قبل أن يتم استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر».

وأضاف “طحان”: «على خلفية حادثة إطلاق النار استشهد أحد العناصر على الفور فيما أصيب آخر وتم خطفه من قبل عناصر الحاجز أعقب ذلك هجوم على قسم الشرطة في المدينة حيث تم طرد عناصر القسم وسط إطلاق الشتائم بحقهم وسلب أسلحتهم ورغم إنكار درع جرمانا في البداية احتجاز العنصر المخطوف إلا أنه تم تسليمه لاحقاً بعد التواصل مع الوجهاء».

وأكد “طحان” مواصلة العمل بالتعاون مع وجهاء المدينة لملاحقة جميع المتورطين في حادثة إطلاق النيران، وإعادة العناصر الشرطية إلى القسم المعني.

طحان: مواصلة العمل بالتعاون مع وجهاء المدينة لملاحقة جميع المتورطين في حادثة إطلاق النيران، وإعادة العناصر الشرطية إلى القسم المعني.

بالتزامن مع التوترات الأمنية، وصل الشيخ “ليث البلعوس” إلى جرمانا، بهدف إنهاء التوترات الأمنية وفق ما ذكرت صفحة “السويداء 24″، في وقت نقلت الصفحة بياناً منسوباً إلى مشايخ المدينة، جاء فيه: «نتشارك واياكم المصاب الجلل الذي وقع ليلة أمس في مدينة جرمانا والذي أودى بحياة أحمد ديب الخطيب وإصابة شخصين آخرين على يد مجموعة غوغائية غير منضبطة لا تنتمي إلى عرفنا ولا إلى عاداتنا أو تقاليدنا المعروفة».

وأضاف البيان: «نطلب الرحمة لروح الفقيد الذي نعده واحداً من أبنائنا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ونؤكد اننا لن نتساهل في كشف ملابسات وفاته وتسليم الفاعلين كائنا من كانوا الى العدالة لينالوا جزائهم العادل، حيث ان هذا الحادث الأليِم قد المنا مثلما الم اهل الفقيد وذويه، ولن نسمح للتصرفات الفردية في ان تسيء لانتمائنا وعلاقاتنا مع جوارنا في الغوطة ودمشق وعموم اهل وطننا السوري».

وبحسب البيان، فإنه تم رفع الغطاء عن جميع الخارجين عن القانون، والعمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا بأسرع وقت، وأكد أن “جرمانا”، لم تكن يوماً إلا جزءاً من غوطة دمشق ولن يكون لها في أي يوم آخر سوى العمق الدمشقي والسوري.

كذلك «أكد المجتمعون على أننا كنا ولم نزل جزءا أصيلاً من هذه البلاد لم نهن أو ننهزم ولذا نرى أنه من الضرورة محاسبة جميع الأفراد والجهات التي تسعى إلى بث الفتنة والتفرقة وتأجيج الخلافات أو الارتهان الى أجندات معادية وعدم السماح لاي كان ببث الشقاق بين مكونات الوطن الواحد».

كنا ولم نزل جزءا أصيلاً من هذه البلاد لم نهن او ننهزم ولذا نرى أنه من الضرورة محاسبة جميع الأفراد والجهات التي تسعى إلى بث الفتنة والتفرقة من بيان منسوب إلى وجهاء جرمانا

وطالب البيان الجهات المعنية بفتح تحقيق رسمي بملابسات الحادث الذي وقع في قسم شرطة الصالحية وما تضمنه من إساءة في التعامل وإطلاق النار على أشخاص مكلفين بالتواصل مع ضباط القسم لحل مشكلة وقعت سابقاً في جرمانا.

زر الذهاب إلى الأعلى