
بالصوت والصورة: الفساد في السجل المدني بالقامشلي..
سناك سوري-آزاد عيسى
ألقى فرع الأمن الجنائي في “القامشلي” القبض على موظف في السجل المدني بنهمة سرقة ختم مديرة السجل وتزوير أوراق رسمية، بالتعاون مع سماسرة خارج الدائرة الحكومية بعد أن أوقع بهم مواطن عادي بواسطة هاتف محمول.
وبدأت القصة بحسب رواية أحد أبناء “القامشلي” لـ “سناك سوري” عندما توجّه الحاج “حمّاد ح” إلى السجل المدني بهدف الحصول على إخراج قيد فردي من أجل الوظيفة، غير أن مديرة السجل اعتذرت عن منحه ختم الدائرة، واعتبرتها مخالفة للأنظمة والقوانين.
إقرأ أيضاً: عصابة تزوير في دمشق متخصصة بـ “شعب التجنيد”
وفي اليوم التالي قرر أحد أبناء “حمّاد” كشف حقيقة الأمر في الدائرة الرسمية، حسب وصفه، خصوصاً وأن الوثيقة التي يحتاجها والده طبيعية جداً ولا مخالفة فيها، وقال في نفسه: «عليّ وعلى السجل المدني»، وأضاف لـ “سناك سوري”: «الوثيقة التي طلبها الوالد، تمنح بسهولة، لكن عندما رفض المعنيون منحها، تطلّب مني الأمر القيام بما يلزم، وعلى طريقتهم، بعد أن تبين لي أن تلك الوثيقة تمنح (من تحت الطاولة) مقابل مبلغ مالي ولأن والدي لم يعطيهم النقود لم يعطوها له، لذلك انطلقتُ باكراً إلى أحد السماسرة المنتشرين في حرم السجل المدني، فاوضته على المبلغ المستحق مقابل الوثيقة، وقام بإحضارها بسرعة، وأخبرني أن المبلغ يتم تقسيمه مناصفة مع الموظف، وقد جرت مراسم الاستلام والتسليم، والكاميرا السرية أدت المهمّة بالتسجيل صوتاً وصورة دون أن يشعر بها، حيث توجهت على الفور إلى فرع الأمن الجنائي للشكوى».
في التحقيقات التي تابعها سناك سوري عن قرب، تمّ استدعاء المديرة (صاحبة الختم)، وتبين عدم علمها بعمليات الفساد الجارية في مديريتها، حيث يتم منح الوثائق مستغلين تكرر غيابها عن الدائرة بسبب جولاتها الميدانية في المحافظة، حيث استثمروا وجود الختم الرسمي في مكتبها واستخدموه للحصول على الرشاوى.
وهكذا تمّ إلقاء القبض على الموظف الذي امتهن عملية التنسيق مع السماسرة، وأحيل إلى القضاء برفقة السمسار، علماً أن الأمن الجنائي قام بإغلاق السجل المدني لأكثر من ساعتين بشكل كامل، وتم بالتوازي منع أي سمسار الاقتراب من حرم السجل المدني.
الجدير ذكره أن المحافظ تحفظ على الفيديو ومنع انتشاره أو عرضه على وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً: مفارقة مضحكة.. التزوير يصل لـ “ذقن” وزارة التجارة الداخلية!