رسائل إيرانية تتمسّك بدمشق … وخجل عربي من استعادة العلاقات
ماذا قدّم العرب لاستعادة دمشق وإبعادها عن طهران؟
سناك سوري _ زياد محسن
بدت الرسالة التي حملتها زيارة وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” إلى “دمشق” أمس قادماً من “العراق” بعد مشاركته في “قمة بغداد للتعاون والشراكة” واضحة.
وإذا كانت دعوة “سوريا” للمشاركة في المؤتمر قد شكّلت حرجاً للمسؤولين العراقيين نظراً لحضور زعماء دولٍ لا تزال علاقاتها مقطوعة مع “سوريا”، فإن “عبد اللهيان” لم يجد حرجاً من التصريح خلال المؤتمر بأنه كان ينبغي توجيه الدعوة لـ”سوريا” لكونها أحد جيران “العراق” المهمين مؤكداً أنه سيبحث مع القيادة السورية نتائج المؤتمر.
ومقابل الموقف الإيراني الواضح المعالم في دعم “دمشق”، فإن الموقف العربي لا يزال متردداً، حيث وجّهت أمس انتقادات للأمين العام للجامعة العربية “أحمد أبو الغيط” الذي ألقى كلمة خلال المؤتمر حرص فيها على عدم ذكر اسم “سوريا” في حديثه عن “مكافحة الإرهاب” وقد فسّر البعض ذلك بأنه مراعاة لحضور الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” الذي لا يخفي موقفه من “دمشق” لكنه أيضاً لا يمكنه إنكار دورها في مواجهة تنظيمات مصنّفة إرهابية على القوائم الدولية مثل “داعش” و “النصرة”.
قبل أشهر وحين سرت أنباءٌ عن مساعٍ لإعادة العلاقات السورية السعودية، لا سيما مع زيارة وزير السياحة السوري “محمد رامي مرتيني” إلى “الرياض” في أيار الماضي، كأول وزير سوري يزور المملكة منذ بداية الأزمة عام 2011، كانت التحليلات تتجه إلى أن الدول العربية تريد استعادة “دمشق” إلى الحضن العربي وإبعادها عن حليفها الإيراني.
اقرأ أيضاً:المقداد يعلق على زيارة زميله وزير السياحة إلى السعودية
لكن السؤال الذي يطرح نفسه حينها، بأي مقابل تريد الدول العربية أو الخليجية تحديداً أن تحقق ذلك الهدف؟ وما الذي سيدفع “دمشق” للتخلي عن “طهران” التي ساندتها طوال سنوات الحرب مقابل إحياء علاقاتها مع عواصم طالما اتهمتها بالعداء لها؟ وهنا تصبح الإجابة العربية غامضة.
على أن السيناريو الأمثل بالنسبة للحكومة السورية كما بدا تاريخياً، يكمن في تحسّن العلاقات العربية الإيرانية، لتحقق “دمشق” توازناً في علاقاتها بين حلفائها في “طهران” من جهة وأشقائها في عواصم الخليج، “الرياض” تحديداً، من جهة أخرى.
اقرأ أيضاً:بدون دمشق … ما هو مشروع الشام الجديد؟
من جانب آخر، عقدت “مصر” و”الأردن” و”العراق” مؤخراً، تحالفاً اقتصادياً تحت عنوان “الشام الجديد” والذي تضمّن بشكل أساسي مدّ خط للغاز من “مصر” إلى “العراق” مروراً بـ”الأردن” والحديث غير الرسمي عن إمكانية توسيع التحالف لاحقاً ليشمل “سوريا”، فيما فتح باب جديد للغاز المصري يمرّ بـ”سوريا” بعد “الأردن” وصولاً إلى “لبنان” بعد حصول الحكومة اللبنانية على الموافقة الأمريكية من أنها لن تكون عرضةً للعقوبات، علماً أن هذا المشروع لم يبدأ بعد بانتظار تفاوض رسمي بين “لبنان” الذي يفتقد لحكومة وبين “سوريا” للتفاهم على تفاصيل التنفيذ.
خطوات عربية خجولة إذن تجاه “دمشق”، مقابل خطوات إيرانية متشبثة بالحليف السوري، تكشف عن قصور عربي في تحقيق هدف استعادة “سوريا” مع الأخذ بعين الاعتبار العقوبات الأمريكية ومدى ترابط المصالح الخليجية مع سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
اقرأ أيضاً:جوار العراق بلا سوريا … ومظاهرات ضد الفساد تهدد بالتصعيد