“ربيع الجباعي”.. لايحرق الخشب بل يعتق فيه النبيذ
“ربيع الجباعي” لا يشتري الشجرة إلا من صاحبها حتى لا يشجع على عمليات السرقة والتحطيب
سناك سوري – رهان حبيب
يرى “ربيع الجباعي” أن الخشب يمتلك روحاً، لذا يكره إتلافها أو حرقها، خصوصاً أنه يبدع منها براميل النبيذ المصنوعة من الخشب والتي يحتفظ بأسرار صناعتها التي توارثها من أجداده، كاشفاً سراً واحداً منها وهو استخدام خشب الجوز والبطم في صناعة البراميل.
يقول “ربيع” لـ”سناك سوري” الذي زاره في ورشته: «تعلمت الاستفادة من كل أنواع الخشب لصناعة مجسمات منمنمة مثل الصناديق والخيول والآلات الموسيقية وأشكال تزينية، كما أحفظ أي قطعة خشبية مهما كانت صغيرة للاستفادة منها».
ابن قرية” المجيمر” جنوب غرب “السويداء” دخل مجال حرفة النجارة بعد الإعدادية وسافر إلى عدة دول، عاد ليستقر في ورشته الخاصة، و بقيت الأخشاب بالنسبة له مادة ذات قيمة، يمكن نحتها بمختلف الطرق، وصناعة جمال من نوع خاص يصفه بالجمال الطبيعي غير القابل للتكرار.
اقرأ أيضاً: “بسام صيموعة” سائق تبرع بإيصال التلاميذ للمدرسة مقابل “ابتسامة صباح كل يوم”
اشتهر الشاب وهو من مواليد ١٩٨٢ في بداية عمله بنحت أخشاب الزيتون، وورّد إنتاجه للأسواق وحصل على دخل يكفي أسرته، يقول: «عملت في البداية في منشرتي الخاصة لإنتاج الأثاث المنزلي، لكن التعامل مع خشب الزيتون والجوز كان لغاية الاستفادة من القطع الصغيرة وتحويلها إلى عمل فني، سخرت له الأدوات والمعدات المطلوبة وقدمته لمتاجر تهتم بالقطع الفنية والتزينية وطورت أفكاري في هذا المجال وأسعى لعرضها في معرض متخصص لكن التجربة تحتاج لدعم مادي كبير».
طور “الجباعي” طرق العمل ليكون موافقاً للعصر من حيث استخدام الأخشاب في صناعة الطاولات الفاخرة، وأضاف مواد عصرية تجعله يلبي أذواق المستهلكين، يضيف: «تجربتي الجديدة كانت هذا العام تصنيع حوض مغسلة من خشب الجوز، صممتها وهي جاهزة للاستخدام واليوم طورت التجربة لصناعة مطبخ كامل من خشب الجوز الطبيعي».
موهبة الشاب الثلاثيني وهو أب لطفلة وحيدة تصطدم بغلاء أسعار الأخشاب وصعوبة الحصول عليها من مصادر مشروعة فهو مهتم جداً بالحصول على الشجرة المعمرة حصراً من صاحبها حتى لا يشجع على سرقتها كما يحدث خلال عمليات التحطيب.
يقول: «أعتمد أيضاً على بعض الأنواع المستوردة لأضمن استمرار العمل في ورشتي التي أقدم من خلالها تحفاً فنية جميلة أبيعها لتأمين مصدر عيش لأسرتي الصغيرة».
يحترم “جباعي” الخشب ويتعامل مع كل قطعة خشب على أنها مشروع تحفة فنية أو أنها ذات فائدة في صناعة برميل مثلاً، وربما هذا الاحترام والتقدير للخشب جعله يحسن إخراج أفضل مالديه، فأصبح واحداً من أبرز مطوعي الخشب ومحوليه إلى قطع فنية وأدوات منزلية أو وسائل استخدام ذات فائدة حياتية.
اقرأ أيضاً: “روز الريشاني” تُرضي شغفها باستنطاق كبار السن: كي لا تذهب قصصهم أدراج الذاكرة