رائد زاهر..مدير مدرسة في سوريا يصنع مقاعد للطلاب بيديه
رائد زاهر.. مدير مدرسة فكر خارج الصندوق ولم يتذرع بالظروف لإهمال واجباته
فكّر مدير مدرسة “حافظ ابراهيم” للتعليم الأساسي في دمشق، “رائد زاهر”، خارج الصندوق وعمل بيده لإنجاز 70 مقعداً دراسياً. في محاولة لتغطية النقص بعدد المقاعد الدراسية قياساً بكثافة الطلاب.
سناك سوري-حلا علي
بدأت الحكاية حين طلب “زاهر” من مديرية التربية إصلاح المقاعد نتيجة كثافة الطلاب والحاجة لمقاعد إضافية. لترسل التربية ورشة ساهمت بتصليح 50 مقعداً لكنها لم تكن كافية. فطرح مدير المدرسة مبادرة تتضمن جمع تبرعات من أهالي الطلاب والمعلمين ومنه، وبالنقود التي جمعوها اشتروا ألواحاً خاصة وبدأوا بصنع المقاعد وإصلاحها.
وقال “زاهر” مدير المدرسة الواقعة في منطقة المزة 86، لـ”سناك سوري”، إن عدد الطلاب في المدرسة وصل هذا العام إلى 1600 طالباً وطالبة. بينما كان العام الماضي 1450 طالباً. ورجح “زاهر” أن يكون سبب ازدياد عدد الطلاب رفع أجور المدارس الخاصة لدرجة كبيرة هذا العام.
مدير مدرسة يقترح مبادرة تثمر إصلاح 70 مقعداً مدرسياً في دمشق.
هذا العدد الكبير رتب عقبات كبيرة للمدرسة ومشاكل في توزيع الطلاب بالقاعات عامةً وضمن المقعد الواحد خاصةً. فالشعبة الواحدة تضم 40 طالب/ة مما إضطرهم للجلوس 4 طلاب في المقعد الواحد المصمم لطالبين فقط. وأشار الأستاذ “رائد” أن مدرسته تضم 40 قاعة صفيّة موزعة من الصف الأول للسادس.
رائد زاهر..مدير مدرسة في سوريا يصنع مقاعد للطلاب بيديه
وفي محاولة مبدئية للحد من هذا التضخم ضمن الموارد المتاحة تم التواصل مع مديرية التربية بدمشق التي قامت بدورها بإرسال ورشة إصلاح لإصلاح 50 مقعداً دراسياً، لكنَّ هذا الحل لم يفِ بالغرض المطلوب وهنا اقترح المدير جمع مبلغ من المال بالتعاون من ذوي الطلاب والكادر التدريسي لشراء ألواح خشبية وإعادة ترميم هياكل المقاعد القديمة.
سارع المدير والأهالي لإنشاء ورشة أنجزت 70 مقعداً ضمن أيام العطل الرسمية وزِعت على القاعات إضافةً لتركيب 14 سبورة.
هذه المبادرة لن تكون الأخيرة حيث قال مدير المدرسة، إنهم في المرحلة القادمة سيعملون على إنجاز 70 مقعداً إضافياً لتخديم صفّي الخامس والسادس.
تكريم مدير مدرسة في سوريا بعد صيانته مقاعد الطلاب بيديه
يذكر أن هذة المبادرة لم تكن الأولى لمدير المدرسة، ففي عام 2008 كلفته مديرية التربية بإدارة مدرسة “الشريف الإدريسي”، ليقوم بإصلاح سواعد الأبواب الخشبية للصفوف وألواح البلور والشبابيك وأبواب الألمنيوم. ومن بعدها مدرسة “المقداد بن عمرو الكندي” حيث قام بتأمين عدة خزانات للمياه أثناء أزمة المياة التي شهدتها دمشق سابقاً. أمّا في مدرسة خالد بنت الوليد تم تأمين حاجيات المدرسة من الكراسي وبعض الطاولات.
وكرمت وزارة التربية المدير “رائد زاهر”، مع مدير “الباسل” في حماة “فادي حمادة”، تقديراً لجهودهما في دعم البيئة المدرسية وطوعهما لإصلاح الأعطال في مدرستيهما. كما ذكرت الوزارة في صفحتها بالفيسبوك.
وتعتبر تجربة المديرين كافية لإثبات أن من يريد العمل وتحسين الواقع، قادر على ذلك متى توافرت الإرادة والرغبة، مهما كانت الظروف شديدة السوء.