الرئيسيةيوميات مواطن

رائد الريشاني.. البائع المتجول يعمل 12 ساعة ليربح ثمن وجبة الغداء

12 ساعة سيراً على الأقدام يجرّ عربته المتجولة.. رائد موظف حكومي بعمل ثانٍ

اختار البائع المتجول في السويداء “رائد الريشاني” العربة وسيلة لكسب رزق يضاف لراتبه المتواضع. يساعده على القيام بأعباء عائلة مؤلفة من سبعة أفراد.

سناك سوري-رهان حبيب

يقصد “الريشاني” ٥٠ عاماً سوق الخضار وسط المدينة في الصباح الباكر قادماً من منزله الكائن بقرية “بكا” 26 كم عن المدينة. ليحمل عربة الخس والبقدونس أو الفول والبازلاء وقد يختار المشمش أو الدراق حسب مواسم الخضار والفواكه. ليتجه إلى الأحياء البعيدة عن السوق ملبياً حاجة أهلها.

يقول البائع المتجول لـ”سناك سوري”، أنه يجد في التجول اليومي بعربته الذي يبدأ من الساعة السادسة حتى الخامسة أو السادسة مساءً خارج سوق الخضار. فرصة للربح رغم عناء الوصول فإن أهالي الأحياء البعيدة يحتاجون لهذا النوع من الخدمات والشراء من باب المنزل وفي ذلك رزقة جيدة لكن لا مرابح ثابتة كما يقول.

ويضيف “الريشاني” الذي يعمل لأكثر من 11 إلى 12 ساعة يومياً أحياناً. أن الحظ قد لا يحالفه دائماً، وأحياناً تبيت الخضار لديه فيبيعها باليوم التالي. بنصف ثمنها أو يرميها، ورغم ذلك لا يتوقف عن العمل وبالنسبة إليه فإن «خسارة يوم لا تعني الكسل وترك العمل». حيث أنه يمتلك عائلة كبيرة مؤلفة من زوجة وأطفال وشقيقته وجميعهم يحتاجون لتأمين المستلزمات الأساسية.

مقالات ذات صلة

أفكار كثيرة تشغل ذهن البائع المتجول في السويداء بين حارة وأخرى يلقي السلام على من يمر به ويجيب على أسئلة الزبائن. يدخل في حوار هذا غالي وهذا رخيص لكنه يعرف أن الزبون شريك، والعلاقة تبادلية عِمادها كلمة لطيفة وبيع بنور الله.

رغم ساعات العمل الطويلة خارج أيام المناوبات في وظيفته الحكومية. فإن الأرباح تعتبر بسيطة تبدأ من 20 ألف وربما تصل أحياناً إلى 30 أو 50 ألف. وهو مبلغ قد لا يكفي ثمن وجبة غداء إلا أنها تعين العائلة قليلاً.

يصادف “الريشاني” في عمله زملاء العمل يبيعهم ويسلم عليهم ولا يشعر بالحرج. لأنه يحترم مهنته التي تمكّنه وفق قوله من السعي لحياة كريمة، وكفاية أبنائه الأربعة ومنهم طلبة في المدارس والجامعات.

زر الذهاب إلى الأعلى