رائحة البهار سابقاً والزينة حالياً.. طقوس استقبال المولود الجديد تغيرت
كلفة زينة منزل يستقبل مولوداً جديداً تتراوح بين 25-100 ألف ليرة سورية
سناك سوري – رهان حبيب
كانت رائحة البهار قديماً، إحدى أهم العلامات لمن ولدت حديثاً، وليس الزينة على الأبواب والأدراج والشرفات، كما درج مؤخراً، تقول “الستينية “نهى أبو زهرة”، من بلدة “حوط” الجنوبية في “السويداء”، وتضيف لـ”سناك سوري” أن مظاهر الفرح بقدوم المولود الجديد، كانت بسيطة جداً، وأهمها مشروب البهار المؤلف من الزنجبيل والخولجان وجوزة الطيب والقرنفل والقرفة، الذي يقدم ساخناً مع الجوز للزوار المهنئين بالمولود الجديد.
كانت الأم في ذاك الزمن تتباهى بما خاطت مع أمها وحماتها من ألبسة بيضاء لطفلها، وما يسمى فستان وهو مفتوح من الأمام لسهولة التعامل مع الطفل، وقمصان من قماش ناعم يسمى الشاش، وكل ما يرتديه الطفل في أيامه الأولى حتى تطريز المخدة واللحاف من خياطتها أو خياطة الجدات والعمات والخالات وفق “أبو زهرة”، تضيف: «كل هذا تغير».
“أبو زهرة”، ماتزال محتفظة بألبسة ومخدة وسرير طفلها الأول منذ 36 عاماً، وتخبرنا أن ألبسة المولود التي تعرض بعد الولادة وتحضير المشروب والعناية بغذاء الطفل والأم وسرير المولود المزين بقماش أبيض مطرز كان الطقس الأهم للاحتفال، لكن مؤخراً ظهرت طقوس جديدة فيها تعبير آخر عن الفرح بإعداد زينة خاصة للمنزل تطلبها الأم، وفق جنس المولود لتكون حاضرة مع قدومه واستقبال المهنئين لتخرج من البساطة إلى أجواء جديدة مختلفة، تختم حديثها: «كلٌ يعيشها حسب رغبته».
اقرأ ايضاً: كيف كانت ملامح الحياة في حلب حين احتفلت برمضان قبل الحرب
طريقة جديدة
طريقة جيل “أبو زهرة”، في الاحتفال بالمولود الجديد تغيرت اليوم، وباتت تعتمد على مختصين بهذا النوع من الزينة، تنتشر أعمالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم الزبائن بالتوصية على ما يرغبون منها، كما فعلت “حنان” 38 عاماً التي رزقت مؤخراً بمولودة أنثى، وزينت المنزل باللون الزهري، من خلال إحدى المختصات بزينة المواليد الجدد، أعدت لها زينة للمنزل تستمر فترة الأربعين يوماً التي تتم فيها زيارة الأهل والأقارب والصديقات كما هي العادة.
تقول “حنان”: «زينت المنزل باللون الزهري استقبالاً لابنتي وجهزت كل ما حلمت به من تصاميم تعرفت عليها عبر الانترنت، ومن تجارب صديقات قبلي. بداية من المدخل حتى غرفة الاستقبال وغرفة النوم، لقد رزقت بولدين قبلها لكن قبل 17 سنة لم تكن هذه الطقوس متداولة هي أجواء جميلة فيها نكهة خاصة لأن كل أم تزين بطريقتها الخاصة».
تخبرنا “هبة أبو سعدى” خريجة صحافة وتدير ورشة لتصميم الهدايا وزينة المولود وأعياد الميلاد أنها لم تضطر لمساعدة أحد لتعد “زينة” منزلها بقدوم ابنتها “نالا” وأعدت تصاميمها الخاصة، وأن زينة استقبال مولود جديد تبدأ من زينة الباب الخارجي وتعليقة مكتوب عليها عبارة تعبر عن نوع الطفل بنت أو صبي بعدها زينة الطاولة والشموع بألوان وهناك خيارات كثيرة ومتعددة وكل أم حسب ذوقها، وطبعاً الإمكانيات المادية تلعب دوراً لأن الزينة مكلفة تبدأ من 25 ألف إلى 100 ألف أو أكثر، خاصة عندما تبالغ السيدات بالزينة وهذا موجود لكن في الغالب فإن الطقس مرتبط برغبة الأم والإمكانية المادية.
وتضيف: «كما نهتم أيضاً بتحضير صواني التوزيعات أو مجموعة من الهدايا البسيطة التي تحمل اسم الطفل وتاريخ ميلاده إضافة للشوكولاتة وأيضا هناك أشكال وخيارات كثيرة تخلق أجواء جميلة ومختلفة».
الطقوس اختلفت بشكل كبير حسب”أبو سعدى” وهناك أسر كثيرة أخذت تلجأ للتصوير لتوثيق الأيام الأولى لولادة الطفل من خلال جلسات تصوير، حيث تقوم بالمهمة شابات محترفات يصورن الأم والمولود، عرفت باسم جلسات تصوير توثق الحمل والأيام الأولى للمولود بطريقة حديثة جداً على المجتمع، الذي تفاعل مع الأمر باحثاً عن الفرح عندما يستطيع إليه سبيلا.
اقرأ أيضاً: سوريا… عروس بثوب زفاف لكن بلا عريس