رئيس الحكومة.. زميلي في المواطنة يزور محافظتي اللاذقية
زميلي في المواطنة، هل تعلم أننا هزمنا “الضبع” ومخاوفنا وبتنا نسير كل يوم عند الـ4 فجراً للحصول على رغيفنا؟!
سناك سوري-رحاب تامر
زميلي في المواطنة رئيس الحكومة “حسين عرنوس”، بالنظر إلى النشاط اللافت في شوارع “اللاذقية” أمس والنظافة غير المعهودة، وحاويات القمامة الفارغة على غير عادة، لم يكن صعباً التنبؤ بزيارة مسؤول قادم من “دمشق”، لذلك حين ترى المدينة على هذه الحال، لا تشّد كثيراً بجهود مسؤوليها.
على اعتبار أني لن أحظى بترف اللقاء بك، لأنه كما يبدو لا لقاء شعبي معك في المحافظة، قررت أن أكتب لك، بعضاً من لوحة الصمود والتصدي التي نعيشها في هذه المحافظة.
يبدأ الصباح يازميلي في المواطنة، غالباً عند الساعة الـ4 فجراً في رحلة السعي للحصول على رغيف الخبز، هل تعلّم أن سكان الأرياف هنا، تغلبوا على مخاوفهم من “الضبع” وباتوا يسيرون في مجموعات للحصول على الرغيف من الفرن كل يوم بمثل هذا التوقيت بغالبية القرى، فكما تعلم العقوبات “مالية البلد” ولا بنزين يشغل السيارات أو الدراجات النارية، وإن وجد فيتم ادخاره لرحلة أطول، أكاد أقسم لك أنه “ماعمنتذمر أبداً”، لكننا نريد منك “توجيه” المسؤولين بالمحافظة لابتكار آلية إيصال الخبز إلينا أو إيصالنا إليه، دون خوف من أن يداهمنا ذلك “الضبع” الإمبريالي.
العائد/ة من رحلة الحصول على الرغيف، من فئة الموظفين، سيكون عليهم البدء باستعدادات الوصول إلى مكان العمل، لا تحسبني أبالغ بقصة الاستعدادات التي توحي بأنهم ذاهبون للجبهة، هم وأنا منهم فعلاً ذاهبون لجبهة إيجاد ربع مقعد في وسيلة نقل، “وهاتي يانطرة”، باختصار “يلي فاق من الساعة 4 الصبح ليجيب الرغيف”، ربما يكبو عدة مرات على الطريق بانتظار السرفيس، حبذا لو توجه مسؤولي المحافظة بابتكار حلول لهذه المشكلة التي تسببت بها العقوبات الجائرة.
مأساة أخرى نواجهها في “عروس الساحل”، خصوصاً سكان الأرياف البعيدة، التي يضطر الموظف فيها لدفع مبلغ يومي لا يقل عن 1500 ليرة للوصول إلى دوامه الرسمي في المدينة، أي بمعدل نحو 40 ألف ليرة شهرياً، بينما لا يتجاوز الراتب في أحسن الأحوال الـ60 ألف ليرة، وإن كنت لن تزيد الرواتب، فأقله ساعد هذه الفئة في إيجاد حل، توجيه صغير بتخفيف الدوام قد يفي بالغرض، رغم أن الأمر لا يحتاج لأكثر من إحساس إنساني من قبل المدير، لكن من يدري علّ توجيهك يوقظ الإنسانية في ذلك المدير قليلاً.
حبذا لو تقم بزيارة سريعة لمكب البصة، الذي كان من المفترض أن يغلق نهائياً نهاية العام الفائت 2020، وتسألهم لماذا تأخر، وإن وضعوا العقوبات الغربية ذريعة، اسألهم ما دخل العقوبات بنزع القمامة، فنحن لا يردون علينا أبداً.
اقرأ أيضاً: وفد الوزراء الـ7 يلتقي الإعلاميين: الصحفي لايحتاج أي موافقة للتصوير
زميلي في المواطنة، لا أعلم إن كنت تستطيع حلّ مشكلة المياه لدينا، فنحن مازلنا منذ سنوات عديدة، نغرق بأمطار الشتاء ونشكو العطش صيفاً، لا أعلم إن كان توجيه صغير منك لمسؤولي المحافظة سيفي بالغرض، لكن لا بأس من التجريب.
بالنسبة للكهرباء، لا أعلم كيف نظام تقنينها حيث تسكن، ويخبرني أقارب لي في “دمشق” أنها تأتي 3 ساعات وتذهب مثلها، أود أن أخبرك أنها لدينا غير مضبوطة بنظام تقنين على الإطلاق، “كل ساعة وإلها ملائكتها”، لكن أؤكد لك أنها قبل يومين فقط كانت تأتي 45 دقيقة وتذهب 5 ساعات وربع، لا ضيّر من توجيه توجيه للمسؤولين عن كهربائنا!.
الغاز والبنزين أنت أدرى بوضعهما، في الحقيقة أنا متضامنة مع زوجتك التي لابد أنها مثلي، تركض لتلحق الطبخ على الطباخ الكهربائي توفيراً لجرة الغاز، التي باتت في نهاية حياتها وتوشك أن تلفظ آخر أنفاسها ربما نعلن الحداد مع فنجان القهوة القادم، أيضاً توجيه صغير لمسؤولي المحافظة لن يضرّ.
زميلي في المواطنة والصمود والتصدي، إن أخذوك بجولة على المناطق السياحية، تأكد بأننا لا نحلم بأكثر من النظر إليها عن طريق صور جولتك إن وجدت، ولا تصدق على الإطلاق ذلك الهراء المسمى “سياحة لذوي الدخل المحدود”، والراتب بيشهد، أن أكثر نزهة تستطيع هذه الفئة القيام بها هي نزهة البرندة مع حفنة بذر دوار الشمس لمرة واحدة شهرياً، لأن وقية البزر صارت بهديك الحسبة.
بالنسبة للغلاء، “ومالك عليي يمين”، طبختي يلي على الطباخ الكهربائي فيها “صحن لوبيا” صغير، كلّفني 5000 ليرة ثمن كيلو وربع لوبيا، وتقريباً 1500 ليرة زيت وثوم، وإذا حبينا نتفكهن قليلاً، واشترينا كيلو لبن ونص كيلو خيار لعمل سلطة لبن بخيار “حد صحن اللوبيا”، رح يكلف الغدا 8200 ليرة، وراتبي مع راتب زوجي لا يتجاوزان 100 ألف ليرة، طلب آخر لو توجههم بتخفيض سعر اللوبيا قليلاً، والخضراوات بشكل عام، بالنسبة للحمة، نحن شعب صامد صابر يقدّر حجم العقوبات ولن نطالب بتخفيض ثمنها، تكفينا البطاطا وما يشبهها.
زميلي في المواطنة والصمود والتصدي، في نهاية رسالتي هذه، أتمنى لك طيب الإقامة في المحافظة، التي لم يقم المسؤولون فيها بمنح مواطنيها الكهرباء 24 ساعة على 24 ساعة بمناسبة حضور مسؤول من “دمشق”، (متل ماكان الوضع بالسابق)، وهذا دليل على عمق أزمة الكهرباء من جهة، وتحول البلاد لمستوى جديد يصبح فيه رئيس الحكومة مواطناً عادياً…. ربما!.