أخر الأخبارإقرأ أيضاالرئيسيةتقاريريوميات مواطن

فانات دمشق طرطوس: أكثر من 2 مليون ليرة أتاوات يدفعها السائقون يومياً

من باب المنزل في طرطوس ينطلق “يامن علي” وحتى أقرب نقطة ممكنة إلى موقع عمله في “دمشق” مفضلاً الفانات الوسيلة للسفر رغم ضيق مقاعدها وغلاء تكلفتها.

سناك سوري – نورس علي

يقول “علي” لـ سناك سوري: «الفان يوفر الوقت الطويل الذي تستهلكه البولمانات خلال رحلتها التي تستمر قرابة 6 ساعات بسبب الحواجز. أما “الفان” شبه معفي من عمليات التدقيق الأمني في الغالب. حيث المسافرون فيه “عساكر وموظفين” لذلك يعبر عن طريق الحواجز العسكرية وبالتالي يصل خلال أربع ساعات على أبعد تقدير».

5000 ليرة يدفعها هذا الشاب وهو موظف في العاصمة وهو مبلغ كبير بالنسبة لموظف حكومي. مايدفعه للتقليل من عدد زياراته لأسرته. يقول:«في السابق كنت أزور أسرتي كل أسبوع بتكاليف بسيطة لا تتعدى 2000 ليرة شهرياً. أما الآن فالكلفة حوالي 20000 ليرة وراتبي حوالي 40000 ليرة فقط. لذلك قلصت عدد الزيارات إلى زيارة واحدة شهرياً أو كل شهرين».

اقرأ أيضاً: الحواجز تعيد الفروج إلى درعا … وأصحاب المداجن خائفون من الأمراض

والفانات وافد جديد إلى ساحة النقل السورية عمرها بدأ بعد عام من اندلاع الأزمة في البلاد. كان سعر الفان آنذاك قرابة مليون ونصف بينما وصل سعره اليوم إلى 10 ملايين نظراً للاقبال عليه.

ويعمل على خط دمشق طرطوس حالياً فانات كثيرة (أكثر من خمسين “فان”) بشكل علني. إلا أن عدد الفانات العاملة فعلياً تقدره مصادر سناك سوري بحوالي 400 فان تتنقل يومياً بين دمشق والساحل وبالعكس. لكنها تعمل سراً.

تعتمد هذه الفانات في عملها أساليب ملتوية يقول احد السائقين لـ سناك سوري (يفضل عدم ذكر اسمه):«نقوم بدفع الرشى لعناصر شرطة المرور حتى يسمحون لنا بالعمل. إضافة لدفع كراجية عن كل رحلة 3000 ليرة يأخذها شخص متنفذ سواء في اللاذقية أو طرطوس أو دمشق. والسائق الذي لا يدفع الكراجية لا يمكنه العمل. رغم أنها كراجية غير شرعية وتذهب إلى جيوب متنفذين متسلطين وليس إلى خزينة الدولة. ومع ذلك لا أحد منا يتجرأ على مواجهتهم فهم محميون جداً».

كل هذه المبالغ التي يدفعها سائق الفان يعوضها من الراكب الذي يدفع مكرهاً لأن البدائل ليست جيدة لا من حيث السرعة ولا من حيث السماح بالتدخين فالمدخن يفضل الفان على اعتبار أن التدخين مسموح ضمنه.

يدافع سائق الفان ذاته عن الأسعار التي يفرضها بالقول لـ سناك سوري: «الفان يعمل على البنزين ليس مثل البولمان الذي يعمل على المازوت ويتسع لـ 45 راكب ويجمع من كل رحلة 81 ألف ليرة سورية. بينما نحن مجموع الأجور 27500 ليرة سورية نقطتع منها الكراجية والبنزين والشرطي والصيانة ماذا يبقى لنا؟. هذا السعر الأنسب لنا والراكب الذي لا يرغب فليذهب إلى البولمان. أما الراكب الذي يرغب نحن نذهب إليه في منزله وننقله».

اقرأ ايضاً: لماذا طالب أهالي جنوب دمشق باستبدال قوات الدفاع الوطني؟

مدير التموين في طرطوس “زيد علي” أكد أن:«هذه السيارات ليس لها تسعيرة محددة. وتسعيرتها من قبل الوزارة حصرياً بكونها عاملة على خطوط خارجية. ولا تخضع لأي رقابة في عمليات النقل. خاصة وأنها لا تدخل الكراجات الرسمية. بل تتخذ من مواقع خاصة يحددها السائقون بين بعضهم. مواقف لهم يدركها أغلب المسافرين ويقصدونها».

باتت الفانات أمراً واقعاً شاء من شاء وأبى من أبى. وعندما نتحدث عن 400 فان عامل على خط دمشق الساحل فإننا نتحدث عن واقع واضح ولايمكن لأحد إنكاره. وهي تعمل تحت مرأى ومسمع من الجهات المعنية. لكن بقاء هذه الفانات دون تنظيم ودون رقابة. والسماح لبعض المتنفذين بالسيطرة على عملها وأخذ أتاوات منها هذا مالايمكن قبوله. فبدل أن تستفيد خزينة الدولة من هذه المبالغ يستفيد منها شخص واحد أو إثنين.

وإذا قلنا أن هناك 400 فان لكل واحد منهم رحلتان يومياً ذهاب وإياب فإن 800 & 3000 = 2400000. أي أن هذا المبلغ يومياُ يذهب إلى “جيوب” أشخاص بدل أن يذهب إلى خزينة الدولة. التي تحتاج كل قرش لتلبي احتياجات المواطنين في ظل هذه الظروف.

اقرأ ايضاً:  المنطقة الصناعية في طرطوس “غرقت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى