“دير الزور”.. المعوقات لا تلغي المنافسة فمن سيكون “الفلاح الأنشط”؟
نقص المازوت وقلة السماد وارتفاع ثمنه.. مشاكل يحاول فلاحو الدير التغلب عليها طمعاً بتحقيق موسم وفير ينعكس إيجاباً على البلاد
سناك سوري-فاروق المضحي
رغم كل العقبات والمشاكل التي تصادف عملهم، إلا أن فلاحي “دير الزور” لا يتوقفون عن المنافسة فيما بينهم على لقب “الفلاح الأنشط” أو “الفلاح الأكثر إنتاجاً”، وفق ما يؤكده الفلاح “صلاح الجاجان”.
يضيف “الجاجان” الذي ينحدر من مدينة “الميادين” لـ”سناك سوري” أن «المنافسة القوية فيما بيننا تدفعنا لمضاعفة الجهد والحصول على موسم وفير»(مالم تعاندهم الطبعية وجهات المعنية مثلاً).
يحظى الموسم الشتوي بأهمية كبيرة لدى فلاحي الدير، ربما يكون السبب أنه موسم القمح والشعير أحد أهم المحاصيل ليس في الدير وحدها بل في سوريا كلها، يقول “الجاجان”: «تبدأ التحضيرات منذ نهاية شهر أيلول عبر حارثة الأرض وتقسيمها لتكون مناسبة لزراعة القمح والشعير ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي بذر القمح بالأرض عبر بذارة ومن ثم تتم سقاية الأرض وبعد أن يبدأ النبات بالنمو يتم رشه بالسماد وتتابع العملية حتى نهاية الموسم التي تكون في أول شهر أيار موعد الحصاد».
يعد الأهالي للموسم الشتوي ضمن أجواء خاصة، بحسب حديث الحاجة “أم عمر مريم العبد الله” من سكان قرية “بقرص”، التي تقول لـ”سناك سوري”: «تقوم كل أسرة مع اقتراب الموسم بشحذ الهمم لدى أبنائها من أجل بدء العمل فتراهم خلية نحل كل يعرف دوره من رش الأرض بالبذار وحين ينتهون من عملهم لا يجلسون في المنزل بل يساعد كل جار جاره، في حالة اجتماعية رائعة اعتدناها منذ القدم».
اقرأ أيضاً: “دير الزور”.. حين تكون ابن المدينة التي تداويك باللسعات!
بعد قطف المحصول الشتوي الذي يعتمد عليه الأهالي اعتماداً كبيراً وقبل بيعه، تقوم الأسر بأخذ مؤونتها منه، وفق “أم عمر”، مضيفة أنهم يأخذون ما يكفيهم من القمح حتى الموسم المقبل، حيث يقومون بطحنه ليصبح صالحاً لصنع الخبز، بالإضافة للبرغل وغيره.
الفلاح “خلفان الإبراهيم” من قرية “بقرص”، يقول إن العودة الكبيرة للأهالي إلى قراهم بعد انتهاء المعارك، مهدت لعودة الزراعة إلى المحافظة التي لطالما اشتهرت بكونها من أهم المدن الزراعية في البلاد، مشيراً أن مساحة الأراضي المزروعة في “دير الزور” تجاوزت اليوم الـ11 ألف هكتار، منها 3700 هكتار في مناطق سيطرة الحكومة، وما تبقى تقع في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
يضيف لـ”سناك سوري”: «لزراعة الموسم الشتوي في دير الزور طريقتان الأولى عبر الاعتناء بالموسم وسقايته من نهر الفرات أو الآبار الارتوازية حتى يأتي موعد الحصاد، أما الطريقة الثانية فهي البعل أي الاعتماد على مياه الأمطار في سقاية الموسم وكلما كان موسم الشتاء سخيا ووفيرا بأمطاره كان المحصول أفضل وأجود».
يصطدم فلاحو “دير الزور” بعقبات كثيرة خلال سعيهم لزيادة إنتاج محاصيلهم الزراعية بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري من جهة وحتى على الاكتفاء الذاتي من جهة ثانية في ظل شح الموارد وسوء الأوضاع نتيجة الحرب والحصار، يشرح “الإبراهيم” تلك المشاكل: «تكمن معاناتنا في قلة مادة المازوت إضافة لارتفاع سعر السماد وفي بعض الأحيان عدم توفره وهذا يؤثر على الإنتاج ويتم العمل في أغلب أنحاء المحافظة على التعاون مع الجمعيات الفلاحية ومديرية الزراعة لتأمين ما يمكن تأمينه لتعود عجلة الزراعة إلى ماكانت عليه وتعود دير الزور كممول للسلة الغذائية في سورية».
اقرأ أيضاً: نساء “دير الزور” يَجنين قطنها.. السباق مستمر فمن تقطف أكثر؟
الجمعيات الفلاحية تدعم الفلاح!
يقول رئيس الجمعية الفلاحية في قرية “الخريطة” بريف “دير الزور” “حميد الحسين” لـ”سناك سوري” إن «عمل الجمعيات الفلاحية الحالي يركز على تأمين كافة المستلزمات التي يحتاجها الفلاح لزراعة أرضه بالموسم الشتوي وقد عملنا خلال الفترة الماضية وبالتعاون مع مديرية الزراعة ومنظمة الفاو على تقديم الدعم للفلاحين عبر توزيع كمية من القمح لكل فلاح حسب المساحة التي سيزرعها إضافة إلى منحه السماد الذي يكفي لهذه الأرض».
بما يخص مشكلة تأمين المازوت فيتم العمل على حلها مع اتحاد الفلاحين وفق “الحسين”، مضيفاً أنهم يقومون «بتشغيل محطات مياه الري في القرى لتكون في خدمة الفلاح وتساعده خلال الموسم على تخطي العقبات للخروج بأفضل النتائج عبر موسم وفير وإنتاج كثير».
اقرأ أيضاً: البوكمال الجريحة من “داعش” تعيش مخاض النهوض مجدداً بأرضها وأهلها