في مفارقة غريبة، وبخلاف باقي المحافظات الأخرى، فإن الإقبال في مدينة “دير الزور”، يتجه نحو اللحوم الحمراء، الأقل ثمناً قياسا بسعر الدجاج مؤخراً.
سناك سوري-فاروق المضحي-عبد العظيم عبد الله
تقول “علياء العلي” موظفة من أبناء حي “الموظفين”، إن أسعار الدجاج ارتفعت كثيراً مع بداية شهر رمضان، ولم يعد بالإمكان شراء الدجاج إلا بالقطعة، وأضافت لـ”سناك سوري”، أن هذا ما دفعهم إلى شراء اللحوم الحمراء الأقل ثمنا من الدجاج، وتوضح بالقول، إن سعر كيلو الدجاج تجاوز الـ11 ألف ليرة، وثمن الدجاجة الواحدة أكثر من 20 ألف ليرة، بينما وصل سعر كيلو “شيش الدجاج” إلى 16 ألف ليرة، والفخذ 9000 ليرة، بينما يتراوح ثمن الكيلو من اللحمة بين 15 إلى 18 ألف ليرة، وغالبا فإن الطبخة لا تحتاج كيلو كامل.
اقرأ أيضاً: تراجع نسبة الطلب على اللحوم في الأعياد بسبب ضعف القدرة الشرائية
“حسن الطه”، صاحب محل بيع دجاج في المدينة، أكد أنهم ملتزمون بالتسعيرة الصادرة عن التموين، لافتا أن هناك استقرار بأسعار الدجاج منذ بداية شهر رمضان، لافتا أن سعر الدجاج المرتفع تسبب قلة الطلب عليه، في حين يلجأ غالبية الزبائن لشراء قطعة أو قطعتين منه، والكثير منهم استغنوا تماما عن شرائه، واتجهوا نحو شراء اللحوم الحمراء الأقل ثمناً.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، “بسام الهزاع”، قال لـ”سناك سوري”، إن ارتفاع أسعار الفروج هو نتيجة ارتفاع وقلة المواد العلفية، إضافة إلى تكاليف الشحن في ظل عدم وجود مداجن تغطي حاجة الأسواق في مدينة “دير الزور”، أما أسعار اللحوم الحمراء فهي مستقرة ولا تغيير على أسعارها في الوقت الحالي كونها تنتج محلياً.
يذكر أن أسعار اللحمة الحمراء، لا تقل عن 30 ألف ليرة لكيلو العجل و36 ألف ليرة للخروف، في غالبية المحافظات، وترتفع أكثر بقليل في “دمشق”، بينما تتقارب أسعار الدجاج بين غالبية المحافظات.
اقرأ أيضاً: أزمة أوكرانيا تؤثر على سعر الدجاج في سوريا… طمنونا عالتقنين
في الحسكة وضع مشابه نسبياً
لا يختلف الحال كثيراً في محافظة “الحسكة”، حيث ارتفع سعر كيلو غرام الفروج الحي ليصل إلى 7600 ليرة نهاية الأسبوع الفائت، يقول الشاب “حمدي النادر” صاحب محل بيع فروج، إن «سبب الارتفاع قلة الفروج في مداجن المنطقة، وأصحابها يشتكون ذلك، حتّى أن بعض المداجن أغلقت، وحالياً نطلب كمية معينة، يصلنا نصفها»، متوقعا أن يرتفع سعر الدجاج في العيد إلى 9 آلاف ليرة.
حتى سوق اللحم شهد كساداً كبيراً في المحافظة، الشهيرة بتربية المواشي، يقول تاجر الأغنام “يوسف حاج حسين”، لـ”سناك سوري”، إنه يعمل بالمهنة منذ كان عمره 12 عاماً، وهو اليوم يبلغ من العمر 52 عاماً وخلال مسيرته المهنية لم يعش فترة أسوأ على صعيد العمل من الفترة الحالية، حيث هناك توقف شبه تام لحركة البيع والشراء.
وأضاف أن بعض الأسر الميسورة تلجأ لشراء خروف كامل، كون سعره يبقى أقل قياساً بشرائه بالكيلو، وتابع أن سعر الكيلو من الخروف الحي يتراوح بين 10 إلى 13 ألف ليرة حسب حجم الخروف، لافتا أن بعض الأسر تشتري خروفا صغيراً ولد حديثاً لا يتجاوز وزنه الـ4 أو 5 كغ، ويصل سعره إلى 40 ألف ليرة، بينما يتراوح ثمن الكغ من اللحم لدى الباعة بين 20 وحتى 23 ألف ليرة.
لا تستطيع كل الأسر الشراء بتلك الطريقة، ويقتصر الأمر على بعض الأسر الميسورة أو تلك التي تتلقى حوالات خارجية من بعض أولادها المغتربين، وفق البائع، ويضيف: «قبل فترة كنا نذهب لسوقنا عند الساعة 6 صباحا ولا نعود إلا عند الظهيرة، حاليا نذهب بالـ8 وأكثر بقليل ونعود بعد ساعات قليلة، وأغلب الأحيان دون نتيجة، كما قلت أصعب فترة تمر على سوقنا».
اقرأ أيضاً: أهالي الحسكة محرومون من اللحمة.. بعد تصدير ماشيتهم لكوردستان العراق