دمشق.. شباب يرفض العنف والتنميط ويقول: «لا للتنمر والتحرش»
مهرجان المسرح التفاعلي سعي للتغيير
سناك سوري – لينا ديوب
خسرت السيدة “ماري” وهي مطلقة فرصة العمل التي تقدمت لها، لأن المدير المنتظر بنى آمال على علاقة خاصة معها، حسب “السي في” الذي تقدمت به قبل أن تقابله وترفض تحرشه بها، “ماري” هي إحدى شخصيات العرض الثالث، من العروض الخمسة لليوم الأول من مهرجان المسرح التفاعلي الذي تنظمه شبكة الأقران الشباب SYRIA YPEER تحت شعار” لشو التغيير” بنسخته الثالثة.
المطالبة بالحق ليس فضيحة
تقول “ماري يازجي” طالبة الأدب الإنكليزي المشاركة بأحد العروض لـ “سناك سوري”:«اختار فريقنا هذه القضية، لأن مجتمعنا يَسِمُ المطلقة بأنها شخص مباح ويقبل باستغلالها، وبيئتنا المحلية تنتشر فيها هذه القضية بكثرة، المجتمع لا يشجع على المطالبة بالحق بحجة تفادي الفضيحة، لكن نحن أردنا أن نقول لا، لتصبح المطالبة عامل قوة لنا وليس عامل ضعف».
جرأة ووعي
قضايا المرأة وخاصة العنف وأشكاله المختلفة في المجتمع، زواج الأطفال والمساواة بين الجنسين الصحة الإنجابية، التنمر والوصمة، الحمل غير المرغوب فيه، وغياب معايير الكفاءة والمحسوبيات في الوصول إلى فرص العمل وتطوير المواهب، هي العناوين التي ناقشتها عروض المهرجان الذي شارك فيه عشر فرق من محافظات مختلفة يومي أمس وقبله على مسرح مدينة الشباب بـ “دمشق”، وحاول أن يكون أقرب للواقع في توصيف المشاكل واقتراح الحلول لها، والمساهمة في زيادة الوعي المجتمعي وتعزيز المسؤولية الفردية والجماعية ، وبالتالي الوصول إلى تغيير حقيقي وملموس، كما يقول “عبد الله الجدعان” المسؤول الإعلامي في الشبكة:« الفرق المشاركة ليست من الشبكة فقط، روجنا للمهرجان عبر حساباتنا على مواقع التواصل، واستمارة مشاركة، والعروض عكست وعي متقدم عند المشاركين وجرأة في طرح المواضيع ومناقشتها».
اقرأ أيضاً:مدير شؤون الأسرة: نعمل على حماية النساء المُعنفات والمُبِلغين عن التعنيف
شغف التغيير
فاز عرض شغف الذي يعكس محاولات التغيير في المجتمع، وما تواجهه من صعوبات وتحديات، لا تتمثل بغياب القوانين التي تحمي المرأة والشباب فقط، وإنما الأفكار البالية لكنها راسخة عند الفئات المستفيدة من بقاء المجتمع بحالته الراكدة، هذا ما عكسته النقاشات التي يسرتها السيدة “أمل حميدوش”، مطالبة الجمهور المشارك باقتراح حلول بالتوازي مع شرح المشكلات.
العروض تصرخ وتهمس
جميع العروض، همست حيناً، صرخت حيناً آخر مطالبة بالتغيير، عنوان المهرجان تساءل عن سبب التغيير؟ الرئيس الوطني للشبكة “أنس بدوي” يجيب “سناك سوري” عن سبب اختيار العنوان فيقول:«للعمل عليه من منطلق سعينا إلى أن نفهم أكثر ما هو التغيير الذي نطمح له في المجتمع وكيفية العمل باتجاه تحقيقه، وهل أن هذا الشعار الفضفاض إيجابي في جميع جوانبه وأشكاله، من هم القائمون على هذا التغيير وهل يمثلون شريحة مجتمعية، جهة أهلية، مجموعة مستقلة بذاتها ؟ والسؤال الأبرز هو من أين يستمدون شريعتهم التي يتحدثون من خلالها بلسان حال الآخرين، وأولوية ودور شريحة الشباب فيه فهل سيقتصر على تقديم الأفكار وترويجها، أم سيكونون في صلب التنفيذ وحشد الطاقات والدعم».
مسرح الشارع
المسرح التفاعلي خلق ليكون بالشارع، بالأماكن التي تحتاج توعية، بالمخيمات، والمناطق النامية، يقول المشارك “أمجد تكروري” طالب هندسة حواسيب، :«لكن الفكرة لم تقوَ وتترسخ بعد، نحتاج لدعم كبير من العاملين على تغيير المجتمع ليحسوا بقيمة المسرح التفاعلي لننطلق بقوة أكبر، وندافع عن حقوق أمهاتنا وأخواتنا، زوجاتنا وبناتنا في المستقبل، وقد رأينا خلال مناقشة العروض أن الكثيرين يريدون تجاوز الأفكار النمطية والوصمة والمطالبة بالحقوق، رغم أن الحلول كانت قليلة، لكن المطالبات تشكل دعوة قوية بعد الحرب التي عشناها ليكون في أولوية عملنا وخططنا النهوض بمجتمعنا وتخليصه مما يعيق تقدمه».
يطالب “مازن الحلبي” طالب المعهد العالي فنون مسرحية قسم التمثيل سنة أولى بتكرار المهرجان لأكثر من مرة، لأنه يسلط الضوء على مشاكل في واقعنا منتشرة بكثرة وليست نادرة، كما يقول :«إن موضوع التحرش نراه يومياً وفي أماكن قريبة منا مثل باصات النقل الداخلي، وإذا كان الجمهور اليوم من الجمعيات وطلاب المسرح في المرات القادمة يجب أن يتسع ليصل إلى من يجب أن يصل لهم».
يذكر أن المهرجان أقيم بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA وباحتضان من جمعية نور للإغاثة والتنمية.
اقرأ أيضاً:رجال ضد “العنف والتنميط” ويحاولون الخروج على الدور الذي رسمه لهم المجتمع