الرئيسيةتقاريرشباب ومجتمع

دمشق تبدأ معالجة أكبر مشكلة تواجه الشباب.. تقنين الخدمة الإلزامية والاحتياطية

تقنين الخدمة الإلزامية والاحتياطية خطوة هامة للحفاظ على ما تبقى من شباب داخل البلد

بدأت “دمشق” بتقنين الخدمة الإلزامية في سوريا إحدى أكبر المشاكل التي تواجه الشباب السوري. ما يمكن أن يمهّد الطريق لعودة آلاف الشباب من الخارج. كذلك الحفاظ على ما تبقى من شباب داخل البلاد.

سناك سوري-دمشق

وتعتبر مسألة الخدمة الإلزامية والاحتياطية واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه الشباب وتدفعهم للهجرة. بدليل وجود عشرات آلاف من الشباب السوري خارج البلاد ليس لمشكلة سياسية أو أمنية وإنما لعدم قدرتهم على الانخراط بالخدمة الاحتياطية لأسباب مختلفة. بعضهم لديه مسؤوليات عائلية تحتم عليه العمل والإنتاج لإعالة أسرهم. وبعضهم الآخر يريد تأمين مستقبله وغير ذلك من أسباب عديدة يطول شرحها.

ويبدو أن المشكلة السابقة تتجه إلى الحل وفق ما أعلنت وزارة الدفاع السوري التي أشارت لوجود خطة تفضي بنهاية الأمر لتحويل الجيش السوري إلى “محترف”. أي أنه جيش يقوم على المتطوعين فقط.

إجراءات آنية للحد من الخدمة الاحتياطية

وقال المدير العام للإدارة العامة في وزارة الدفاع، اللواء “أحمد يوسف سليمان”، خلال لقائه مع قناة السورية الرسمية حسب ما نقلت سانا، أن من بلغ الـ40 عاماً من العمر ولديه سنتا خدمة يسرح تلقائياً دون الحاجة لصدور أمر إداري جديد للتسريح.

ويعتبر تحديد سقف الخدمة الاحتياطية أمراً جوهرياً في حياة الشباب. الذين كانوا يشعرون باليأس من استمرار خدمتهم الاحتياطية بدون وجود سقف زمني لها. يساعدهم على وضع خطط لحياتهم بعد إنهائها.

3 مراحل زمنية لتقنين الخدمة الإلزامية الاحتياطية في سوريا

وكشف المسؤول العسكري عن وضع جدولة زمنية للخدمة الإلزامية الاحتياطية تتألف من 3 مراحل. تبدأ الأولى من مطلع شهر تموز وحتى نهاية 2024 الجاري سيسرح فيها كل من أمضى 6 سنوات حتى نهاية حزيران الجاري.

ويسرح كل من أمضى 5 سنوات ونصف السنة حتى نهاية آب القادم. وكل من أمضى 5 سنوات حتى نهاية تشرين الأول. وفي نهاية السنة الحالية يسرح من أمضى في الخدمة الاحتياطية أربع سنوات ونصف السنة بتاريخ 31-12-2024.

أما المرحلة الثانية تبدأ العام القادم بتسريح من أتم أربع سنوات حتى نهاية شهر كانون الثاني ويسرح بتاريخ 28-2-2025. ومن أمضى ثلاث سنوات ونصف السنة حتى نهاية شباط يسرح بتاريخ 30-4-2025.

وفي تاريخ 30-6-2025 يسرح من أمضى ثلاث سنوات حتى نهاية شهر آذار. ومن أتم سنتين ونصف السنة حتى نهاية نيسان يسرح بتاريخ 31-8-2025. ومن أمضى سنتي احتياط حتى نهاية أيار يسرح بتاريخ 31-10-2025.

تحديد سقف الخدمة الاحتياطية أمر جوهري في حياة الشباب، الذين كانوا يشعرون باليأس من استمرار خدمتهم الاحتياطية بدون وجود سقف زمني لها، يساعدهم على وضع خطط لحياتهم بعد إنهائها.

وصولاً إلى المرحلة الثالثة التي سيكون الحد الأقصى للخدمة الاحتياطية فيها عامان.

وأشار اللواء “سليمان” أن المدد الزمنية في المراحل الثلاث قابلة للتعديل زيادة أو نقصاناً حسب نسب الالتحاق، مبيناً أنه سيتم تسريح عشرات الآلاف حتى نهاية العام الحالي ومثلهم العام القادم مع المحافظة على الجاهزية القتالية وتحقيق مصلحة أبناء الوطن.

الخدمة الإلزامية… تقطف الشباب في عمر الإنتاج والانخراط بالحياة العملية

ومشكلة الخدمة الإلزامية الرئيسية أنها تأتي في عمرٍ يكون الشباب فيه بأوج طاقتهم وحماسهم للحياة. الكثير منهم لديه طموحات وخطط وأهداف يريد تنفيذها، لكن ما يحدث هو أنهم عوضاً من الذهاب للتدريب العملي بعد الجامعة، يذهبون إلى الخدمة الإلزامية وحين ينهونها بعد سنتين يكونون نسيوا كل المعلومات التي تعلموها في جامعاتهم بمختلف الاختصاصات. وبالتالي ضياع فرصة مهمة لهم للتطوير والعمل بمجالهم.

كمثال على ذلك، ما حدث مع اللاعب السوري المعتزل دولياً “أنس شعبان”، والذي سبق وقال لـ”سناك سوري”. إنه كان قريباً من الاحتراف الخارجي إلا أنه لم يستطع قبول عرض نادي “زاخو” العراقي لأنه كان بالخدمة الإلزامية. ولولا ذلك لوصل أبعد من الاحتراف في العراق على حد تعبيره.

و”شعبان” مجرد مثال بسيط من عشرات آلاف الأمثلة لشباب، أعاقهم طول فترة الخدمة الإلزامية عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم العملية والمهنية.

الحفاظ على الشباب من الهجرة

ويرى كثير من الشباب في القرارات الجديدة خطوة مهمة جداً للحفاظ على ما تبقى من شباب داخل البلاد التي توصف بالكهلة اليوم. نتيجة هجرة كثير من شبابها. وينتظرون أن تترجم تلك الخطوة بإجراءات ملموسة على الأرض.

بالعودة إلى تصريح اللواء “سليمان” نجد أنه قد تحدث عن أمر آخر غاية في الأهمية وهي الوصول إلى جيش متطور يعتمد على المتطوعين من خلال عقود التطوع الجديدة. وأضاف أن مفهوم الخدمة الإلزامية سيتغير نتيجة التطوير والاعتماد على المتطوعين.

وتنبع أهمية هذه الخطوة من كونها ربما تؤدي إلى إلغاء الخدمة الإلزامية تماماً. أو ربما تقليص مدة الخدمة الإلزامية التي من الأفضل ألا تتجاوز الـ45. ويتعلم خلالها الأفراد المبادئ العامة استعداداً لأي حدث طارئ مستقبلاً. بينما يقتصر الجيش على الراغبين بالتطوع وترك الشباب الآخرين الذين يمتلكون خططاً مختلفة لحياتهم.

يذكر أن عقود التطوع الجديدة تنص على أن من يؤدي 5 سنوات تطوع ولا يرغب بالاستمرار يُسرح ولا تتم دعوته للاحتفاظ. كذلك عدم دعوته للاحتياط قبل مرور 5 سنوات على تسريحه. بينما يعفى من ينضم لعقود التطوع لعشر سنوات من الخدمة الاحتياطية نهائياً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى